الشيخ أحمد الياسين
يا سيدي
أوَ مـِنْ هـُنـَا أمّْ من هـُنالك سيـِّدي
أفـتى اغـتـِيـَالـَكَ مجرمٌ
صفَّ المراتبَ في دُنـَا
ربطتْ بعكـَّاز ٍ وَكـُرْسِيْ نـَظـْمـِه ِ
ألـَقـَا ً مدارات ِ الـمُنـَى
قيل :اقتلوا (ياسينَ ) يـَرْكـَعْ
كـَوْكـَبٌ للذئب ِ لا رؤيا ليعقوب ٍ تـُقـَصُّ قـَمـِيـْصُهم
بدم الطهارة لطـَّخوا وَجـَهَ الحضارة مـُوْهـِنـَا
ودِلائـُهـُمْ
أرختْ لحوت ِ الجـُبِّ أرسانَ
الجنا
كذبتْ زليخا طـِفـُلـُنـَا بشهادة
خط َّالبراءة ِ قالها :
هذا مدارُك مستقيمٌ سيدي
لفَّ الدوائر خارقا أوتارَها ، ومدارُها
بشعاع ِ مـُتـَّكـَئ ِ الـقـعـِيـْد ِ لجبهة ِ الخلد ِ
انحنى
وبحسب مكـيـال ِ الذئاب ِ صَـواعـُهُ
وسـمُوه ُ تـِبـْرا ً بالفنا
يا أيها الصديق سبعٌ أفـْتـِنـَا
ينهشنَ لحمَ العرب يأكلنَ السنابلَ
والبيادر والطفولة
قلْ لـَنـَا
المستقيم ُ صِراطه ُ
بين النقاط بداهة ً هي غيرُ
ذاك المنحنى ؟
شيخ تسيـََّدَ مقعدا
كرسي ملك لا يساومه الضنى
من عجز تحريك العروبة
بعد تسكين القـَنا
المقعدون توافدوا يحمون عجزا قد ثنى
ركبَ السقوط بحفرة ٍ شـَلـَّتْ قوائمَهم خـَنا
لم يألفوا للمجد عكازا يضارعـُه السنا
يمشي بمشلول قعيد لم يبادلْ موطنا
بسوار ِ مملوك الطواري
بالجوراي الثـَّيـِّبـَات ِ النـَّحـَر ِ
كرسـيـَّا بنى
برفات أقلام السمو معانقا حـُوْرَ الشهادة
نازعا بأنامل ِ الزيتون تنثرها
الدواة ُ
شهيدة ً آياتها طفلا مروءتـِها جـَنى
بحفيف أطلال ِ المآذن كبـَّرتْ
الله أكبر ما انحنى
رأسا يقبـِّل أرملَ الباغي عـَزَاء ً
أو هنا
وقواعدُ التزوير باعتْ عـِرضَها
بعواصم ِ التربيع ِ في البيت المُدوَّر
من هنالك أوهنا
بيراعة ٍ شوهاءَ خطـُّوا بائعين
لمن يقول إذا استبدَّ بذلهم
أُمْلِيْ أنا
يا سيدي
الغدرُ جاءك من هنا
قسما سنجعلها لنا
قطرات ِ نور ٍ من قناديل الوفاء
وربنا
قسما سنأتي كلـُّنا
شـُلـَّتْ أيادي قـَصْدِنـَا
إن لم نرَ قمرَ الرجاء لدربنا
مشكاة َ مـُمْسَى عاكف ٍ حرسَ البتول مرتلا
آيات ِ رمش ٍ كحـَّلت بالنصر أجفانَ الفنا
لا تـَبـْتـَئـِسْ نحن اليتامى جاءنا
ضيف الخلود وزادُنا
قـَلـَمـَا تـَصَعـْلـُك ِ بين أنات ِ المضارب ِ
من مشاش السُّحـت ِ لوما لـَحَّـنَا
رجعَ المغيب على
السدود الغافيات
بها تماثيلُ الحدود
خاطوا إزارَ الوهن مما
استنسخوه من الجلود
في القبو في الزنزانة الثكلى كزرقاء ِ اللحود
قمصانَ نـَذْر ٍ ظنـَّها قابيلُ
قربانَ الخلود
فأتى بسكين العنا
شـُحـِذَتْ بنا
والحالُ في الإعراب تحريكُ الذنوب ِ
وبين إعلال الشباب بكاعب شقراء
أو كأس لغوب ٍ
ضمـُّها أو شـدُّها تخديرُ هنـَّات الجـُنـُوْبْ
والصدّْرُ يـُفـْتـَحُ والجيوب مليئة رشوى
لتجـّْمـِيـْد ِ القلوب ِ
رصيدها إرهاب جندي المبادئ بالفضيلة
فتحة تختل أوزان الطوارئ
بين ألوان الفصائل للجنوب ِ
بها الجنود
نفي لجنس لامها ليمت بتنكير الجدود
والنهيَّ علـَّــمـْنـَا الطفولة فانـْثـَنـَتْ
لا ريب َ إنْ قـُلنا لكمْ بالنسخ نـَعـْرُبُ
أمة ً بالنفي بالحجر الأصم
وصرفهم لام الجحود
يا سيدي
غاب القمرْ
هي سـُنـَّة ُ المولى بأمر قد قدرْ
لكنه لم يرتحلْ
فينا يدور سناؤه بخميلة الألفاظ
من قلم الرصاص مغازلا غـِيـْد َ الجمل
كلا وربك لا سحر ْ
إلا بممحاة الظلام يصوغها
استثناءُ مخصوص ِ العبر
كنت الأماني والغزل
إن خان أنثى مـِخـْدَع ٍ
بتقاعس ذكرُ التسلط ناله
غمزَ الجفون مغاضبا
(ياسين) نادت : يا رجل
إن الرجولة َ مبدأ
لا شارب ٌ غطـَّى العيوبَ بشعرة ٍ
عنها (معاوية ٌ ) لـَهـَا
أو قشة ٌ
ظهرَ البعير إن ارتحل
قـصـمــته من خور العزيمة
بالخطل
صرتَ الأغاني للزجل
لحمامة الإفصاح والآصال
من ناي الأزل
لا تبتئسْ
الغدر جاءك من هنا بل من هنالك
جاءنا
صرنا أيامى خضَّبتْ
بالصمت من دهن ِ الذهول
بدهشة كفَّ الزنا
الغدر جاءك من هنالك ما ونى
عهدُ الجواري سامها بخسَ الدراهم
في مزاد العرض مـَنْ أوفى الـكـُنـَى
بـِخـُراص ِ سوق ِ(العولمةْ)
الغدر ملفوفا بسام ٍ جاء
يحدو خادمـَه
بحضارة ٍ عـُصِرَتْ بخابية الملامة ِ
رأس َ خـِلٍّ نـَادَمـَهْ
نـَخـْبَ العروبة أترعوا
لرؤوسهم عجزَ النخيل بكى دمـَه
فأنار أبراج العلا بجناح رسم
قاسـَمَهْ
دربٌ يشعُّ منارة ً أركانـُها
عجزٌ وكرسيٌّ وعكازُ التوكؤ
أنبتتْ للأرض قيصوم َ العذارى
المثكلات ِ على القبور ِ الساخنات
بدمعهن السوسنا
يا سيدي
العجزُ ناصية القـَنـَا
سيظل يـُسرج للأملْ
قنديل آيات ِ الشموع ِ بدمعة
الأطفال يفطمها الدجلْ
يا والدي وأنا لقافلة الضياع
معارض درب النجاة بـِقـِصـَّة ٍ
عصماء حبلى بالخجل
وقصيدتي العذراء بانت
من سعاد البين يسبيها
الأجلْ
مشلولة ً هوجاءَ ناشزة َ القوافي
عانسا في خدر أوزان
المـَلـَلْ
آيات ِ صبر ٍ (حوقلت ) برفات
عاصمة الدول
كن ملهما يا سيدي
بحرا يـُسِيـْلُ بكوثر الألفاظ
نهرا تحت دالية النغم
ألق ِ عصاك لإفكهم
فإذا أفاعي سحرِهم
تـُكـْوَى بعكاز القيم
لعرائس الأطفال أثوابَ البراءة حلة ٌ
يا سيدي
فصلـَّتـَها من سندس ِ التاريخ تـَبـْسـُمُ
وردة ً جذلى بنسرين الألمْ
يا سيدي الخلدُ جاءك من هنالك
من هنا
والمقعدون تساءلوا
ماذا وكيف
وطالما كرسيُّ عجز نال
نجما مَبْـسـما
كرسيُّنا أقـوى بضعف من قوانين الأنا
ــــــــــــــــــــ
بمناسبة مرور عامين على استشهاد الشيخ أحمد الياسين
رحمه الله
الكويت :26/3/2006