مرحبا بكم جميعا في مجلس جديد من مجالس العرب ..
كم كان شوقي إليكم كبيراً خصوصاً في هذه الأحداث المدلهمات ..
هيا يا مراد اسقهم قهوتك الزكية ، ،، وأنت يا أكثم أوص لمن يصنع العشاء أن
يكثر المرق ، ويجعله ثريداً .....
حديثي إليكم في هذا المجلس عن شخصية عجيبة ،، سمعتم عنها كثيراً ،،، ونحتاج
لذكرها لتضفي علينا الطرافة ...
إنه أشعب !!!! والعرب يضربون به المثل في الطمع وحب الأكل ...والنوادر ...
وهو رجل من أهل المدينة اسمه شعيب بن جبير مولى آل الزبير ، وقيل مولى آل
عثمان ..وكان أشعب أحولا أقرعا ...
وكان أشعب يحسن قراءة القرآن وله صوت جميل ،، وكان يروي الحديث وله أسانيد ...
وأشهر حديث يرويه ( لو دعيت إلى ذراع لأجبت ... الحديث ...)
وهو الذي قال : حدثني سالم وكان يبغضني في الله قال : ( خصلتان لاتجتمعان في
مؤمن .. ) وسكت فقالوا ماهما ؟ فقال : نسي سالم إحداها ونسيت الأخرى !!!
وكان من طمعه أنه جعل في بابه شقاً ويخرج يده منه على الدوام ، يطمع أن يلقي
إليه أحد شيئاً !! فجاء عابث فعملها في يده !!!. فتاب ....
وكانت أمه مثله كما يقال .. يقال إنه جاءها مرة وقد أهدي له غلام وطعام كثير ..
فخشي إن أخبرها تموت فرحاً ،،، فلما رأت الطعام قالت ماهذا ؟؟ قال أهدي إلي ..
وأهدي إلي غين !! قالت وما غين ؟ قال : لام .. قالت وما لام ؟ قال : ألف ..
قالت وما ألف ؟ قال ميم .. قالت وما ميم ؟؟ قال : غلام !! يقول فغشي عليها !! ولو
لم أفرقها لها لماتت ....
وقيل لأشعب ما بلغ من طمعك ؟ قال مارأيت اثنين يتساران إلا ظننت أنهم سيأمران
لي بشيء !!!!!
وذكر أهل السير عنه أنه تبع سالم بن عبد الله بن عمر لحديقته ، وشم روائح الشواء
فرقى على السور .. فقال سالم : بناتي بناتي !! فقال أشعب : ( لقد علمت مالنا في
بناتك من حق وإنك لتعلم مانريد ..... الآية .. )
وذكر ابن خلكان في وفيات الأعيان : أن أشعب كان عند الأمير المهلبي فأمر المهلبي
غلامه بشيء .. فقبل يده أشعب واستأذن ،، فقال له المهلبي مابالك ؟؟ قال أمرت لي
بشيء فانصرفت !!! وهكذا كان أشعب يأخذ حاجته أحيانا بالطرائف ....
ومن أعجب ماذكروا عنه أيها الأحباب أنه صلى مرة خلف إمام ، فخرجت ريح من
الإمام فتلثم أشعب وخرج وأوهم الناس أنه هو الذي فعلها ... فلما انصرف الناس
لحق الامام وقال : أعطني الدية !! فقال دية ماذا ؟ قال دية الضر....!!! التي تحملتها
عنك .. فلم يدعه حتى أعطاه ....
وقالت صديقة لأشعب أهد لي خاتما أذكرك به ... فقال تذكري أنك طلبته مني فلم
أعطك ...... مسكينة حبيبة أشعب ..
ومات أشعب في خلافة المهدي ومما قيل فيه وفي طمعه :
ووعدتني وعدا ظننتك صادقاً
فظللت من طمع أجيء وأذهب ُ
فإذا اجتمعت أنا وأنت بمجلس
قالوا مسيلمة وهذا أشعب ُ
أدر القهوة يامراد .... وحياكم الله إخواني في مجلسكم ... وبكم يزدان ... وإلى
مجلس آخر ... لكم التحية