في زمن غاب لن يعود، حاضر باستحضار ذكرياته في ليالي السمر،...كانت الشمس تتزاوج أشعتُها بغبار الأتربة التي كنا نثيرها بنعالنا الخشنة أو بأحذيتنا المترهلة معظم الوقت و نحن نتردد على المدرسة البعيدة عن منازلنا، أو تثيرها حوافر الأحصنة التي تجر عربات محملة بسلع تجار الحي ...
...و كانت قطرات المطر تمتزج بالتراب ،تكوره حبيبات ليُخرج لنا رائحة الأديم الأصيلة التي ما زلنا نتذكر عبقها.
أما في زمننا هذا ،أصبحت الأشعة تصطدم بطرقات صلبة خشنة فتخرج لنا منها رائحة الزفت، و باتت قطرات المطر ترتد على وجوهنا جراء ارتطامها ببلاط الأرصفة و بإسمنت الجدران و أبوابها الحديدية.