الطفل والزعيم
*عن قصة : "ثياب الإمبراطور الجديدة" ل"أندرسن"
======
أيهذا المختال إنك عار فاستتر يا زعيم خلف جدار كيف تمشي في الناس دون ثياب كيف ترضى بالعري يا للعار! قالها الطفل في ابتسام بريء ليس يخشى من قسوة الجبار كان يمشي في الناس يختال تيها بافتخار يفوق كل افتخار نزل القول كالصواعق ترمي أوجه القوم ههنا بالنار كلهم بالأمور يدرى ولكن سكن الخوف بينهم كل دار فاستكانوا للجبن يحيون ذلا لم يذوقوا معيشة الأحرار أسرع الجند للصبي بحزم يأخذون المسكين للأسوار قال شيخ الزعيم هذا افتراء كيف يهذي صبيكم بالصَّغارِ فثياب الزعيم أعظم من أنْ يبصر الطفل ما بها من نُضارِ إنها أجمل الثياب وأزهى ليس في الكون مثلها في الوقارِ وثياب الزعيم مثل زعيمي هي أيضا زعيمةٌ في الديارِ من يشككْ فيها يمتْ دون دينٍ ثم يُلقى من بعدِها في النار وتوالى في كل ركن حديث كل حين في نشرة الأخبار فيقول المفكر الفذ : مهلا رُبَّ عُري أحلى من الإستتار فهَبُوا قولَ الغلام افتراضًا كان حقًّا فما بنا من شنار ثم صاح النويقِدُ الفدم يهذي :صادروا في الدنى عيون الصِّغار إن عينًا ترى الزعيمَ بسوءٍ هي عين أولى بكل احتقارِ خطبٌ تترى له ونشيد ثم تُتْلى مدائحُ الأشْعار كلها تنعي كلام صبيٍّ هلَّ كالفجر كاشفَ الأستار همهم الناس بالكلام بليل ثم صاروا يلقونه بالنهار ثم صار الهواء ينطق حرا إن هذا الزعيمَ يا ناسُ عارِ فتوارى الزعيم خزيا وذلا وتلاشتْ كواذب الأعذار وتداعتْ بطانة السوء تهوي بين أقدام كل ماشٍ وسارِ فانظروا كيف كان طفل بريء سببا في زوال هذا الغُبارِ صوته شمعة تبدد ليلا وغناء في موكبِ الأنوارِ
* قصة ثياب الإمبراطور الجديدة من أشهر قصص الكاتب الدنماركي : "هانس أندرسن"،
تحكي عن إمبراطور يتعامل مع نساجين محتالين يوهمانه أنهما سينسجان له ثوبا عجيبا من الحرير والذهب والفضة، لكن ميزة الثوب أن الأغبياء لن يروه! وبما أن المحتالين ينسجان الهواء، لذلك لم يشأ أحد من الناس سواء العامة أم الوزراء الظهور بمظهر الغبي. الطفل هو الوحيد الذي نطق بالحقيقة وهي أن الأمبراطور عار.
جريدة المستقبل : الخميس 8 تموز 2010م