من الأشياء التي تدل على حقارة الدنيا أنك تجد الإنسان التافه الحقير يشتم الرجل العظيم الكريم الجواد كهذا الإنسان الحقير الذي سب سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه ثم ضحك ساخرا .
يامن رميتَ الشمسَ بالحجرِ
واللهِ إنكَ أحمقُ البشرِ
أسمعتَ ياصعلوكُ عن أحدٍ
من قبلُ يرمي الشمسَ بالحجرِ
الشمسُ ياصعلوكُ عاليةٌ
ليست كتفاحٍ على شجرِ
الشمسُ ياصعلوكُ ساميةٌ
عن كل ذي حَوَلٍ وذي عَوَرِ
من ذا يطولُ الشمسَ بالنظرِ
من ذا يصيبُ الشمسَ بالضررِ
شمسُ الرسولٍ وصحبهِ طلعت
كانت معَ الدنيا على قدَرِ
جاءَ الإلهُ بها ليظهرَها
ويرى ضياها كلُّ ذي بصرِ
ما أحقرَ الدنيا بما حملت
لم تنصفِ العظماءَ من مضرِ
رجلٌ عظيمٌ باتَ يشتمهُ
من حجمهُ في منتهى الصغرِ
والله ذوالنورينِ ذوكرمٍ
يسقي ويطعمُ كلَّ مفتقرِ
يعطي على عسرٍ وميسرةٍ
كالبحرِ لايخشى منَ الكَدَرِ
حتى اشترى بئراً وأوقفَها
للقاطنين ومن على سفرِ
فسقاهمُ وسقى مزارعهم
وكأنهُ نوعٌ منَ المطرِ
فلإن رميتَ الشمسَ من سفهٍ
وضحكتَ ضحكةَ ملحدٍ قذِرِ
فالشمسُ ساميةٌ وراجمُها
باللؤمِ والأحقادِ في الحفرِ