لو سألنا ضريرا ماذا يعني لكَ اللون الأسود سيقول بأنه يشبه العتمة , وإن سألناه عن اللون الأبيض سيقول بأنه يشبه النهار , وهنا نكتشف بأنه كاذب , فالعتمه ولونها لا يستطيع أحدٌ أن يزايد عليه فيها , أما اللون الأبيض فهو لم يشاهده عيانا , ولكنه أدركَ ببصيرته بأننا على البركة وبرياله فأراد أن يخاطبنا على قدر عقولنا وفهمنا ..
لنعطِ فرصة أخرى لهذا الضرير كي يتهكم علينا , فلنسأله وماذا يعني لكَ اللون القرمزي ! فلا نستغرب إن وجدناه أفحمنا نحن المبصرين وأخذ هو بدوره يسخر منا ويرشقنا بنبال لا نملكَ لها ردا .. فمثلا لو سألنا .. ماذا تعني " بنظركم " أسلحة الدمار الشامل ؟ بالتأكيد سنحاول أن نفحمه بإجابة مسكتة مبكتة , ونقول له بأنها الاسلحة التي تلم الشمل , ثم تفرقه , ثم تلمه مرة أخرى في مقبرة جماعية , ولأنه أعمى فلن يستطيع تخيل كيف يلتم الشمل ويتفرق ثم يلتئم شملهم مرة أخرى , هي كلمات نطلقها على عواهنها كي نظهر للمتلقي بأن شاهد " الزور " لا يقلُّ فقها وصدقا عن شاهد " حلب " . كلُّ منا يجزمُ بأن نسبه يصل لقبيلة ابن " بارم ديله " وبأنه رضع الفلسفة وتأويل الأحلام قبل أن يلتقي صاحبيه في السجن .
فأسلحة الدمار الشامل لا تعني التفسير السابق بل هي تخضع لمقاييس شديدة الدَّقة والمواصفات . فأي سلاح يمكن أن يصلَ مداه لإسرائيل هو بلا شك على رأس قائمة أسلحة الدَّمار الشامل.. فعلى سبيل المثال إن وجد صاروخ في سوريا أو الأردن مداه 25 كيلومترا فهذا لا يحتاج لفلسفة وتأويل بل يعتبر من أسلحة الدمار الشامل بينما لو كان هذا الصاروخ متواجدا في ليبيا فلا ينظر له بخطورة تفوق خطورة الكلاشنكوف . ولو كان في يد طفل فلسطيني حجر فإن كان يهوديا يقع في مرمى حجره فلا شك بأن هذا الطفل هو من فلول القاعدة وقد شارك في غزوتي منهاتن الصغرى والكبرى , وإمعانا في الفلسفة فإن صاروخ القسام الذي يصل مداه 15 كيلو متر ( على مقياس العميان ) يعتبر من الاسلحة النووية المحظورة لانه باستطاعة قاعدة " بيت حانون النووية " أن تضرب عمق إسرائيل بماسورتين قساميتين مكتوب عليهما " لا إله إلا الله "مما يستدعي أن يقطع بوش إجازته المخصصة للترفيه عن كلبته المدللة " بوشدونج" ويعقد مؤتمرا صحفيا يقول في حماس ما لم يقله الفريق عبد الله صالح في أهل تِبْيَن .
بناءً على ما سلف نستطيع القول بأن المقاييس العالمية غير ثابتة بل تتغير وفق الزمان والمكان , وربما نعزز زعمنا بالقول بأنه لو ضرب زلزال بقوة 7 درجات على مقياس ريختر اليابان فلن تكون نتيجته سوى موت ثلاثة مسنِّين بالسكتة القلبية لأنهم حُرموا من مشاهدة الزلزال على الهواء مباشرة , وعلى إثرها سيقدم سوكوهاما وزير السياحة استقالته , وسيتبعه بالتأكيد نوهوماتا وزير التموين , بينما لو أن زُليزالا ( يعني زلزلزال بزر دوبه مفطوم ) ضرب مصر أو اليمن فإن نتائجه ستكون وخيمة ومعتبرة مما سيترتب عليه ترقية وزيري الإسكان والإعلام . أما وزير الإسكان فلأنه أثبت للحكومة بالدليل القاطع بأنه ( عمل اللي عليه والباقي على ربنا ) , ووزير الإعلام سرعان ما سيلقي التُّهم على الجماعات الإسلامية المتطرفة التي تريد إشاعة الفوضى وعدم الاستقرار لإحراج الحكومة .
لعنَ الله ريختر ومقياسه الذي يسبب احمرار وجوه وقفا حكامنا ورؤسائنا , فرحم الله الإعرابي المجنون الذي قال بأن الحرة تجوع ولا تورِّثَ أبنائها العار . , فكيف لو رآنا بأننا نأكل بـ ... و بـ .... وبـ ...))) ومع هذا نتباهى بـما ( نأكله ) لأننا نأكل علنا ولا نخفي ما نأكله عن شعوبنا بل نصارحهم بكل شجاعة بأي " عزيمة " وليس في الخفاء كما يفعل ( اللي بالي بالكم ) !
أكرم خزام .. الجزيرة .. موسكووووووووو!:0014:
وعطر الله أنفاســكم
جمال حمدان