من عيون الورَق..
هَا أنا اليوم .. أُناسِمُكَ شيئاً من عبير أنفاسي التي بثَثْتُها للورَق .
فمنها .. ما أحْدَثَ في الورَقِ حَرْقاً ، وبعضها تقاطَرَ في القلبِ وِدْقاً ، وقَبَسٌ منها أوحى للصُّبْح ِفَلَقاً..
في البدْء:
الحبُّ : حياةٌ / مع إِلْفٍ حنون ،، حين وَصْل .
موتٌ / إلى ما قبلَ النُّشور ،، حين فصْل .
أنا الآن.. يا شقيق الرُّوح ..لم تَعُد تعنيني الأمكنة لأنِّي ممتلِئة بك ؛أقرؤكَ في كلِّ ما حولي ، وأنمو ،
وأتضاعف ..بتُّ أقرؤكَ الإجابة في دُعاءات الكهول ، وأرجوكَ البرَكة في ابتهالاتِ الأكُفّ ، وأنتظركَ
الرَّحمة في مواقيْت السَّـماء .تارةً أجدُ آثارَ خطوِكَ في غمارِ العابرين ، فينبري ظِلُّكَ رفيقَ وحْدَتي ولا
أجدُك ..! وتارةً أحياكَ دِفئاً يَرْنو إليهِ أطفالُ قلبي في عيونِ كفِّي ؛ فأقبضُ عليه بكُلِّ ما أوتيْتُ من حُبّ .ومرَّةً
أحسبُكَ هديَّةً تدلَّتْ إليَّ من سرارة السَّماء ، أمدُّ يدي وأحفظُها طيَّ القلب ، وأتمادى.. فأغمضُ جفنيَّ على
أيْكةٍ تجمعُنَا .. وأغيبُ فينا ..حتى إذا نالَنِي مَا نالني من جَوى ، وأُشْرِبْتُ مقَامَ أهلِ القلوب ،أمسَى كُلِّي إلى
العدَم وليسَ فيَّ شئ منّي لي ..سوى نأمَة صدرٍ .. يحِدُّها مدُّ الـ آه فتنتهي لتبْدَأ عندَ هاءِها..وذؤابة روحٍ
معلَّقة بين السَّماء والأرض ، تلفِظُها أنفاسُ فراقٍ لم يكُنْ تالياً لـ لقاءٍ .و تَنادَى مَنْ حَوْلي ليسعفوني منِّي ،
فرَشَقوا عليَّ ماء السَّراب ،لأصحو على حقيقة .. هي أنّي : بكَ أحيا ! ...
آهٍ ..لو تدري ..( كم تعدَّدَ الموتُ وهوَ يعبُرُني ) ! ..ألَمْ أوافيك..َ أنِّي لا أجيدُ السِّباحةَ حتى في حبَّاتِ المطر ،
ولا تعَلَّمْتُ الرِّمايةَ في أوكار المساكين ،،ولمْ أفهم الإصابةَ إلا حينَ ذُقْتُ مواجيْدَها في قلبي ،ورسَمْْتُها إنابةً
إلى أملودِ قلبك !! ..أمَا وَصَلَكَ .. يا مالئَ القلب ..! أنّي أنا سَليْلة الوجد ، أضحى أربابُ القلوبِ يستَدِلُّون
على أحوالي ..مِنْ رِقَّةٍ ولُطْفٍ أوْدِعَتْ في فؤادي ، بعدَما أذابتْ غِلْظتَهُ نشوةُ الحُبِّ ، وشفَّتْ عن لونِهِ لوعَةُ
الشَّوق ، وزادتْ في لينِهِ ينابيعُ حُبٍّ لا تجِفُّ عيونُها ، يُسْقَى منْها كُلُّ أولي الحظوة ..محظوظٌ هوَ ذلكَ الوليدُ
الذي أناغيهِ فتملأُ ضحكَتَهُ الوجود ..!محظوظةٌ تلكَ الوالدة التي تنامُ ملءَ جفونِها، حينَ أودعتْ همومها في
بئرِ أسراري .وذلكَ الضَّريرُ الذي أمسيتُ عصاهُ ، و...و ...
مأجورةٌ أنا بأسبابِ حُبُورِهِم كُلِّهِم ... وآثِمَةٌ فيكَ مِنْك ..!أُمْسِكُ عُرْوَة بابِ الفضاء وأعرجُ إليكَ كلَّ مساء ،،
أتَثَنَّى فرَحاً .. وأتساقَطُ من عليِّين في حُضْنِ غيمة ..أُخِيْطُ الأماني بِـ حَريْرِ النَّجوى ،، غرزة لك ، وغرزة
لي .حتَّى إذا ما أذابَنِي دفءُ حُلُمي ،، وسقَطَتْ إبرَتي في نونِ نجمَتِك ،سَهَوْتُ.. غفَوْتُ معَ ناعِساتِ الخُدوْر،
يصْحُو بعينيَّ يومٌ جديد ،يداعِبُ طلُّ الأفانين جفني ، فيبتَلُّ معَ شقشقاتِ البُكور ..
صباحُكَ شمسٌ / أنا ..!
صباحيَ نورٌ / أنت ..!
فافتح قلبكَ للشمسِ يا نورَها .. كلَّ صباح ..!
بقلم :الكاتبة :ذات طيب