أراكِ سعيدةٌ أيتها الشُجَيْرة، وأنتِ تنْعُمينَ بصُحبةِ الأشجار... وكمْ هو عذبٌ هديلُكِ أيتها اليمامة، وأنتِ تمرحينَ حرةٌ مع الأطيار... أما أنا؛ فوحيدةٌ ... وخوفي... من مخاطر الأشرار!
بعيدٌ أنتَ عنيّ ...وغابَ الأمان ! وأنا؛ خائفةٌ، من هَوْلِ هذا الزمان! بعيدٌ وقريبْ ... قريبٌ وبَعيدْ ... علّمني؛ كيف أجتمعَ الاثنان!!!
نَعَمْ، أنا خائفةٌ جداً ... فرهيبٌ هذا الزمان !
أوَ تَدْعُني لأرجو منه أماناً، وقد نَضُبَ فيه، من صدورِ الأمّهاتِ الحنان !!! فصارَ الرضيعُ، يلجأُ لأمِّ صناعية ! ولمَ لا تشدوا، لمَ لا تمرح ؟؟؟! وأولَّ شيءٍ قد تعلّمَهُ، أنّهُ بحاجةٍ إلى... !!!؟ وعلى غيرِ هُدى؛ اختارَ سبيلاً ذلك الكتمان !
أيها القمر؛
لِمَ تعجبْ لِوِحْدَتي! فأراكَ مِثلي ... وحيدْ !
أتوقُ شوقا لقُربِكَ ... لكنَّ سماءَكَ بعيدْ!!!
ولم أسمع عن كوكبٍ نزلَ إلى الأرضِ ليحيا! أو غادرَها كائنٌ، ليعيشَ مع أُسرةِ السماءِ... سعيدْ!
لا بأس يا قمري؛
فرُغمَ المسافة... وعِبْرَ المسافة... نورُكَ آتٍ، ليملأَ الأرضَ سحراُ، يتحدّى به، حُزْنَ الليالي العنيـــــــــــدْ !!!
لم لا أشعرُ بنورِكَ في النهار ؟! إنَّ فيكِ يا دُنيا، كلُّ شيءٍ في مدار! فقمري؛ في ذهابٍ وإيابْ ... وقلبي؛ في هناءٍ وعذابْ ... أرجوا الرحيلَ إليه، لكنَّ ما أرجوه سرابْ... فلا الأرضُ تقبلُ التوديع؛ ولا السماءُ، تقبلُ الترحابْ !!!
لِمَ؟! يا أرضُ، لا تودّعيني ؟!
أين الملجأُ منكِ؟ ! ... ليحميني... ! أم أَنكِ أنتِ ملجئي! فهياّ إذن خُذيني !!!لعلَّ أجدُ بينَ تُرابِك نبعَ الحنان... وأنا محتاجــــةٌ... فضمّيني!!!