وجه الإعجاز في (الصافنات الجياد):
ورد في القرآن الكريم وصف: "الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ": لخيل نبي الله سليمان -على نبينا وعليه من الله السلام-
وهو مدح للخيل واقفة "الصَّافِنَاتُ" وجارية "الْجِيَادُ"، فإذا وقفت كان ذلك على ثلاثة قوائم وعلى طرف القائم الرابع ذلك من
علامات السكون، والاطمئنان، والثقة بالنفس والخيلاء بما أفاء الله تعالى عليها، من قوة وجمال وذكاء، وقدرات على الحس والإدراك،
وإذا جرت كانت في عدوها سباقة راكضة، وهذه من المعارف التي بدأ البحث في علم سلوك الحيوان في التوصل إليها،
كذلك أثبت علم سلوك الحيوان أن المسح بسوق الخيل وأعناقها يلعب دوراً مهماً في ترويضها وتطمينها وإشعارها بالود والمحبة،
من هنا فإن وصف القرآن الكريم لجياد سيدنا سليمان بـ"الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ" ووصف تعامله معها يقول الحق تبارك وتعالى: "فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ"
كان إلهاماً من الله تعالى لنبيه سليمان ـ على نبينا وعليه من الله السلام ـ وسبقاً علمياً وتاريخياً، لأن ذلك لم يكن معروفاً لأحد في زمن الوحي بالقرآن الكريم،
ثم أن الإشارة في الآيات القرآنية الكريمة التي تصف هذه الواقعة (سورة ص، آية 31 ـ 33) جاءت بالتأنيث "الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ"
مما يؤكد دور أنثى الخيل في تدبير أمر جماعتها وهو من حقائق علم سلوك الحيوان التي لم تعرف إلا في أواخر القرن العشرين.