بسم الله الرحمن الرحيم"....
ان من السخرية ان نظن بان الحقيقة المطلقة تكون "من نسج الخيال " ...
ولكن من الغباء ان نظن بان الخيال لا يستطيع ان يكون حقيقة ...
تلك مقدمتي الصغيرة لسلسلة قصص قصيرة من واقع الحياة أعيش فيه سميته " من نسج الخيال "
لانه لا يعقل ان تسمح الانسانية لتلك القصص ان تكون حقيقية ....واذا كانت حقيقة فالويل الويل للانسانية ...
سوف اترك الحكم لكم لتلك القصص التي سوف اعرضها عليكم من فترة الى أخرى لكي تقرءوها ومن ثم تقرروا بأنفسكم هل هي "من نسج الخيال " ام لا ؟؟؟؟
من نسج الخيال "1"
يحكى ان هنالك حي شعبي عربي قديم وضيق جدا ،معظمه مبني من صفائح الحديد التي تصدأ معظمهما بسبب انكشافها الطويل لأشعة الشمس والامطار، لا يتواجد هنالك بنية تحتية إطلاقا فمياه المجاري تتدفق من البيوت وتسيل على جوانب الطريق كانها الينابيع ...وجوانب البيوت ملتصقة ببعضها البعض بحيث اذا عطس احدا فجار جاره قد يسمع عطسته ولربما جار جار جاره اذا كانت العطسة قوية ...ومن ذلك المنطلق لم تمنع الجدران الملتصقة الأحاديث العديدة المستمرة ان تمر وتسمع ، فلا يطلع صبحا على سر قيل ، ولا تغيب شمس على خبر ...حتى المشاعر والأحاسيس التي هي في الصدور لم تمنعها تلك الجدران من عدم العبور ، فالناس في هذا الحي يشعرون بمن يحبهم ويكن لهم الاحترام ويدركون من يكرههم ويكن لهم العدوان ... ذلك الحي انقسم الى قسمين :قسم الفقراء وقسم الفقراء جدا ، قسم الفقراء احتل قلوبهم الكبر والعنجهية وثقافة الضوضاء ،فمهما ضحكت لهم وعملت لهم أظهروا لك بساطتك وإنهم أعلى درجة منك !!! أظهروا لك انك لا تعيش ، انما انت تحت خط الحياة اظهروا لك انك عالم ثالث حتى ولو لم يقولوا ذلك ، لان سكان ذلك الحي يملكون حاسة عجيبة يدركون ويفهمون احاسيس الناس ، تلك المجموعة مجموعة الفقراء اكتسبوا تلك الخصال بكسب المال بأي طريقة ، ففعلا هم ليسوا فقراء أنما أغنياء ولكنهم لا يملكون من "كنوز الآخرة " شيئا ،كالأخلاق الحسنة والصدق والامانة والاحترام إنما هم اغنياء بامتلاكهم "حطام الدنيا " كالمال والكذب والتكبر وغيره .
اما الفقراء جدا فهم يعيشون باحترام لم يحلموا بقصور مشيدة ولا مال وفير إنما "العيش الكريم "، لم تغنيهم حياتهم ونقودهم عن اخلاقهم الجوهرية الجميلة ولا عن نسيان بساطة معاملتهم، فهم فقراء من "حطام الدنيا " ولكنهم أغنياء "بكنوز الآخرة