[***التقينا****]
أحبابي الكرام:
لا يملك المرء أمام عمالقة الاستشهاد وأبطال القسام إلا أن يخط بقلمه ألف تحية لهؤلاء إلا أن يسطر تاريخ هؤلاء بمداد من ذهب وأحرف من نور علّ ذلك يفي بجزء صغير من واجبنا نحوهم وأن يصبحوا نشيدا في قلوب المحبين من بني الإسلام –أحبابي لقد قرأت منذ يومين تقريبا سيرة الشهيد البطل (تيتو مسعود)ورحلته نحو الشهادة والجنة وعرفت صدقه وحبه لإخوانه المجاهدين وخصوصا أخيه نضال فرحات بالدرجة التي جعلت تيتو مسعود بعد استشهاد نضال أن يشتري مساحة القبر المجاور لقبر نضال ويوصي أن يدفن بجانبه ليكون رفيقا له في الدنيا وفي الآخرة!أي عمالقة وأي قلوب هذه وأي همة عالية وأي حب صادق هذا هو الحب الحقيقي الذي يجب أن يتغنى به الشعراء والمنشدون . وهذه السيرة العطرة وتلك المحبة هي التي أثارت فيّ الشجن والحبّ لهؤلاء حتى وفقني الله لأكتب هذه القصيدة
وقد نضمتها على لسان تيتو مسعود يخاطب حبيبه وأخاه نضال فرحات بعد أن التقيا في ظلال الجنة( بإذن الله)وأنا أهديها إلى روحي الشهدين والى عائلتيهما والى أم الشهيد تيتو وإلى أم نضال (خنساوات العصر) فمن يبلغهم تحياتي من وله جزيل الشكر ؟لن أطيل عليكم أعزائي فتعالوا معي نسمع تيتو مسعود وهو يخاطب أخاه نضال وهو يقول له:
أخيراً يانضالُ قد التقينَا *** وفاضَ البِشْرُ يغمرُ وجْنَتَيْنَـا
أخيراً في جنانِ الخُلْدِ صِرْنَا *** وفي أفنانها الشمِّ ارتقينَـا
دعانا أحمدٌ للفوزِ إنَّا *** إذا أوما النبيُّ بنا أتيْنَـا
نَجُدُّ الخطوَ في طلبِ المنايا *** وإنْ عرضتْ لنا الدنيا أبَيْنَـا
فمتنا والمنايا مدبراتٌ *** ووجه الموتَ لمْ يقبلْ عليْنَـا
ففزنا بالجنانِ وخيرِ عيشٍ *** وحورٍ عندَ مرآنَا أتيْنَـا
يُعانِقْنَ الشهيدَ عِناقَ شوقٍ *** ويُسْرِعْنَ الخُطَا شوقاً إِلَيْنَـا
ونلقى بالمقاصرِ أخرياتٍ *** غِضَاض الطرفِ يمشينَ الهُوَيْنَـا
وأنهارٌ منَ العسلِ المصفَّى *** ومنْ لبنٍ وخمرٍ قدْ جَرَيْنَـا
وفاكهةٌ ورمانٌ ونخلٌ *** بأطيبَ منْ جناها ما رأيْنَـا
غرسنا في الدُّنَا أشجارَ صبرٍ *** وإبْنَا اليومَ نأكلُ ما جَنَيْنَـا
نعيمٌ دائمٌ ومعينُ حوضٍ *** شربنَا كأسَهُ حتى ارتوينَـا
أخيراً نلتقي في ظلِّ عرشٍ *** وربٍّ في مَحَبّتِهِ التَقَيْنَـا
تلقتنا الملائكُ بالتحايَا *** وفي حُضْنِ النبيّ قدِ ارْتَمَيْنَـا
تحيتُنَا بأَرْبُعِهَا سلامٌ *** ونورُ اللهِ كحّلَ مقْلَتَيْنَـا
ورضوانٌ منَ الرَّحْمَنِ خيرٌ *** ورحمتُهُ وقدْ نَزَلَتْ عليْنَـا
أيا إخوانُ صبراً واتبعونَا *** فإنَّ اللهَ باركَ ما سَعَيْنَـا
بنينَا بالشهادةِ خيرَ بيتٍ *** وربُّ البيتِ يَعْمُرُ ما بنَيْنَـا
وإنْ تبلى الجسومُ بدارِ موتٍ *** فخيرُ الدارِ في الأخرى حَوَيْنَـا
وقدْ كنَّا نعيشُ على فتاتٍ *** ومنْ صدئِ المعادنِ ما اقْتَنَيْنَـا
وفي الجناتِ نمشي فوقَ تِبْرٍ *** ونأْكُلُ منْ جَنَاهَا مااشْتَهَيْنَـا
ونلبسُ ما اشْتهيْنَا منْ حريرٍ *** وفي ظلِّ الخمائلِ قدْ مشيْنـَا
عشقنَا الموتَ في الدنيا لنَسمُو *** (وكانَ القتلُ للفتيانِ زَيْنَـا)
هلموا يابنِي وطنِي هلمُوا *** فمنْ يلقَ الإلهَ يقرَّ عيْنَـا
تلاقينَا أُخيَّ ولافراقٌ *** ولا نشكوا بدارِ الخُلْدِ بَيْنَـا
أتذكرُ ياأخي لمَّا التقيْنَا *** ودمعُ العَيْنِ يغمرُ مُقْلَتَيْنَـا
وريحُ الشوقِ تأخذُنَا لنمضِي *** ليرتفعَ اللواءُ على يَديْنَـا
لنرمي بالقذائفِ منْ رمانَا *** ويشقى المجرمونَ بما رَمَيْنَـا
تذكرْ يانضالُ وقدْ غدونَا *** ندكُّ الغاصبينَ بما لَدَيْنَـا
نردُّ بعزمنا كيدَ الأعادي *** وظلمَ الظالمينَ وما اعتديْنَـا
تَذَكَّرْ ياأَخِي سهرَ الليالي *** وبالذِّكْرِ الحكيمِ كمِ انْتَشَيْنَـا
تذكرْ مسجدَ الإصلاحِ لمّا *** على محرابِهِ كيفَ اهتديْنَـا
تذكرْ ياأخِي والعيشُ غضٌ *** وكمْ ضحكَ الأنامُ وكمْ بَكَيْنِـا
وكمْ راحَ الغفاةُ لخفضِ عيشٍ *** وكمْ في ساحةِ الهيْجَا اغتَدَيْنَـا
نغذُّ الخطوَ للرحمنِ شوقاً *** وحبُّ اللهِ يملأُ خافِقَيْنَـا
وكنَّا في رحابِ اللهِ نحيَا *** وبالهادي الأمينِ قدِ اقْتدَيْنَـا
فقد خطَّ الحبيبُ لنا سبيلاً *** ونحنُ على طريقتِهِ مَضَيْنَـا
بَدأْنَا الخطوَ باسمِ اللهِ نمضي *** وآثار الهداةِ قدِ اقْتَفَيْنَـا
ففزنَا بالشهادةِ بعدَ صبرٍ *** وللفردوسِ في الأخرى انْتَهَيْنَـا
بذلنا الروحَ في الدنيَا لنمضِي *** برَكْبِ الأنبياءِ المُصْطَفَيْنَـا
فمنْ رامَ الخلودَ فَثَمَّ دربٌ *** ومنْ عَشِقَ الهُدَى يأْتِي إِليْنِـا
===
وياريت أن يهيء الله لها من ينشدها مثل نشيد تلاقينا المعروف ويمكن لكل أخ أن يجرب التغني بها على نفس اللحن
مع تحيات أخيكم فارس عودة الحارة جدا وإلى لقاء قريب بإذن الله
دعواتكم أحبابي .