تحولات الأمكنة ومكائد الزمن في نصوص جيل التحولات العسيرة .
( قراءة في مجموعتين قصصيتين لمحمود الديداموني وعبدالله مهدي )
بقلم : سمير الفيل
الجزء الأول
السرد حالة من حالات الانكشاف التام للكاتب إذ يتهيأ فيها للحديث عما يعرفه ، وما يستشعره من أحاسيس غامضة ، ورؤى لم تتشكل كلية ، إضافة إلى المادة المعرفية التي يقدمها للمتلقي مع شذرات تمر عبر ذاته من حواديت الجدات ، ونتف من السيرة الذاتية بشكل أو آخر ، مع ما قد نراه من كشف حقيقي لأسرار الأمكنة والمجتمعات التي يعيش فيها .
لذا لن يكون غريبا أن أتعرف على الكاتب من خلال سرده ، وأقترب من مزاجه الفني ومنطلقاته الفكرية بعد أن أقرأ نصوصه التي هي بشكل أو بآخر وثيقة شديدة الدقة للهواجس والرؤى والأحلام ، ونفثات الصدور ، وفيض من خواطر ، ومسرات وأحزان لأناس يعيشون الحياة بحلوها ومرها .
وقد أسند إلى المنظمون لهذا المؤتمر الكتابة عن أديبين معا هما محمود الديداموني في مجموعته القصصية ( ليست كغيرها ) (1) ، وعبدالله مهدي في مجموعته ( العودة ) (2)، وقد انتابتني الحيرة في الخطة التي علي أن اتخذها لمعالجة العملين نقديا ، فهناك أسلوب قد يرتاح له الكثيرون هو أن تحدد " ثيمة " ما يتم تتبعها في العملين ، حينها يذهب الناقد في التنقيب داخل ثنايا النصوص عن العوامل الفنية المشتركة ، وهناك طريقة أخرى تتضمن الكتابة عن كل كتاب بمفرده .
وقد فضلت أن أنتهج الطريقة الثانية حتى لا ألوي عنق الأشياء ، وليأخذ كل كاتب حقه المشروع في المعالجة لأنني اعتبر النقد عملية تحليل للنص مع إعادة قراءة فنية بالأساس للمعمار الفني والأبعاد الفكرية التي يطرحها خطاب كل نص على حدة .
أعلم أن الكاتبين ينتميان إلى الريف المصري ، وهذا واضح تماما في مناخات القص ، وأسلوب الحكي ، وفي علامات الكتابة والمحو التي يمكن أن يكتشفها الباحث من وراء السطور . ربما يميل عبدالله مهدي إلى أسلوب المفارقة ، والوخز في نصوصه القصيرة الحادة ، فيما يتجه محمود الديداموني نحو البوح والإفضاء بهمومه عبر مونولوجات جد قصيرة لكنها موحية ومؤثرة .
عبدالله مهدي المولود في 10/ 11/ 1968بقرية كراديس مركز ديرب نجم قريب المولد والمناخات البيئية من محمود ابراهيم الديداموني مدكور المولود في 29/ 10/ 1969 ولم أعثر في المعجم ( 3) على اسم القرية التي ولد بها لكنها بالتأكيد قرية مصرية قلبا وقالبا كما تشي بذلك نصوصه التي سنتناولها بالدراسة . ما وددت قوله أن ما يميز هذا الجيل الذي ولد في أعقاب هزيمة يونيو 1967 هو تلك الفرادة التي يمكنك كناقد أن تعثر عليها في المعمار الفني ، وفي التشكيل اللغوي ، ثم في مسارات السرد مما يؤكد أن الكتابة هي مشروع فردي واجتهاد شخصي بحت مهما كانت هناك من جذور بيئية ونطاقات جغرافية للتأثير . ولن يكون من الصعب أن تعثر كذلك على رنة الشجن ، والإحساس القوي بنوع ما من الحزن الدفين الذي يحوم في فضاءات النصوص مع مسحة من الكبرياء الوطني لا تمنع مطلقا من ظهور نبرة السخرية التي تطال أغلب النصوص وتنسج على مهل بطرائق آداء مختلفة . ستكون دراستي حول المكان وعلاقته بزمن الأحداث عبر خطوط السرد في نصوص الكاتبين ، وقد رأيت أن ابدأ بمجموعة الديداموني لأن غلافها الجميل شدني ، فيما جاء غلاف مهدي مساحة خضراء صامتة لم أعثر على دلالة اللون وحسن اختياره سوى مع الولوج إلى نصوصه القصصية التي تميزت بالقصر والتكثيف الشديد .
* الغموض كموقف ، والدلالات المستحقة :
يطوع الديداموني نصوصه القصصية للتعبير عن مكائد الزمن ، عن خيبات قديمة متوارثة ، وهو لايني يبحث عن إمكانية الخلاص من هذا التعب الذي يحوطه ، وذلك الحصار الذي يسور أيامه وهو يستخدم أسلوبا عماده البوح الشفيف خاصة في مواقف غرائبية يختلط فيها الواقع مع الحلم فلا يمكنك أن تنسحب في هدوء من الفخ المنصوب لك بإحكام . هناك تورط في الحدث وخيوط تشد البطل نحو مصيره المؤلم ، وسط إحساس قديم معتق بالرغبة في البقاء والإصرار على المقاومة :
" قوة داخلية تدفعني للمقاومة . تصرخ فيّ . كرر المحاولة. تصل المسافة بين الأجزاء مداها . أدقق النظر . أجد الجزاء مربوطة من خيط يشدها . تزداد الشقوق عمقا واتساعا . أستمر في محاولاتي . الخيوط لم تعد تحتمل لكنها متماسكة . أتحسس ممسك طرف الخيط الآخر . غير محدد المعالم . شيء يدفعني لمعرفته . أقرر الإنتهاء من الأمر برمته لكن كيف ؟ ثمة صراع داخلي يقتلني . شيء ما دفعني للخروج " . ( حصار ص 7) .
ربما لا يمكنك أن تقبض على الدلالات بسهولة ، ولكن ما يساق من مرئيات تمضي بالمتلقي كي ينقب في ذاكرته عن مشاهد مماثلة ، وكأن ما يتولد من أحداث يمر خلف أسطح من الزجاج المضبب الذي يقدم نتفا غير واضحة من تلك الأحداث ، وكل ما يصلنا هو ترديدات البطل وهو يشكو محنته ، ويمضي باحثا عن خلاص .
تتشكل المحنة وتتولد المشاهد المماثلة ، مع محاولات مستميتة للكشف عن وسائل للنجو من الغرق المحتمل ، حينها يلوح وجه الأم ، وهو يستسمحها في الهجرة ، ويبصر البحر فإذا بسرب عرضي يحجب الرؤية . يبتعد الكاتب هنا عن مجاله الحيوي فالقرية هي مكانه المفضل وهو مرجعيته ، لكن ثمة مواقف تجبره على الانسحاب نحو الشواطيء البعيدة كي يحقق حلمه في أن يغادر الوطن فربما يحقق حلم الثراء . وتبقى الإشارات التي تؤكد أن هذه الرغبة سوف تكون صعبة المنال ، وسيتبدد جسده ولن يكون الشخص الذي أراده :
( عاود النظر خلفه. الشاطيء يتلاشى . يحجبه سرب عرضي ينخر خلفه . أسرع ينخر بقدميه . يشيح بوجهه يمنة ويسرة . مازال يتمتم . المهدءات . نظر إلى الوراء . السرب العرضي يقترب . نظر إلى قرص الشمس عندما داعب موج البحر . يمتزج به بينما كانت صافرات الإنذار قد ملأت فضاء الشاطيء الخالي تماما إلا من رجال الإنقاذ . " ( سرب عرضي ص 11) .
سأتحدث هنا عن المكان المتسع وهو البحر نقيض القرية المحدودة ، ومع تلاشي الشاطيء عاد اليقين بأن الذات قد ضاعت تماما . فيما يخص الأسلوب يمكن أن نضع يدنا على طريقة الجملة القصيرة ، والمشاهد المتتابعة المتقشفة تماما من كل بلاغة حتى أنها تقدم الحدث بحياد بارد . يفضل الكاتب أن يعطي خياله أفقا بلا حدود ، وأن ينطلق من أمكنة افتراضية حين يعول على الذات كثيرا ، وهو يولد الأضداد وينشيء خطة بحث تساءل الواقع ولا تحاكيه ، خاصة مع تلك الحكايات التي تشبه الرؤى وفيها إغواء باللغة وكيف تصنع دلالتها . يستحضر صورة الأب ، والجد ، وعبر محمولاته الترميزية يتجه نحو ثيمات غرائبية موظفا الريح في النص :
( الريح تقترب من العاصفة . تنتزع بعض النوافذ . تهاجم نافذتي . تحدث ضجيجا . تنتاب عقلي نوبة هستيرية . تتسلل العاصفة إلى أذني . تلفحهما . أتحسس جبهتي مشتعلة . تطال شتلاتي . تشعل الأيام الباردة في عقلي . أقاومها وسط العاصفة يرمقها أبي . يقفز نحوي . تدفعه بعنف . يحاول جذبي . هذه المرة كانت قاسية . مددت إليه يدي لأجذبه " . ( شتلات ص 14) .
الصراع الذي تحدثنا عنه في البداية هو هاجس هذا الجيل كله الذي رأى الهزيمة في عيون الأهل ، ومسه نفس الانكسار غير أن ثمة إرادة تقاوم ، ورغبة في الانعتاق من قسوة الريح . الأب يحضر لينقذ الابن غير أنه يواصل تمرده ، وكأن تلك الشتلات لم يكن يلائمها هذا النوع من التواصل . فكرة تواصل الأجيال تنتفي مرة وتثبت مرة لأن الصراع حي وموار ودائم التحول ، وهو ما وعاه الكاتب في جمله التلغرافية ولغته المدببة ، وقدرته على أن يدير الصراع في أجواء متكتمة ، ضبابية ، تنزع نحو شرود الفكرة وتماهيها في أجواء الطبيعة بملمسها البكر .
قد تشير القصة لدلالات محددة مثل استمرار الصراع بين الأجيال ، وقد توميء كذلك لمناخات القسوة والتجاهل التي قد يتعرض لها هذا الجيل الذي واجه الخواء والإحباط فصار لا يؤمن بشيء سوى ذاته .
* المفارقة وحدودها :
للمفارقة نصيب كبير في نصوص محمود الديداموني ، وهي إحدى وسائل لفت الانتباه في دائرة السرد حيث يمزج بين الفكرة العابرة وبين التجليات الممكنة لتصور ما يشكله المتلقي بناء على ما يسرده ثم تأتي جملة أو كلمة بعينها لتحدث انحرافا في تيار السرد ، مما يحدث نوعا من الدهشة والترقب ، ولا شك أن المفارقة الجيدة تحتاج إلى تحضير سابق ، كما أنها تتشكل على مهاد واقعي مع إزاحة ما نحو مركز ثقل الأحداث . قلنا أن المكان يشكل الحدث ، ومن المعروف أن سيرة الإنسان تتوزع بين عالمين إحداهما خارجي ، والآخر داخلي صرف ، وقد نجح الكاتب في أن يسوق أحداثه ليصنع من خلالها هذا التضافر بين العالمين . المادة الخام الحكائية تنهض على تجاور المشاهد ثم من خلال تعقيب قصير يتم تصفية الحدث من الشوائب اللغوية العالقة ليصفو المنظر المقتطع من حياة خاصة جدا رغم الظن بعموميتها التي تخدش توقعاتنا :
" إعتاد منها أن تحمله . تسير به في رفق ، لا يكف عن الثرثرة معها . تنصت إليه . كانت تحمله يوما . أحست ببعض التعب . توقفت . طلب منها السير . سارت به بضع خطوات ، وما زال يثرثر . توقفت ثانية . أعاد طلبه . لم تجبه . فقدت شهيتها للمشي . كرر طلبه . مازالت على حالها . ظن انه أثقل عليها بثرثرته . أبدى أسفه . راحت تدور حول نفسها . توقفت عن الدوران . تمايلت ببطء نحو الأرض . وضعته " ( براءة ص 62) .
هي حمارته التي سيفقدها في الحال وسيميل الأب نحوه ليواسيه ويخبره أنه سيمكنه أن يشتري غيرها وسيعوضه الله عنها خيرا . السطور الأولى من النص تذهب بك لغير النهاية ، وهذه خطة الكاتب كي يبرز لك المفارقة ، لكنك في ذات الوقت ستدرك كم هي مهمة تلك الحيوانات في حياة الفلاح . هي تساعده في أعمال الحقل ، وهي ركوبته المفضل ، كما أنها شريكته في البلاء أينما وجد .
وفي ذات الإطار هناك تلك الارتباكات الخفية التي يتعرض لها الراوي في بيته ، وثمة رائحة تملآ المكان وتضيق عليه الخناق ، وحينما يفكر في أن يخرج بعد أن داهمته الرائحة النفاذة يكتشف أنها قد أخذت معها كل المفاتيح . بالطبع لن يفلت من أيدينا هذا الخيط العبثي الذي يتسلل عبر مادة السرد ، خاصة أن مكابدات الراوي تأتي من تلك التي آمن بها . وبعنوان النص الذي هو " ثقب " يتأكد لنا المغزى العبثي الذي يعتمده الكاتب في الكثير من قصصه وتكون المفارقة هذه المرة من تلك المسافة التي رصدها بين الثقوب التي آمن بعدم وجودها وبين اكتشافه ثقب ما نغص عليه سكينته :
( رائحة نفاذة تملأ المكان . يكاد يختنق . هب محاولا فتح النوافذ . لم يستطع كانت قد أخذت معها كل المفاتيح . أخذ يسب ويلعن . والرائحة تغزوه . كان قد نسى كل ما آمن به " ( ثقب ص 64) .
لا يتدخل الراوي في الأحداث لكنه يقودنا إليها عبر خطة تعتمد على تلاشي الخطوط الفاصلة بين الواقع والأسطورة ، وقد تستدعي الضرورة أن يكون وجوده مؤكدا كي يقوم بعملية تبيان للخطوط العريضة التي تسور الحكايات في بنيات صغرى ، مع تأسيس فكرة الخروج عن الطاعة .
سيتأكد هذا الإحساس الطاغي بالعزلة ، فالحجرة عفنة ، وجوها مكتوم ، وصوت الشيشة يأتي من حجرة الأب ويكون فضاء الليل فرصة مواتية للتحرر من ضغوط كثيرة تمارس على البطل في بيت مشترك مع الأب . في شرخ النهار يتطاير الغضب من عينيه والأب يمنح أخيه الصغر ما لايمنحه لشخصه المضطرب ، ويرى في البقرة التي يسحبها إلى الحقل حلا مثاليا للخروج من دائرة الإحباط ومأزق الانكسار المهين ، ومع رفض الأب لذهاب الابن للمولد يكون شق عصا الطاعة هو الرد المناسب ، كما أنه نوع من التمرد التخييلي إذ تقودنا الكلمات نحو الشعور بأن الحمى هي التي تحركه ويتشكل وجه صديق يخاطبه ويمنحه أسراره وهنا يستحضر صورة ذلك الصديق الذي يرتدي قناع الرفض والغضب بثيمة مصرية خالصة تقال عندما يختنق القمر مع ارتطام أغطية الأواني النحاسية :
( يبدو أنها الحمى . لا تتحرك . سأنقذك يا صديقي مما أنت فيه . أمسكت غطاءين للأواني في كلتا يدي ورحت أخبطهما ببعضهما قائلا في جميع أرجاء المولد : يا سيدنا ياعمر . فك خنقة القمر " ( ليست كغيرها ص 30)
لم تكن الليلة كغيرها فقد جاء الحل عبر هذا التمرد المحسوب للخروج وارتطام الأواني ليلا ، مع الصرخات التي تناشد سيدنا عمر أن يفك خنقة القمر، والمعنى الصريح يتمثل في خنقته الشخصية لا أكثر فالقمر المخنوق هنا هو معادل موضوعي لمدى القهر الذي يعانيه.
وقد نؤسس مفارقة النص من هذا الصمت الذي يمر بالبطل في مستوى الواقع ، مع الحركة والرفض لكل صنوف القهر على مستوى التخييل ، وتبدو خبرة الكاتب في تلك اللحظات التي يتماهى فيها الواقعي المحض بالخيالي المغرق في سطوته وطاقاته .
وسيبدو المكان هنا كأنه يناور في حركته لقمع الشخصية بين غرفة تحبس الراوي بعد إصابته بالحمى ، وبين حقل يسحب جاموسته إليه ثم هذا المولد الذي هو محاولة للتحرر من أسر المكان المقبض بما يحويه من أوامر صارمة ، وترتيبات تحد من حريته .
وجهة النظر التي تستدعي كل ما يشعر به البطل من اختناق ومحاصرة تكاد تكون سمة نصوص عدة تشتبك مع رغبة دفينة لدى البطل كي ينطلق في فضاءات مفتوحة خارجا من نطاق المكان ومتحررا من ذلك الشد المتنامي لجسده كأنها قيود مادية لا معنوية . هاهي صفصافة نعمات تبدو كشاهد على ميلاد ذلك التناغم الروحي مع الآخر ، وكان قرار الهروب من طغيان زوجة الأب . تتحدث المرأة لتسترجع حكايتها مع البطل ، خاصة مع تعبيره إنه لا يوجد في الدنيا ما يستحق الحزن . تبدو الصفصافة وقد تغيرت وصارت عتيقة يضرب السوس في جذعها المائل ، وحتما لم يعد لشجرة الصفصاف ظل رغم أنها تلخص تاريخا عبقا ، وسنلاحظ تلك المفارقة التي تجمع بين ضدين : الشجرة العتيقة والذكريات المتجددة ، فيما ضاعت كل الفرص الجميلة كي تجدد الحياة ثوبها :
( كنت تريد أن يكون الزمان شاهدا علينا . لكنك تقيدت بمكان واحد . هناك حيث ينقطع الطريق تحت صفصافة نعمات . كنت تحبها مثلي . كانت فروعها تتدلي خضراء تنبض بالحياة ، يسمونها صفافة شعر البنات . تتموج مع الريح . تعزف نغمات فريدة . كانت ألحانها تستثيرنا . فنغني ونطلق أغنياتنا للريح . ترددها العصافير وأسراب الحمام وفراخ الغيط " ( ص 25) .
هناك مبدأ أساسي ينظم هذه العلاقة بين المكان الثابت للشجرة وبين الطبيعة المتغيرة للزمن ، هو أن المكان يأخذ سمته وتلاوين صوره من بصمة الزمن الآخذ في التحول ، وهو نفس ما يرصده الديداموني في هذا النص الذي تندمج فيه حكاية الشجرة ، مع سيرة زوجة الأب وقسوتها في لحمة واحدة ، وتنجاب الغشاوة عن العيون الكليلة لتكشف عن أسرار الحياة . وقد اعتمد الكاتب على مخيلة نشطة ، وعلى ذاكرة تواقة للضرب بخطاه في دوائر الزمن ، مع حواس متيقظة دوما وكل حاسة من حواسنا ترشد الذاكرة لمكمن من مكامن السرد .