للنَّخْوَة الثَّكْلى أغالبُ دمْعَتي
...................لدَمِ المُروءةَ باتَ يوميَ أسوَدا
لنْ أطلُبَ الغوْثَ احتقاراً للغُثا
.................أو أطلبَ العَوْن انتِصاراً لي غَدا
وَكَفى بربِّكِ ناصِراً يا "أخوَتي"
................لا جوعَ يقهرُني ولا قصْفَ العِدا
هذا الرُّكامُ على مَشارفِ عِزّتي
....................في غزّتي قصْرُ الكرامةِ شُيِّدا
وَلئن أبيتُ وفي العَراءِ على الثَّرى
...............سأُشيدُ خيْمَةَ عزَّتي فوقَ المَدى
لنْ أنحَني عطَشاً وَأرفَعُ هامَتي
...................فالمستَحيلُ أنا أعيشُ تَوحُّدا
عانَيْتُ أصنافَ الخُطوبِ ومَكْرِها
...............وَخَبِرْتُ أنواءَ الكُروبِ بلا السُّدى
إني أنا الغَزّيُّ تلكَ جَريرَتي
..................عشقُ البُطولةِ والمَفاخرِ أَمْرَدا
لا كنْتُ إنْ لمْ ألِجْ درْبَ الصّراطِ (م)
..................كَما الشّهيدِ إلى الخُلودِ مُمَهَّدا
إنّي أنا العنْقاءُ ليْسَ يُضيرُني
...................عَسْفُ الرَّمادِ وَعادِياتُ الرَّدى
سأظلُّ في عيْن الزَّمانِ مُكرّماً
......................مُتأبّطاُ عَصْفَ الرِّياحِ تَمرُّدا
وأظلُّ في حَدَق العُيونِ مُعسْكِراً
..................لأخوضَ معْركةَ الوُجودِ مُوحِّدا