أحدث المشاركات

لبنان» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» تعقيبات على كتب العروض» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» نظرات فى تفسير سورة الإخلاص» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» ( و كشـفت عن ساقيها )» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: محمد نعمان الحكيمي »»»»» الأصواتيون وعِلم العَروض العربي.. عجيبٌ وأعـجب..!» بقلم ابو الطيب البلوي القضاعي » آخر مشاركة: ابو الطيب البلوي القضاعي »»»»» الخِصال السّبع» بقلم مصطفى امين سلامه » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رباعيات للشاعر صلاح چاهين» بقلم سالى عبدالعزيز » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» المعاني النحوية - رأي في آيات زوال الكيان الصهيوني» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» من هو السامري - رأيي» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» دفق قلم القرآن والإنصات» بقلم نورة العتيبي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: تدقيق في المعاني النحوية

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2021
    المشاركات : 372
    المواضيع : 60
    الردود : 372
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي تدقيق في المعاني النحوية

    قرر الشيخ عبدالقاهر الجرجاني صاحب نظرية النظم أن البلاغة تكمن في المعاني النحوية و هذا المصطلح مصطلح المعاني النحوية هو الذي اخترعه ثم قرر أن البلاغة ليست في المعنى والجميع يعرف أنه لامعنى الا بتكوين جملة ولا جملة الا بوجود علاقات نحوية بين الكلمات فكيف هذا ؟
    سأضرب لك مثالا أيها القارئ في أسلوب التقديم والتأخير وفي باب منه وهو تقديم المفعول به على الفاعل :
    قتل زيدٌ نتنياهوَ
    قتل نتنياهوَ زيدٌ
    زيد فاعل ونتنياهو مفعول به
    كلتا الجملتين معناهما واحد وهو أن زيداً قتل نتنياهو لكن في جملة قتل نتنياهوَ زيدٌ معنى زيادة وهو أن الناس مهتمون بأن يُقتل نتنياهو أكثر من اهتمامهم بأن يقتله زيد وهذا المعنى نتج من تقديم المفعول به على الفاعل وهو المعنى النحوي الذي فيه البلاغة أما معنى أن زيدا قتل نتنياهو في جملة : قتل زيد نتنياهو فهذا هو المعنى الذي لابلاغة فيه من جهة التقديم والتأخير لأنه جاء على ترتيب التركيب الأصلي للجملة الفعلية : فعل + فاعل + مفعول به . ولكي يكون فيه معنى نحوي من جهة التقديم يجب أن يتقدم الفاعل على الفعل أو يتقدم المفعول على الفاعل أو على الفعل والفاعل بشرط أن يخدم المعنى القادم من هذا التقديم المعنى العام .
    تفسير ذلك أن المتكلم إذا كان بليغا فإن عقله يرتب الكلام من جهتين من جهة أن يعمل العامل في المعمول فقط وبه يتكون المعنى العام ومن جهة أن يعمل العامل في المعمول ثم يعيد عقله ترتيب كلمة فيتكون معنيان :
    المعنى العام الناتج من إعمال العامل في المعمول ومعنى زيادة ناتج من إعادة ترتيب هذه الكلمة.
    هاك مثالا أيها القارئ حتى لاتظن أني أهرطق :
    لو أتينا بطفل وقلنا له :
    هل هذا الكلام له معنى :
    الى زيد السوق ذهب
    سيقول : لا
    فنقول له : هل تستطيع أن تجعل له معنى
    سيقول : نعم . ثم يكتب : ذهب زيد الى السوق .
    ماذا صنع عقل هذا الطفل ؟
    أعاد ترتيب الكلام فكان له معنى .
    إذاً كيف كان لترتيبه معنى ولم يكن للترتيب الذي قبله معنى؟
    لأن عقله أعاد ترتيب الكلام بطريقة تجعل العامل يعمل في المعمول (العلاقات النحوية لين الكلمات) يدل على ذلك أنه في هذه الجملة : ذهب زيد الى السوق يصح كل ترتيب الا ترتيبا واحدا وهو أن ألا يلي حرف الجر (الى) المجرور (السوق) لأنه بهذا حرف الجر لن يعمل في الاسم المجرور وينقل معناه الى الفعل بأن يكون الذهاب الى السوق :
    ذهب زيد الى السوق
    ذهب الى السوق زيد
    زيد ذهب الى السوق
    زيد الى السوق ذهب
    الى السوق زيد ذهب
    الى السوق ذهب زيد
    عقل الطفل يعمل بالفطرة وهذه هي السليقة فعلم النحو العربي في الأصل ماهو الا تحويل السليقة العربية الى علم وبذلك يكون علم النحو هو صورة مستنسخة من السليقة أي هو تصور العلماء للنحو الموجود في الكلام وفي عقل الإنسان وهذا معنى : (علمه البيان ) أي هيأ عقله أن يتعلم من الطفولة هذا العلم الذي يستطيع به أن يبين عما في نفسه ويفهم مايبين عنه غيره .
    ولذلك لو كان ابنك يحب الشعر أو النثر وأردت أن يصير شاعرا فحلا أو كاتبا كتميزا بإذن الله فعليك أن تطلب منه أن يحفظ القرآن مرتلا لأن عقله الباطن سيحفظ أساليب القرآن العالية ويحفظ ماهو أهم منه وهو جودة السبك فجودة سبك القرآن لانظير وكذلك يحفظ الحديث لأن النبي صلى الله عليه وسلم بلاغته فيها قبس من الوحي وأيضا يحفظ أجود الشعر بشرط أن ينشده لكي يحفظ عقله الباطن الأوزان وتكافؤه على ذلك لكي تشجعه .
    طيب ماهو الدليل على أن العقل يرتب الكلام ليزيد معنى على المعنى الناتج من إعمال العامل في المعمول ؟
    وجدنا في النحو أسلوب عجيب سماه العلماء التمييز المحول وسنتكلم على التمييز المحول من الفاعل والتمييز المحول من المفعول وهذا الأسلوب ماهو الا إعادة ترتيب تركيب الجملة .
    (واشتعل الرأس شيبا) كلمة (شيبا) تمييز أصلها فاعل فأصل الجملة : اشتعل الرأسُ شيبا .
    لاحظ أننا هنا نخوض في كلام عزيز فنحن نتكلم عن تاريخ الأساليب في اللغة العربية وكيف وُلِد بعضها من بعض وبأي طريقة وُلِد فالتمييز المحول من الفاعل والمفعول مولود من الجملة الفعلية حسب تركيبها الأصلي بإعادة ترتيب التركيب .
    جملة : اشتعل شيب الرأس معناها أن شعر الرأس ابيض سريعا والسرعة مفهومة من استعارة الاشتعال .
    وفي جملة : (واشتعل الرأسُ شيبا ) هذا المعنى لكن فيه معنى زيادة وهو أن جميع شعر الرأس ابيض سريعا يعنس شاب جميع شعر الرأس سريعا .
    نفس المعنى في التمييز المحول من المفعول كقوله تعالى:( وفجرنا الأرض عيونا) فالتميبز (عيونا) أصله مفعول به وأصل تركيب الجملة قبل جعل المفعول به تمببزا هو : وفجرنا عيون الأرض ومعناه أن التفجير وقع على عيون الماء التي كانت موجودة أصلا قبل الطوفان فقط أما معنى :(وفجرنا الأرض عيونا) يعني تفجرت عيون الماء الموجودة قبل الطوفان بالإضافة الى عيون ماء جديدة كثيرة جدا .
    التركيب الأصلي عند العلماء ليس فيه بلاغة لأنه جاء على الأصل والبلاغة هي اختيار المتكلم ولابد أن يحدث المتكلم باختياره شيئا في التركيب الأصلي ليضيف معنى زائدا على المعنى الناتج من التركيب الأصلي بتقديم كلمة أو تأخيرها وتعريفها أو تنكيرها وذكرها أو حذفها ويجعلها اسما أو فعلا ويستخدم أسلوبا دون أسلوب... الخ من الأساليب .
    وفي التقديم كل كلمة يكون فيخا معنى نحوي الا إذا كان هذا التقديم واجبا مثلا في تقديم المفعول به يتقدم المفعول به وجوبا إذا كان في الفاعل ضمير يعود على المفعول به حتى لايعود الضمير على متأخر مثل : ضرب زيداً غلامُه فهذا التقديم ليس فيه معنى نحوي لأنه ليس للمتكلم فيه اختيار فليس له الا أن يقدم المفعول به . وهذا هو اختيار اللغة وليس اختيار المتكلم والحكمة فيه هو إصلاح التركيب من خلل طرأ عليه وهو في هذا المثال وجود ضمير في الفاعل يعود على المفعول لكن لاحظ أيها القارئ النغم في التركيب الأصلي وفي التركيب بعد تقديم المفعول :
    ضرب غلامُه زيدا
    ضرب زيدا غلامه
    لاحظ نغم السبك وكيف تهتم اللغة به . وأوضح من هذا الخبر الذي يتقدم وجوبا على المبتدأ النكرة في مثل :
    عندي رأيٌ ... وأصله :
    رأيٌ عندي
    رأي مبتدأ وعندي الخبر .
    لاحظ نغم السبك في الجملتين .
    ثم أجاز النحاة تقديم النكرة إذا وُصِفت لأن الوصف خصصها فقل إبهام تنكيرها مثل :
    رأيٌ جيدٌ عندي ... لكن العربي لم يقله بل قال:
    عندي رأيٌ جيدٌ
    وعلى ذلك جرى القرآن .
    لاحظ نغم السبك فأذن العربي الفصيح حساسة تجاه النغم فيكون لهذا التقديم علاقة وطيدة بنغم السبك وليس له علاقة بالمعاني النحوية.
    والله أعلم

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,762
    المواضيع : 352
    الردود : 21762
    المعدل اليومي : 4.87

    افتراضي

    إذا فنظرية عبد القاهر الجرجاني هى توخي معاني النحو ووضع الألفاظ موضعها الصحيح.
    بشرح مبسط قادر على التوصيل لإيصال الفكرة ويعين على الفهم كانت مقالتك هذه الرائعة
    فشكرا لك وبارك الله فيك ـ ولك كل التحية والتقدير.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3