|
ها قد وقفتُ ببابها متـــــــــبلّدا |
والذهنُ عن حلوِ المعايشِ شاردا |
أمضي بخطوٍ نحوها متثاقـــلٍ |
متقـــــــــدّماً متـــأخراً متـــرددا |
أخطو كمن قد سيقَ فيها عنوةً |
ليرى مصيراً في الحقيقة نــــافدا |
قلّبــْتُ طرفي للحياةِ مــــودّعاً |
وكــــأنني لا لـــن أعودَ مُــــجَدّدا |
فوجدتُني أرثي لحــــالي ههنا |
في غـــرفةٍ أشتمّ رائحــةَ الردى |
وأرى المنونَ بلحظِهِ متوثبٌ |
عن قوسه نحوي الســـــهام مسدّدا |
بتّ امرءاً نزَعَ الرّياشَ تذلُّلاً |
عن كــــلِّ ألوانِ الحيــــــــاةِ تجرّدا |
وأخالني كالنعش منطرحٌ بها |
مُتقلِّــــــبٌ بيـــن الأُساةِ مُمــــــــدّدا |
والموت يبطئ أو يحثّ بخطوِهِ |
في جرعةِ التخديرِ نختصرُ المـدى |
صرحٌ من الأحلام قد شيّــــدْتُهُ |
عمّـــــا قليلٍ قــــــد أراهُ تبــــــــدّدا |
وإزاء رأسي ذا طبيبٌ واقـــفٌ |
ليباشرَ التخـــــديرَ حتّى أرقــــــدا |
قدْ خلتُهُ ملَكُ السؤالِ يريــــدُني |
لمّا رأيتُ البابَ خلفـــــــي أوصِدا |
أحسستُ جوفي والحنايا مرجلٌ |
من نارِ قلبي والمواجعِ أُوقِـــــــدا |
وسرتْ بأوصالي هنالِكَ رعشةٌ |
قطعتْ وتيني والمفاصلَ واليدا |
وتسلّلَتْ عبرَ المسامعِ همـــــسةٌ |
"طاب المــنامُ فإنّ موعدَنا غدا" |
مرّتْ سويعاتٌ وقلبي مثـــــــقلٌ |
وطوى هــنا خلف الحياة مسهّدا |
كلٌّ على جمرِ الترجّي واقــــفٌ |
متربّــصٌ ..والله يمطر بالنــدى |
رباه نفسي في حماكَ وديـــــعةٌ |
يا من يصونُ ولا يخيّبُ قاصدا |
...قد عدتُ بعد الموتِ فارحمْ عودتي |
يا من تفرّد في العــوالم واحدا |
وألِنْ فؤاداً يشتكي من قـــــــــسوةٍ |
قد ضلّ فارحمْ واهدِهِ سُبُلَ الهدى |
الدّمْعُ يفضــــــحُ ما أُغالبُ جاهداً |
في كــــتْمِهِ فأراهُ يغْلِبُ إذ بــــدا |
ربّاهُ لا تجْعلْ لِغَيْرِكَ وُجهَـــــــتي |
ويدي لِما بيَدَيْــــــكَ أْوْثقَهُمْ يــــــدا |
أنت المُرَجّى في أموري كلِّـــــها |
مالي سوى أبواب جودك مقصدا. |