ما بالها السُّحْبُ لم تُمطِرْ على كبدي؟!
بـالرَّغمِ مِـن أنَّـها ثـوبٌ عـلى جـسدي!
وكــلَّـمـا أَمَّ قــلـبـي الــدَّمــعُ مـنـفـجِراً
مِـن مـقلةِ الـعينِ لـم يَـنقصْ ولـم يـزدِ
كــأنَّـنـي الـــرَّوضُ فـالأمـطـارُ تـغـمـرُهُ
لـكـنَّـما الــزَّهـرُ كــالأنـداءِ فـــي وقَـــدِ
أمــات حـقـا إمــامُ الـعـلمِ، وانـهـدمتْ
فــي الـفجر أعـمدةٌ لـلضوء والـرَّشَدِ؟!
كأنَّ في الأفْقِ ما في الأرضِ مِن وجعٍ
فـيها الـذي فـي عيون النَّاسِ مِن كَمَدِ
فـالشَّمسُ فـي ظُـلَمٍ ، والبدرُ في غَمَمٍ
والطَّيرُ فـي صَـمَمٍ ، والـرِّيحُ فـي سَهَدِ
مــــا لـلـمـنـابر كــالأغـصـان تـرعـشـهـا
مـا يرعش القلبَ من وجدٍ ومن عُقَدِ؟
كــأنـمـا الـقـلـبُ ســقـفٌ تـحـتـهُ نَــهَـرٌ
كـأنـهـا حــيـن قــامـت دونــمـا ســنـدِ
قــام الـخـطيبُ ، فـفـرَّتْ مـنـه هـاربةً
فـي لـحظةِ الـصَّمتِ عَـبْراتٌ كما البَرَدِ
أثــنـى وحــيَّـا ولــم يـنـطِقْ فـأسـعَفَهُ
مِــنَّــا بَــيـانٌ وراء الـصَّـمـتِ والـخَـلـدِ
مــا كــان أبـلـغَها مِــن أدمــعٍ سَـفحتْ
عــلـى الــخـدود بـريـئـاتٍ مِــن الَّـلـددِ
يـــا مـالِـئـاً أعــيُـنَ الـدُّنـيـا وشَـاغِـلَهم
ويــا عـجـائبَ مــا يُــروى إلــى الأبــدِ
كــأنَّ مـنـك الـزُّبـيري قــام فـي عَـجَلٍ
يُـلـقي عـلـيك رثــاءً جــاءَ مِـلءَ يـدي
جَـــدَّدتَ بـيْـعـةَ أحـــرارٍ وقــمـتَ بـهـا
خـيـرَ الـقـيامِ رِضــاً فــي نـهضةِ الـبلدِ
مــا كـنـتَ بِـدعاً ، ولـكن نـسمةً عَـبَرتْ
عـلـى خُـطـا مَــن تَـبَـنَّوْا خـيـرَ مـعتقدِ
أكــلَّــمـا قــــام فــيـنـا عــالِــم فــطِــنٌ
تـلـمّظَتْ حـولـه الأقــلام مـن حـسدِ؟!
كـأنّـهـا لـــم تــبِـتْ يــومـاً بـغـير عَـشَـا
ولــم تُـبَـصْبِصْ بِـذيْـلٍ عـنـد كـلِّ نَـدِي
عـلـيك مِـنَّـا ســلامٌ يــا ضـريـحَ هـدى
فـي الـقلبِ لا فـي مَهِيلِ التُّربِ والبِيَدِ
وألــهــمَ اللهُ هــــذي الــنـاسَ قـاطـبـةً
صـبراً يُـكافئُ مـا فـي الـصَّبرِ مِن جَلَدِ
طارق السكري
ماليزيا
٢٣ إبريل ٢٠٢٤