|
هَوّنْ عليك مصيرَ الجـرحِ يندمـلُ |
يا صاحبي وغـداً بالعـزمِ تنساهـا |
ذاك الهوى قـدحٌ يـومٌ لهـا ولنـا |
يوما نرى عجبا من فيضِ عيناهـا |
كم قد وَددتَ لهـا بالحـبِّ تعشقهـا |
ترمي عليها خدودَ الـورد ترعاهـا |
تنسجْ لهـا ببديـعِ القـولِ اغنيـةً |
بها القصيدُ جمـالَ القـولِ يغشاهـا |
كم قد جلستَ تناظـر الحيـاةَ بهـا |
حتَّـى تنـامَ علـى حلْـمٍ لتلْقاهـا |
مالِ القلـوب تـدقُّ اليـوم هـادرةً |
بحـرا يمـوجُ وشـلالٍ ليعصاهـا |
قد كنتُ اذكرهـا والطيـبُ شيمتهـا |
غيداء ذي ترفٍ والحسـنُ يهواهـا |
تبكي العيونُ على جـرحٍ وادمعهـا |
سيـلٌ تدفَّـقَ للخديـنِ مرمـاهـا |
قد كنتَ تعشقها يا صاحبـي وطـن |
والآن انّـي اراك اليـوم تنعـاهـا |
بأس القلوب اذا حبَّت علـى غَـرَرٍ |
يـا صاحبـي ابـدا للتيـهِ ذكراهـا |
مهلا صديقي فقد كنت الـذي فرحـا |
بالحبِّ يوما وغنّى الليـلَ سهرانـا |
اشدو بحنجرةٍ تشدو الهـوى طربـا |
شوقا لها عشق مجنـونٍ وهيمانـا |
قدكانَ يشغلنـا الهـوى ويعصرنـا |
حتَّى رأينا خنوعَ الشـوقِ إحسانـا |
اسْتَضْعَفَتْني علـى غـرٍّ واعيُنِهـا |
تقتاتُ من شفتـي غضـا ونيسانـا |
غرَّرها جهْلهـا بنفسهـا, هدمـتْ |
اسْتَشْعَرت انَّهـا بالشعـرِ سلطانـا |
قد اينعت في فـؤادي وردةً كبـرت |
حتّى انبرى شوكها سهمـا فأدمانـا |
ويح العيونِ التي في غيّها جرحـت |
قلبا احبَّ طيـوبِ العشـق ريحانـا |
قد غرَّرت فرحي وأستوطنت المـي |
نارٌ تـدبُّ ووهـجُ الشـوق نيرانـا |
ان تقرئي غضبي ستعْرفـي وجعـي |
وأىّ وجـهٍ يـدقّ القلـب حزنانـا |
انّ الرجال لهم في العـزمِ شيمتهـم |
إن هانَ عندكم الهـوى لنـا هانـا |
نمضي بعزّ الرؤوس الشامخات بنـا |
نطوي الهوى صفحات الشوق قد كانا |
ننسى ونسْدلُ في القلبِ الذي جرحـا |
اسمٌ بوجـهِ الفـراقِ المـرِّ ابكانـا |
ياراحلين ووجـهُ البـؤس شيمتكـم |
لا نرتضـي ابــدا ذُلاّ وهجـرانـا |
ها نحنُ نمضي بقلبٍ طائـرٍ فرحـا |
نقطف وورود الهوى زوجا وفردانـا |
نسلي مفارقنـا ننعيـهِ فـي حَـزَنٍ |
نرميهِ في طلـلِ الازمـان نسيانـا |
لنـا كـرا متنـا إن مسّهـا حَـدَثٌ |
ننسى الهوى ويصيرُ القلـبُ نيرانـا |
ما قيمة الحبّ حين الغـدر يأخذنـا |
بغفـوةٍ وخفـوق القلـبِ ينعـانـا |
ونحـنُ ابنـاء ثـورةٍ لهـا قسـمٌ |
ان لا يَذلَّ خريـف العيـشِ انسانـا |