|
في واحَتـي هَمـسُ القَوافـي والأدَبْ |
منْ ينظمُ الأشعارَ يُبـدعُ مـا كَتـبْ |
كلُّ الأحبَّـةِ أنشَـدوا لَحـنَ الهَـوى |
كَتبـوا قَصائدَهـمْ لعلـمٍ أو طَـرَبْ |
صاغـوا مَعانيهـمْ بـكـلِّ عنـايـةٍ |
كالصائغِ الموهوبِ إنْ صاغَ الذَهـبْ |
وصَفوا فتاهَ السِّحـرُ فـي أوصافهـمْ |
وأتى ال"جَمالُ " كمثلِ غيثٍ مُنسكَـبْ |
جئنـا نُلبّـي إذْ أتـانـا صوتُـكـم |
عذباً يُشنِّـفُ سمعَنـا لمّـا اقتـرَبْ |
قلنا َلكمْ : يـا مَرحبـاً يـا مَرحبـا |
هذي القَوافي نَظمُكـم يـا للعَجـبْ ! |
هـذا جَمـالٌ جـاءَ يَسبـقُ دُرهمـا |
وبقيَّـةُ الإخـوانِ صابَهـمُ العَطـبْ |
يا إخوَتي : هذي نُسيبـةُ قـدْ أتـتْ |
تُهدي وساماً , شاعراً َلبَّـى الطَّلَـبْ |
يـا أيهـا الأعضـاء هيـا أقبـلـوا |
قالت نسيبـةُ ، فاستجيبـوا للطلـب |
هـذا و إلا خصـم بعـض دراهـمٍ |
من كل عضوٍ قـد توانـى أو هـرب |
يا عادل العانـي أيـا نجمـاً سمـا |
في افق واحـةِ حبنـا منـذ انتسـب |
زدنـي مـن الأبيـات بيتـاً بعدهـا |
هـذا و إلا فالتـمـرد و الشَّـغَـب |
قالتْ: بمثلكَ سـوفَ يفخـرُ شعرُنـا |
ورفاقُنا فـي واحتـي خيـرُ النَّسـبْ |
أتُضيفُ بيتـاً أم تُضيـفُ قصيـدةً ؟ |
منكَ الجمالُ وعـادلٌ منـهُ السَّبـبْ |
ها قد أجزتَ أيـا صديقـي مخلصـاً |
و حميتَ نفسكَ من زمامير الصَّخـب |
لو مـا فعلـتَ رأيـتَ أمـي نـدَّدت |
و أبي كمـا فَعَلَـت قبيلتُـهُ شجَـب |
خَوفي مِنَ التَّنديدِ " صَمْـتُ مُلوكنـا" |
وبصَمتِهمْ - يا ويلتي - صَمتَ العَربْ |
تركوا السياسـةَ والكراسـي عُنـوةً |
لمّاالـدّراهـمُ لألأتْ، زادَ الطـلَـبْ |
لمّـا تَبـدّى النَّجـمُ عـالٍ نــورهُ |
أضحى شعاعُ الشمسِ يكسوهُ الغَضبْ |
يشكـو الزمـانُ، تشابكـتْ أطنابُـهُ |
حتّى الجواهرُ بُدّلتْ, صارتْ خَشـبْ |
قـدْ حَـلَّ إبراهيـمُ ضيفـاً غالـيـاً |
بِضيافَتي - يا فَرحَتي - بالمُرتَقـبْ |
أينَ البقيَّةُ يـا تُـرى مِـنْ جمعِكـمْ؟ |
فالصَّرحُ يَعلـو بالقَصيـدِ وَبـالأدبْ |
بيتٌ أعيـذُكَ يـا حبيـبُ شـرورَهُ |
منْ مثلـهِ كـمْ مسلـمٍ فيهـا ذَهـبْ |
لمّـا يسـودُ الظلـم عالمَنـا فـلـنْ |
تلقى سوى الأنذال في أعلى الرُّتـبْ |
هوِّنْ عليكَ - جَمالُ - إنّي مؤمنٌ |
آمنـتُ بالرَّحمـنِ خالقِنـا ورَبْ |
لا مِـنْ ملـوكٍ خوفُنـا , لكنَّـهُ |
خوفٌ منَ الرَّحمنِ لو يوماً غضَبْ |
قـالـوا هنـالـك واحـــة هـــى لـــلأدب |
فـنـزلـتُـهـا وإذا بــأشــيــاءٍ عـــجـــب |
صـاح اللسـان كمـا (علـي بابـا) تَــلا |
أُوَّاهُ مــرجـــانٌ ويــاقـــوتٌ ذهــــــب |
احـتــار أمـــري أىُّ كــنــز أجـتـبــي |
كــلُّ الـلآلـئ ضـوءُهـا سـكــب اللهب |
وكـأنـنـي أدركـــت أحــــلام الـمـنــى |
هَـــذي جِـنـانـي والـمـرافــئ والأرب |
زَخَـمٌ مــن الإبــداع يَسْـقـي روضـهـا |
والشـعـر فيـهـا مــن عناقـيـد الـعـنـب |
وبعيـن صــادٍ رحــت أنـهـل شهـدهـا |
وخشيت من لهفي النضوب فما نضب |
مــن كــل صــوبٍ قــد تـآخـى أخــوة |
وتنافسـوا فـى الـود والفصحـى نَسَـب |
مـثـل الـخـيـوط تـعـامـدت وتـداخـلـت |
فتكَـوَّنَـت نَسْـجـاً فثـوبـاً مــن عَـــرَب |
جـيـشٌ مــن الفـرسـان جَـــلّ عـتــاده |
قـلــمٌ وقـرطــاسٌ وعِـلْــمٌ مـــا كـــذب |
يحـمـى ديــار الـضـاد مــن حُسَّـادِهـا |
ويقـيـم أعـمــدة الـقـريـض المُنـتَـخَـب |
منـهـم تَـقَـدَّمَ فــى الـصـفـوف مـنـاديـاً |
منهـم تقهقـر فـى السقايـة مـا انسحـب |
الـركـبُ صـــدَّاحُ ُ بـألـحـان الـحِـمَـى |
يَحََْْـدوه (عِمْـرىٌ) يَتيـهُ مــن الـطـرب |
واحـذر فـلا تُخـطـئ بـشـئٍ هــا هـنـا |
فالكـل بالمرصـاد يَرْقُـب عــن كـثـب |
إن كـان نظمـك قـد أخــلَّ فـمـا تــرى |
إلا صديـقـي (عــادل العـانـى) وثــب |
فـالـوزن مكـسـورُ ُ ومــا (شرطـيـةُ ُ) |
الـفـعـل مـجــرورٌ كـــأن لـــه شـنــبٌ |
واحـتـطْ فــلا يـخـذل لـسـانـك عـيـبـه |
فتقولهـا خطـأٌ (حَثَـبْ) بـل قـل حَسَـب |
و(جمـالُ مـرسـي) إنْ أطــلَّ مـبـارزاً |
إخفـض جناحـك طالبـاً سُبُـل الـهَـرَب |
لكـن لأيـن ؟ (لعاقـدٍ) ؟ أم (درهــم) ؟ |
ويلٌ (فسبهـانٌ) و (بنـدرُ) قـد ضَـرَب |
وكتيبـةٌ ضمـت (سلـيـم) (حـلاوجـى) |
(عدنانُ)(سلطانٌ) و(صنـدوقٌ) سَلَـب |
ونسيـبـةُُ ُ مــن قــومِ كـعــبٍ أبْـدَعَــتْ |
غَضٌّ العيونِ من الفـرزدقِ قـد َوجَـبْ |
(تزهـو) (بأسـمـاءِ) (عبيـرُ)(وحـرةٌ) |
( نورٌ) و (سحرٌ) فـي (ينابيـعٍِ) خَلَـب |
لـن أذكـر الحـشـد الــذى يـشـدو هـنـا |
فلعـلـنـي أنـســى غـضـوبـاً ذا لــقــب |
جــاءت عـكـاظٌ تـرتـجـي أشـعـارهـم |
جَذَبـوا ولكـن مَـنْ (كمجـذوبٍ )جَـذَب |
وخـزائــنٌ فـيـهـا النـسـيـبُ جــواهــرٌ |
بَرَقَـتْ كنبـضٍ فـى الفـؤاد لِمَـا نـشـب |
أنْـصِــت لـقــرع قـصـائــد لـبـواســلٍ |
جالـت قوافيهـا وصالـت فـى صـخـب |
كَـــرَّت بدائـعـهـم تُـسـابــق بـعـضـهـا |
دقَّ النفيـر ولسـت تـدري مــن غَـلَـب |
أمـــا إذا اختـلـفـوا لِمُـعْـضِـلَـةٍ بَــــدَت |
فكـتـاب رب العالمـيـن هــو العَـصَـب |
هَـبُّـوا لنـصـرةِ سـيـد الـخـلـق الـــذى |
مازال يُـؤْذَىَ منـذ مَـنْ حَمَلـت حَطـب |
إصْـطَـفَّـت الأبـيــات خـلــف لــوائــه |
كـمَـرَاجـلٍ تـغـلـي ويُذْكـيـهـا الـسَـبَـب |
شــنــوا حــروبــاً للقـطـيـعـة فَـعَّـلَــتْ |
نُصِـروا إذ انتََصَـروا لِطَـهَ بالغـضـب |
يـاواحـةَ الأضــواءِ فــى لـيــلِ الـفــلا |
خَلَـبَـتْ مَشاعِلُـهـا يَـراعـي فانْـتَـسَـب |
أَنـهــي قـصـيـدي مـرغـمـاً فلتعـلـمـوا |
نَفَـدَت قوافـي الـبـاء عـنـدي لا عَـتَـب |
حمدا لرب النـاس أن أعطاكمـو |
قلباً شجاعا في الورى لمّا وهـب |
و حباكَ حِسّاً يا صديقي مرهفـاً |
فشددتَ أطناب القصيدِ و لا عجب |
و"البحتريُّ" أتـي بشعـرٍ مفـرحٍ |
يسمو بِهِ فوق السحائبِ و الهِضَب |
ذا مـا أردنـاه بواحـةٍ اكتسـت |
من كل أثواب الفضيلـةِ و الأدب |
إنّي الفرزدقُ قدْ أتيـتُ مبـارزا |
بقصيدةٍ , فإذا جريرٌ قـدْ هـربْ |
فالبُحتريُّ أتـى يُسابـقُ شعرَنـا |
وقصيدهُ أحلى و أعذبُ ما وهـبْ |
و جَمـالُ قائـدُ جمعنـا مُتقـدمٌ |
أسدٌ إذا لاقى العـدوَّ فقـدْ وثـبْ |
لو فارسٌ منكمْ يُصـابُ برَميـةٍ |
ذي حرَّةٌ تعطي الدَّواءَ بلا تَعـبْ |
ونُسيبةٌ بنـتُ الأكـارمِ , إنَّهـا |
قَطفتْ لكمْ ما لذَّ تَمراً أو رطَـبْ |
إنّا تَحدَّينـا الجميـعََ , سُؤالُنـا |
إنْ كانَ بحرُ الشِّعرِ فيكمْ قدْ نَضبْ |
يا عادلا قد جاءنا بدروسه |
وعروضه وبما الكريم له وهبْ |
يا عادلا, وأحب فيك تواضعا |
إنى أحبك لست أعرف ما السببْ |
فى واحتى أمضى أنازلُ منْ غوى |
وأصيرُ رعداً صوتهُ نذرُ الغضبْ |
ماكانَ بحرُ الشعرِ فينا قـدْ نضـبْ |
بلْ ينسجُ الحرفَ الجميلَ مِنَ الشُّهُبْ |
دعْني أقاتـلُ أوّلاً مـا قـدْ بـرى |
روحي , لكي أُهدي لكمْ أحلى القُشُبْ |
هذي جهود المخلصيـن لواحتـي |
تبدو نشيدا رائعا فيـه الطـربْ |
فانعمْ بهم من صائغيـن لأحـرفٍ |
قد أوضحتْ قدرَ المحبِّ لمنْ أحبْ |