عبقرية نظرية النظم ١- مقدمة

نظرية النظم هي نظرية اخترعها الشيخ عبدالقاهر الجرجاني في القرن الخامس ليولد منها بعد ذلك علم البلاغة الذي نعرفه ثم مع مرور الزمن قل الاهتمام بهذه النظرية حتى كاد الناس أن ينسوها .
وفي هذه المقالات ان شاء الله سأكتب ما أدهشني مما قرأته لصاحب هذه النظرية وماسمعته من الشيخ محمد محمد أبي موسى وهو يشرح كتابي الشيخ عبدالقاهر دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة وأرجو من الله أن يكون في هذا خير كثير.
نظرية النظم هي توخي المتكلم لمعاني النحو حسب أغراضه ومقاصده.
وكلنا يصنع هذا التوخي وكلنا يفهم المعاني النحوية التي هي كل مافي اللغة من أداة للتعبير لكن هناك فرق بين إدراك المعاني النحوية أثناء التكلم وأثناء سماعها وبين معرفتها أثناء تحليل الكلام البليغ لأن الأول الإنسان فيه مسير لكنه مخير في المعاني والله سبحانه وتعالى قد هيأ عقله ليتعلم البيان فيبين عما في نفسه ويفهم ما أبان الآخرون عنه وعقله يعمل في هذا بما هيأه الله له عن طريق المعاني النحوية أما تحليل الكلام البليغ فهو علم وتفكير وتأمل بإ عمال العقل في النص .
وأهم شي هو معرفة الفروق بين الأساليب المتشابهة مثل :
زيد انطلق
زيد ينطلق
زيد منطلق
زيد المنطلق
وهنا سؤال بجب أن يقال :
هل الاهتمام بنظرية النظم يفيد أكثر من الاهتمام بعلم البلاغة ؟
نعم لأن علم البلاغة صارت البلاغة فيه علما بحتا يهتم بالأساليب لكن نظرية النظم تهتم بالمعنى عامة وبالفروق المعنوية خاصة بين الأساليب المتشابهة ولذلك أهم ثمرة لنظرية النظم هي فهم المعنى فهما دقيقا عندما تقرأ البلاغة في النص مهدها الأول وليس في كتب العلم جاهزة مثل الوجبات السريعة وإن شاء الله ستفهم أكثر أهمية هذه النظرية إذا تابعت هذه المقالات وبإذن الله ستقرأ مايروقك حتى تنتشي ومايدهشك حتى تقول :
والله الشيخ عبدالقاهر الجرجاني قد كان ملهما .

موضوع مشوق وسأكون له من المتابعين.