|
إمضي ولو كان الفراق هلاكي |
لست الأخير ولست أول باكي |
إمضي وصمتي لو فقهتي نائحٌ |
والصمت أبلغ من نحيب الشاكي |
إمضي ودمي لاهبٌ متأجج |
من يطفئ الشوق العظيم سواكِ |
لكن قلبك ماردٌ متجبرٌ |
صلفٌ علينا للدما سفاكِ |
فلطالما أسقيتني كأس الجفاء |
ولطالما أحرمتني لاماكِ |
وأنا أسير علي دروبك حالماً |
أشدو بلحنٍ طالما أغراكِ |
فلقد ملأت الأرض شعراً ملهماً |
ودرى بشعري ساكنوا الأفلاكِ |
لولاكِ ماهزّ القريض جوانحي |
جزعاً لرؤية طرفك الفتاكِ |
لولاكِ ما أسبلت دمعي من أسى |
والقلب طيرٌ واقعٌ بشباكِ |
لولاكِ ماذاب الفؤاد صبابة |
وسعير شوقي برده بهواكِ |
لولاكِ ما فكرت ماذا في غدي |
ولعشت يومي حائراً لولاكِ |
يا كل عمري ما خشيت من الردي |
فالموت راحة كل قلب زاكي |
لكن خوفي أن أعيش مشرداً |
سكني القفار فقد حرمت جناكِ |
من غير ذنبٍ تقطعي مني الرجا |
والله يعلم كم طلبت رضاكِ |
لرضاك أمشي لا أمل الدرب لو |
سرتُ علي الأحجار والأشواكِ |
إني فتيً ثبت الجنان محنكٌ |
لكن قلبي لا يطيق بُكاكِ |
وأنا الخبير وعقلي المتوقد |
ووقعت جهلاً طائعاً بهواكِ |
أمّا وقد قطّعت كل وشيجة ٍ |
فأنا المفارق قد تركت حماكِ |
فاليوم نوحي وأندبي حبي ولا |
تلوميني ولومي عاذلاً أغراكي |
أمّا أنا فأراكِ في الكون البهي |
في الشمس في الغيم الظليل أراكِ |
وأراكِ في ريم الفلا إن عن لي |
والشمس وجهك باسماً ضحاكِ |
وأراك نجماً عالياً متوهجاً |
فالنجم عينك والسماء سماكِ |
أصغي لهمسك كلما هبت صبا |
وكأنها ألحان موسيقاكِ |
وأفز من نومي ووجهي مشرقٌ |
لأضم طيفكِ أو لألثم فاكِ |
لم يثني عزمي مايكيد لي العدا |
لم يثنه يوماً سوى عيناكِ |
إن ينس عزرائيل منا واحداً |
فلربما يوماً أنا أنساكِ |
إمضي فإني عائشٌ رغم البلى |
سأعيش باقي العمر في ذكراكِ |
إمضي فدتك من النساء كواعبٌ |
وبنات حوا كلهن فداكِ |
إمضي فداك العمر ياعمري أنا |
فلربما يوم النشور لقاكِ |