إحنا بتوع الكوبري

إحنا بتوع الكوبري
من كتابي الممنوع : يوميات الروب الأسود


سألت أحدهم: مشوفتش ياسر؟! فأجاب الشرطي بصوت خافت وقد سمعني بالخطأ : اللي جايين سياسي ، هما دول! ثم أشار إلى شاب وفتاة قد جُنّبا طابور المتهمين، وأُجبرا على الجلوس على الأرض على الجهة الأخرى من ممر الغرف وقد بدا على نظرتيهما الخوف والإندهاش ومشاعر يعرفها كل شريف حر! بدا واضحا أنهما ليسا من أرباب الإجرام ويختلفان عن الأخرين، وقدمي البنت الحافيتين ولباسها المنزلي ينبئان عن قبض تم من منزل "بالطريقة إياها" تمنيت لحظتها لو كنت من باردي الحس ممن يعرضون خدماتهم ولا يحترمون ذواتهم فقط لأسألهما أي شيء ، أو أحاول فيما أعرف مسبقا أنه بلا نتيجة ، لكن نظرتيهما أوجعتا قلبي خصوصا البنت بالكاد تبلغ سن الأهلية في نظري ، جلستُ في النقابة وفتحت باقة الإنترنت لأشاهد (احنا بتوع الأوتوبيس) وفكرت لو هجرت الشعر فترة واهتممتُ بالسيناريو لأكتب (احنا بتوع الكوبري)!

.....
محمد سلامه
محامي وشاعر مصري

عندما يمارس الإنسان حياته المهنية خاصة إذا كانت
في ميدان الشرطة والمحاكم فلابد إنه سيقابل الكثير من القصص
التي تؤلم العقل وتوجع القلب ، ولا يستطيع أن يقدم فيها أو يؤخر..
ولأنني لا أقيم في مصر فلم أعرف ما هي حكاية ( الكوبري) ـ
وقد بحثت في النت ولكني لم أصل إلى المطلوب
فهل من إيضاح ؟؟؟
ولك تحياتي.

عندما يمارس الإنسان حياته المهنية خاصة إذا كانت
في ميدان الشرطة والمحاكم فلابد إنه سيقابل الكثير من القصص
التي تؤلم العقل وتوجع القلب ، ولا يستطيع أن يقدم فيها أو يؤخر..
ولأنني لا أقيم في مصر فلم أعرف ما هي حكاية ( الكوبري) ـ
وقد بحثت في النت ولكني لم أصل إلى المطلوب
فهل من إيضاح ؟؟؟
ولك تحياتي.

غريبٌ إذا غاب عنكِ الإسقاط ، فصاحبنا يحترف بناء الكباري الذي لم يكمل اغلبها وهدم بعضها بعد بنائها في أماكن خاطئة ، فأصبحت كباريه عنوان للمرحلة السياسية الخربة ، وعلى غرار (احنا بتوع الأوتويس) وهو فيلم سياسي عبقري بطولة عبد المنعم مدبولي وعادل إمام تم إنتاجه عام 1979 تجسيدا للتعذيب والبطش المخابراتي والبوليسي إبان عهد عبد الناصر ، فاستخدمت المقابله لأدلل على حقبة اكثر بطشا برغم كل التقدم المذهل في التواصل والكشف عن الحقائق إلا أن الناس اختارت جبنها وسلبيتها تماما كما كانت الفترة الناصرية وكما حكى الفيلم والواقع ، فلم يختلف إذن (الأوتوبيس) عن (الكوبري) .
على أنني أفهم منذ زمن وإن كنت لم اتحدث مع حضرتك كلمه واحدة في غير التعليقات أنكِ غير مقيمه في مصر بدون الحاجه للتصريح بهذه المعلومة ، فحضرتك متفائله جدا ، ليست لديك نفسية سوداوية وتتذوقين الأدب ، هذه كلها ليست صفات سيدة مقيمة في مصر ، الوضع هنا مختلف تماما . تحياتي

أضحك الله سنك ــ طبعا أتا أعرف فيلم( أحنا بتوع الأتوبيس) ـ ولكني لم استطع
الربط في ( احنا بتوع الكوبري) .. والآن اتضح الأمر فجعلتني أضحك.
أما بالنسبة للتفاؤل والتشاؤم فهذه طبيعةوليس المكان سبب فيها
ومصر بلدي التي أحب ، ورغم كل تلك المساوئ التي ترونها فيها تظل
خيرا من غيرها ـ وانظر في البلاد من حولك تفهم قصدي
فكل بلد فيها اللي كافيها ومكفيها .. واللي ما يعرفش يقول عدس.
ولك تحياتي وودي.

لم اعد أجرؤ أن أقول حتى ( عدس ) هذه الأيام القاحلة
(حضرتك عارفه كيلوا العدس وصل كام في مصر ؟! )
عن نفسي .. مؤمن انه لا أمل ، فهذا البلد مضروب بالنووي
( الفقر ، الجهل ، الحقد على الناجحين ، حكم اللصوص)
خالص تحيتي وتقديري لشخصك الكريم أستاذة نادية

من سابع المستحيلات أن تجد بلد خالي من السلبيات ، وفي كل بلد يستشري
الفساد والبيروقراطية والمحسوبية والظلم ، ويسود الغلاء الذي أصبح يعاني منه العالم كله
ولكن يظل هناك خيط رفيع يربط الإنسان بوطنه في حب واعتزاز
وصدق صلاح جاهين عندما قال:

صلاح جاهين
“على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء
أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء
بحبها وهي مالكة الأرض شرق وغرب
وبحبها وهي مرمية جريحة حرب
بحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء
واكرهها وألعن أبوها بعشق زي الداء
واسيبها واطفش في درب وتبقى هي ف درب
وتلتفت تلاقيني جنبها في الكرب
والنبض ينفض عروقي بألف نغمة وضرب”
―

من سابع المستحيلات أن تجد بلد خالي من السلبيات ، وفي كل بلد يستشري
الفساد والبيروقراطية والمحسوبية والظلم ، ويسود الغلاء الذي أصبح يعاني منه العالم كله
ولكن يظل هناك خيط رفيع يربط الإنسان بوطنه في حب واعتزاز
وصدق صلاح جاهين عندما قال:

صلاح جاهين
“على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء
أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء
بحبها وهي مالكة الأرض شرق وغرب
وبحبها وهي مرمية جريحة حرب
بحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء
واكرهها وألعن أبوها بعشق زي الداء
واسيبها واطفش في درب وتبقى هي ف درب
وتلتفت تلاقيني جنبها في الكرب
والنبض ينفض عروقي بألف نغمة وضرب”
―

نعم ، من سابع المستحيلات ان نجد بلد بلا سلبيات كما تفضلتِ أستاذة أسيل
لكن المستحيل نفسه منفردا متفردا في ذاته ، هو ان يوجد من صاحبنا اثنين في العالم كله
مصر تتفرد بجبابرتها منذ الفراعنة وحتى تاريخه
حتى الحجاج ابن يوسف الثقفي ، على كل ما كان فيه من إجرام ، كان له فضل في جمع القرآن
وحتى صدام حسين والقذافي على كل ما كان فيهما ، إلا أنه كان لهما من فضل لا ينكره عاقل على بلادهما
وأمن شعبيهما ، وقوة بلديهما قوة حقيقية ، وليست قوة الإعلام الكاذب والواقع المخزي كما هو الحال في مصر.

شرُفت بمرورك العطر أستاذة أسيل