قال الله تعالى : (علم القرآن - خلق الإنسان- علمه البيان) ولم يقل علم القرآن خلق العلماء ولذلك كل إنسان يقرأ القرآن يعلم أنه كلام الله وكذلك لايمكن أن يكون القرآن معجزة خالدة للنبي الخاتم صلى الله عليه وسلم الا وقد علمه الله إياه ومادام أن الله قد علمه إياه بأن علمه البيان أي يبين عمافي نفسه ويفهم ما أبان عنه غيره فيمكننا أن نعتمد على هذه الفطرة البيانية وهذه الذائقة الفطرية على تحليل الكلام ولكن نحتاج الى منهج هذا المنهج هو منهج قرآني قائم على طرح جميع الاختيارات الممكنة ثم تحليلها لمعرفة لماذا استخدم المتكلم الاختيار الذي استخدمه ولم يستخدم غيره .
أما الذي ليس فيه اختيار فليس في اختيار المتكلم إياه بلاغة لأن جاء على صورة لايمكن أن تتغير فالبلاغة هي الاختيار وذلك مثل تقديم الخبر وجوبا مثل : عندي فكرة فلايصح أن تقول فكرة عندي وتقدم المبتدأ فصارت اللغة هي التي اختارت حسب قواعدها وليس المتكلم .
أكيد بإذن الله ستعرف سبب استخدام المتكلم للأسلوب اللغوي واختياره له حينما تتأمل بفطرتك وقد يكرمك الله فتتعرف كذلك على الدقائق واللطائف .
قال تعالى:(فما اسطاعوا ظهوره وما استطاعوا له نقبا)
حسب المنهج تضع استطاعوا مكان اسطاعو والعكس ثم تتأمل والمعنى أنهم لم يستطيعوا تسلق الردم ولم يستطيعوا أن يحفروا فيه فينقبوه.
تأمل ثم استخرج المعاني الزائدة على المعنى الأصلي بسبب هذا الاستخدام .
ولكن لاحظ هذا المعنى الزائد عن المعنى الأصلي :
أليست هذه الآية تعلمنا هذا المنهج طرح الاختيارات فليس هناك لهذا الفعل الا هذان الاختياران وقد طُرحا في آية واحدة وعبارة واحدة لتدل على أن اسطاعوا غير استطاعوا فاختار اسطاعوا مع التسلق واستطاعوا مع النقب وهنا أريد أن أثبت لك شيئا أيها القارئ ولذلك ذكرت لك هذا المعنى فقط وهو أنك اذا لم تستطع أن تستخرج المعاني الزائدة فهو بسبب الغفلة وليس لأنك لست عالما ولاضليعا في اللغة وهذا هو سبب صعوبة تحليل الكلام البليغ حتى العلماء كان فيهم فالفطنة هي العلم تجعلك تتعمق وتتوغل في دقائقه .