معناكَ، واسمُكَ - في الفؤادِ - السيِّدُ
يا من أموتُ على هواكَ.. وأُولَد
.
بِهواكَ تشهدُ لي الخلائقُ يا أنا
واللهُ من قبل الخلائقِ يشهدُ
.
تبدو، فتنقلبُ النجومُ كواكباً
وكأنها بضياءِ ذاتِكَ توقَدُ
.
والشمسُ مذ لمحَتْكَ قد شرفت بأنْ
في وجنتيك غدتْ تقومُ وتقعدُ
.
عطشانَ جئتكُ يا حبيبُ، فروِّني
وامنن، فليس سوى عناقِكَ موردُ
.
شُفْني، تملَّكني هواكَ كأنَّني
قد جئتُ للدنيا أحبُّ وأعبُدُ
.
إنّي أحبّكَ مُرغما لا طائعاً
وأنا ابنُ أحرارٍ وفيكَ مُقيَّدُ
.
(يا من هواه أعزّه) .. وأعزّني
ذُلّي إليهِ، أَ لِي بقلبكَ مِقّعَدُ؟
.
أ أقولُ من صدقِ المحبةِ " يا أنا "؟
أم أستحي وأنا البعيدُ المُطرَدُ؟
.
فلّاحُ أرضِ المذنبين، وخافقي
ما زال يزرع في الذنوب ويحصدُ
.
لكنْ.. يحبّكَ، هل ستبصره غدا؟
فهو ابن أمسٍ ليسَ يبصرُه غدُ
.
قد همتُ يا مولاي، فانظر لي هدى
قد قلتَ لي : إن الهيامَ الموعدُ
.
من عين شيخي كم أراكَ كما تُرى
شيخا ودونَكِ في الشموخِ الفرقدُ
.
كنت الدليلَ إلى الذي لولاه ما
دمعٌ جرى لله، أو مُدَّت يَدُ
.
وهديتني إياهُ بعد ضلالتي
عمرا، فنعمَ الشيخُ لي والمرشدُ
.
أنا عاجزٌ عن شُكْر فضلك سيّدي
في كلّ ما أُخفي، وفيما أقصدُ
.
سبحانه، من قد أتمَّكَ كِلْمَةً
لو عشتُ واصِفَها، لمتُّ أُفرِّدُ
.
يكفي دمي شرفا بأنَّكَ نبضُهُ
وبأنّني غَرِدٌ بحبِْكَ ينشدُ
.
وإذا اختلى قلبي فوجهُكِ وِرْدُهُ
عيناكَ مصحفه، وقلبُكَ مسجدُ
.
عيناي أدمنتاكَ رأياً أو رؤىً
ونواظري تصحو عليكَ وترقدُ
.
لكنّ لي يومين ما ذقتُ الكرى
عيني مسهّدةٌ وجفني مجهدُ
.
إن لم تَعُدْني، عُدْتُ ما قد كنتُهُ
من هابطٍ، ما كانَ دونكَ يصعدُ
.
عبأتَني بكَ منذُ أفرغني الورى
منّي، وبابُك ليس يوما يوصدُ
.
فتبعتُ قلبي منذ قال لأضلعي:
إن لم تودّوا أهلَه.. فتَوَدَّدُوا
.
أفدي سواكَ بما استطعت، وأنت... ، لا،
باللفظ والمعنى، فِدَاؤك أحمدُ
.
قد كدتُ أفقدني.. وأنت وجدتني
ولقد وجدتك، أي شيء أفقد؟!
.
أحمد سعيد موسى