هو مثل من الأمثال الشعبية القديمة التي تضرب عند نصح القوم بعدم الأخذ بالمظهر ، والنظر إلى الجوهر ،
فالكثير من الناس قد ننخدع بشكلهم الجميل ، أو ملامحهم الملائكية ، ولكنهم في الأصل يخفون بداخلهم قلوبا سيئة ،
وطبائع ذميمة ، فعشق الجسد أمر فاني ، ولكن ما يبقى هو عشق الروح.
قصة المثل :
يحكى أنه كان هناك رجلان يحبان امرأة واحدة ، وكان أحدهما جميل الوجه ، مليح القسمات ،
والأخر دميم الوجه ، لا يمتع النظر إليه ، وكان الجميل يقول لها : عاشرينا وانظري إلينا ،
أما الدميم فكان يقول : جاورينا وأخبرينا ، وكانت تميل للجميل ، وتصد الدميم.
وفي يوم فكرت أن تختبرهم ؛ لترى من هو الأجدر بها ، وطلبت من كليهما أن يذبحا ناقة لحين قدومها ،
وتنكرت في زى رث ، وذهبت إليهما ، فلما دخلت عند الوسيم ، وجدته عند القدر يلحس الدسم ، ويأكل الشحم ،
فسألته أن يعطيها شيئًا من الإبل ، فأمر لها بذيل الناقة .
وبعدها اتجهت إلى بيت الدميم ، فوجدته يقطع اللحم ، ويعطيه لكل سائل ، ولما طلبت منه أن يعطيها ،
أمر لها بأطيب قطعة في الناقة ، ولما حل الصباح ، زارها الرجلان ، فكشفت لهما عن قصتها معهما ،
وجنبت الوسيم ، واختارت القبيح ، ويقال أن تزوجته بعد ذلك .
العبرة من المثل :
أن ليس كل قبيح دميم ، ولكن الدمامة الحقيقة تكمن في القلوب السيئة ، والطباع المنفرة ،
لذا يجب أن ننظر إلى قلوب الناس لنرى الجمال الحقيقي ، ولا نسلبهم حقهم في السعادة ، والحياة ،
فقد خلقنا الله جميعا متساويين لا يفرق بيننا سوى العمل الصالح ، والقلب النقي .