الصوت الأول:
يا أنت..
يا الناى الذى ينجب نارا ...
وصهيلا دمويا ...
وجراحا ابديه ..
يسوخ فى جلدى...
خيولا من ضباب الموت بريه ...
وفحمة تحفر وجهها الغراب ...
فى شرايينى خناجرا صبيه ..
وبومة موشومة بسنبك ..
تولد من ملامح المساء كالارض الخرافية ...
ما عاد فى جنبىحقل من أغان ...
لا...ولا أصابعى فيها ورود شابة ...
ولا براعم ...
ولا حمائم ...
ورئتى تشقها حربة ...
يا أنت ...
يا بقيتى التى تصير طفلة
عمياء فى زحام ..
النهر فى عينى نام
والسهل فى عينى نام
والشعر فى عينى نام ..
والطيور ..
والصباح ....
والغمام .
الصوت الثانى:
ها ..
صوته المنسوج من دماى ذاب
فى ازدحامة التراب والرياح
فانسكب المساء نايا ميتا
فى جسدى ..
وبانطفاءة النجوم فى جنازةالبدور باح
وأورقت فى وجهى المذبوح
أشجار النواح
وعشش الحزن طيورا
من ضلوع الحلم حينما مات فرسا عجوزا
ومنذ غاب صوته ..
وألف ألف ليلة مدت جذورها
فى جسم فرحتى
واحترقت سنابل الصباح
الصوت الأول:
يا ..
طفلتى العمياء ...
يا نا يى ..
يصول فى دمى غناؤك المذبوح ذنبة
تأكل جدران عروقى
وتستحم باحتضارة الشروق
وناهشا لحم ابتسامتى
وساخرا من عقم طوفانى
وانت لم تزل تغنى ؟
أصابعى مشلولة
ورئتى ميته
وأتت لم تزل تغنى
بالرغم من نثار جسمك الذى
رميته فى حنك النهر .
وانت لم تزل تغنى ؟
وباعك الصديق للنخاس فى الضحى
فااااه
انت لم تزل تغنى
الصوت الثانى:
يا صاحبى
الارض لا تقسو على فلاحها
الناسى
تعرى نهدها الجوعان
ترقص فوقها الغربان
تلتحف الغروب المر
حيث الحنظل الشهوان
يحفر جسمه فى النهد سكينا
وخفاشا وينهش نغية الغرس
الذى جف على شفتيه شريان
الصبا المصهول طينا من
بلاد الحلم
حتى يعود
فلاحها ..
تشتم رعشة كفه ،
ويستحم طينها برجوعه ،
تمتص منه حدائق العرق الودود
فتجود ..
وتجود
وتجود