في الأول من أكتوبر 1993 م وبينما كنت أخضع للتحقيق باستيلات التحقيق الصهيونية وبعد جولة تحقيق إستمرت لتسع ساعات متواصلة من التعذيب والإرهاق النفسي والجسدي
دخل علي غرفة التحقيق جندي صهيوني وقام بتكبيلي وإغمائي وأخذني إلى مكان إسمه المشبح حيث كان الجنود الصهاينة يجلسوننا على كراسي قصيرة جدا يصل إرتفاعها إلى 20 سنتيمترا من الأرض
مما يؤدي إلى إرهاق وعذابات أخرى فوق عذابات الضرب المبرح الذي كنا نعاني منه في غرف التحقيق
لم تكن عملية الشبح هذه قسط من الراحة ولكنها عذابات تضاف إلى العذابات التي نعانيها بين الفينة والأخرى
أجلسني الجندي على كرسي الشبح وحذرني من التكلم أو إيتاء أي حركة فأجبته ماشي
وإنصرف عني
كان الإرهاق من شدة التحقيق مؤثر في وكنت أتمنى اللحظة التي ينتهي فيها التحقيق معي وأرتاح من العذابات التي أنا اعانيها
جلست واستمر جلوسي لأكثر من ساعة كنت أقاوم النعاس والأرق
ولكن تغلبا علي في حالة هلوسة نفسية من أصعب وأخطر الحالات النفسية التي يمر فيها المعتقل فترة التحقيق فالجنود الصهاينة يعرفون بهذه الحالة النفسية ويترقبونها وتنفرج اساريرهم عندما يقع معتقل في هذه الحالة تجد الجندي يأتي إليه ويحاوره بهمس يستدرج فيه المعتقل لحظتها لمزيد من الاعترافات او الاقوال
لحظة الهلوسة التي وقعت بها كنت تخيلت نفسي أمام بيت فتاة كنت أحبها آنذاك وكانت هذه الفتاة أخت لصديق لي وفي نفس الوقت تتلقى معي دروسا خاصة مع ملاحظة أن الفتاة وأخوها ( صديقي ) توأمان
وتعرضت أول مرة في موقف محرج معها بسبب الشبه الكبير وكأنهما نسخة طبق الأصل حتى في شعر الرأس
المهم تخيلت نفسي وأنا مشبوح أطرق باب دار صديقي هذا فتضايقت من الكلبشات التي تقيد يداي فناديت على الجندي وقلت له
يا خيال ( جندي - باللغة العبرية ) فأجابني كين ( نعم - باللغة العبرية )
قلت له فك الكلبشات علشان أرن جرس باب دار صاحبي قال لي
مين زي ( من هو - بالعبرية ) حينها قلت له وقد فقت من هلوستي
خالتي منى 0 وفعلا لي خالة إسمها منى )
وبعدها الله لا يوريكو اللي جرالي ضرب مبرح وعنيف وجر لغرفة التحقيق
وشو اللي قلتوا تحملت حتى نسجت رؤية أخرى أدخلت فيها خالتي
والحمدلله رغم الضرب والتعذيب الا انني صمدت ولم أحقق لهم آنذاك ما كانوا يريدونه مني من إعترافات لو إعترفت عليها لرأيت شمس الحرية
بعد عشرين عاما أقل شيئ
والحمد لله