ضيَّعتُ دربي كأنِّي لم أجد ذاتي
حتى وجدتُكِ محرابًا لأنَّاتي
سكنتُ في خلجاتِ الطهرِ أزمنةً
ولم أجدْ قبلَ أنْ ألقاكِ مرآتي
عرفتُ نفسيَ مِن بعدِ اللقاءِ بكُم
ولم أكنْ أعرفُ الماضي ولا الآتي
أنتِ السماءُ وألوانُ السماءِ معي
يا فرحتي ومعي لونُ السماواتِ
أنا الغريبُ و أحلامي بقافيتي
أحلى مِن الحبِّ مِن كلِّ الملذاتِ
جهادُ عزٍّ ونصرٍ واتِّقادُ أخٍ
يعانقُ المجدَ يرفو جرحَكَ العاتي
أنتِ التي ضيَّعَ التاريخُ وجهتَهُ
مِن أَجلِها وتَحدَّى غيمَكِ الشاتِي
لا لم يكنْ غرداً يومًا بروضتِهِ
فمذْ غزاكِ الضَّنَى أضحى بمأساةِ
ولم تَفُح بالشذى ورداً مباهجُهُ
حتى انتصرتِ على أعتَى الخياناتِ
حتى تولَّاك طهرُ القومِ في رفحٍ
وجَمَّعَتْ حالةُ الأيامِ أشتاتي
وصرتُ في فرحٍ والمجدُ مبتسمٌ
في كفِّ يمناكِ يشدو بالمسرَّاتِ
فلْتسعدي أمَّتي بعدَ العناءِ فقد
جاوزتِ بالصبرِ آلافَ العداواتِ
هائل الصرمي