نفقت السلحفاة «سميرة»، أقدم حيوان على ارض مصر، عن عمر يناهز 315 عاما، بحديقة حيوان الجيزة أول من أمس. وكانت السلحفاة قد دخلت الحديقة عند افتتاحها للجمهور في أواخر القرن التاسع عشر، وكان عمرها 200 عام. ويقول رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، التابعة لوزارة الزراعة المصرية، الدكتور طلعت سيدراك لـ«الشرق الأوسط» إن السلحفاة سميرة عاشت وحيدة منذ عام 1992 بعد رحيل زوجها سمير عن عمر يناهز 400 عام، وقد خيمت عليها حالة من الحزن، انعكست في بطء حركتها وفقدانها الشهية، فيما يوصف بأمراض «عجز مبكر»، لأن هذا النوع من السلاحف معروف أنه يمكن أن يعيش 500 عام، مشيرا إلى انها من نوع «الفيل» وموطنها الأصلي جزر الهند الغربية «غلاباكوس»، وهي من أضخم السلاحف، وقد أحضرتها الأسرة الحاكمة المصرية عام 1890 قبيل إهدائها للحديقة، اواخر فترة الخديوي محمد توفيق ابن اسماعيل باشا، وافتتاحها للجمهور في العام التالي.
ويوضح الدكتور سيدراك، أن الحديقة كانت في البداية عبارة عن غابة نباتية نادرة تابعة لقصر أم الخديوي إسماعيل وكانت العائلة مغرمة باقتناء الحيوانات، فأعدوا لها الأقفاص الضخمة للحيوانات التي تهدي إليهم من الحكومات الأفريقية أو التي يقتنصونها في رحلات الصيد، ثم تطورت الفكرة وصدر الأمر الخديوي بتحويلها إلى حديقة عامة وجلبت إليها الحيوانات من كل مكان، وكانت السلحفاة سميرة الراحلة أكبر الجميع سنا، وظلت تحظى برعاية بيطرية خاصة وتخضع لمتابعة يومية، ويتحدد نظامها الغذائي حسب حالتها الصحية، وكانت تتمتع بمبيت خاص بها صيفا، وفريق يشرف على شؤونها من الأطباء والفنيين والعمال لتوفير سبل الراحة لها.
وأشار إلى أن بعض التقديرات تعطيها عمرا يصل إلى 375 عاما، لكن عدد الحلقات الموجودة على درقتها يقول إنها أقل من ذلك بحوالي 50 عاما، وإن كان البعض يعطيها 270 عاما، ويرى هذا الفريق أنها دخلت الحديقة عند تأسيسها عام 1891 وعمرها كان 150 عاما.