يوصي الشرع بأن يذبح الحيوان بسكين حادةوألا يراها قبل الذبح أويرى حيواناً يذبح قبله,فكيف الحال بامرأة عجوز في التسعين من العمرلاحول له ولاقوةترى قاتلها وسكينه التلمةبمنشارها الصَّدىء يقطع بها أذنيهاورقبتها المجعدة الجلد التي ترفض الموت ذبحاً فيحرقها؟
أمرفظيع عافانا الله منه جميعاً مارأي الإنسان به رحيماً كان أو قاسياً؟
أحداث هذه القصة حدثت في دار البلحة روعت الجميع كباراً وصغاراً حتى القاتل نفسه بعد أن استيقظ من غفوته..
قلبي الآن يرتجف وأنا أبدأ بكتابتها كيبوردياً لأنني أعرف القتيلة فهي من المكان الذي ولدت فيه0
وربِّ السَّما
من بيتا مابتطلعْ
ولو حطُّوا قدَّاما الدهبْ يلمعْ
ولو سكَّنوها بالصُّبحْ
قصرِ الملك
بالليلْ عا سِّكَيْتْ راح ترجعْ
حاضََّـلْ طولِ العمر
ناطورةِ زمن هربان
والسَّقفْ هرهرْ فوقها
واتصدَّعوا الحيطانْ
والناس حكيوا حكايتها
واتهامسوا الجيرانْ
وحطُّواعا أهلا اللوم
وقالوا هالعقلْ خربانْ
كانت بتسمع كلشي بينقال
بتضحك بعبَّامريِّحَا هالبالْ
وماهمَّهالو فلفلوا العزالْ
المهمْ عندا تعيش باللي كانْ
كانت سعيدي بْجوزا وولادا
وبهادَّار قبلا عاشوا أجدادا
وقديش كان الحلم بحفادا
يعيدوا زمانا رَّاح بالنسيانْ
لكن ياحسرا
كلهن فلُّوا
وتركوا الهوا فلتان
عاحللو
وهالبيت غالي عليها يلبقلو
يمسكها مثل العاشق الولهانْ
كِبْرِالزَّمنْ وكبرتْ بأيَّاما
وختيارا صارِتْ متل أحلاما
لكن ما تركتْ لحظا أوهاما
تخلِّي القلب جواتها يئسانْ
مالا غنيا الحالي مستورا
في ناس قالوا
عندا مكمورا
رِجَّالا كانْ بحالي ميسورا
بإيدا سوارا
والحلقْ بالدانْ
بوابا؟
.. ماإلها بواب تحميها
وخرقة عاشبَّاكا
بترخيها
وسراجها؟
يادوب كافيها
وهيِّي بتمشي متل هالخرفانْ
بتزحف عاباب البيت يوميي
بتشوفْ مينْ رايحْ
ومين جايي
وإن كان بدها خِبزْ أو ميي
بترجع عاتختا
والجسمْ تعبانْ
لَك عايشي
ومتحملي الآلام
بس المسا بترتاحْ لما تنام
وعا مخدِّتا بتصحِّي بالأحلام
هالماضي يللي عاشتو بحنان
صفيان منها عالعضم والجلدْ
وجعدات وشَّا مشققا من البرد
والقرد مهما تمدنِ بيبقى قرد
وبيضلّْ عاحِبِّ الأذى صحيان
طلعت براسو بدويسرقها
ولازم الليلي وحقّ خالقها
وصَّلْ عا تختا وراحْ يفحصها
شافِ الحلقْ عارقبتا غفيانْ
بحبشْ وفتشْ..تعبتْ عيونو
والعتمْ منو ضَّيعْ سكونو
شعَّلْ فتيلِ الغدر بظنونو
ولمعِ الدهب بالحلقْ
تحتْ الدانْ
عمْ تبتسم ْوالنومْ آخدها
وحدا الهنيِّي بسرّْ بسمتها
وصحيتْ عاإيدو ودمّْ دانتها
وسكينتوبتفرمْ بتاني دان
حطِّ الحلقْ وديناتا بالجيبي
وصوتِ العجوزْ ينادي ياربي
سكَّرلا تمَّا ومشَّى عارَّقبي
سكينتو المنشارها تلمانْ
من رَعبِتا وقعتْ عاأرضِ البيت
دوَّرْعليها وصبّ فوقا الزيتْ
زحفتْ ..
تخبِّت تحت فرْش التختْ
وهوِّي يحاولْ يسحبا غضبانْ
هو:تعي اطلعي
هي :مابدي هلَّق موت
اتركني حرام عليك ياكحتوتْ
هوي :راح احرقك والناس مابتفوت
عابيتك المليان بالفيرانْ
هي:فيران بيتي مابئذوني
وياما بليلِ الوحدي سلوني
لكن إيديك السودا دبحوني
إنت وحش ْمشْ من ضَهِرْ إنسانْ
فيرانْ بيتا لما سمعوها
ركضوا عا رجليها تايحموها
لكنْ يادلِّي دغري تركوها
لمَّا لقوا قدامهنْ ثعبانْ
هي:اعرفتك حَ دلِّ عليك كلِّ الناس
هو:راح قطِّعِكْ قبل الصبح بالفاس
ولك خافْ الله الشيبْ غطَّى الراسْ
هو:راح إصبغو منْ دمِّكِ البردان
هي:ياناسْ ..ياجيرانْ غيثوني
هالكلبْ هايشْ منُّو خبوني
هو:مابسمعوكي وانْ ماشافوني
بكرا بقولوا دابحينا الجانْ
هي:يكسِّر إيديكْ يعدِّمكْ حالك
إن شالله تعمى ويبكوا أحبابك
ياريتا إمك عوض ماتجيبك
ولدت بدالك كلبْ أوسعدانْ
رعَدْ وزَبَدْ وهاشْ متلْ الوَحش
وصارْ متلِ الدِّيبْ بينْ الطَّرْشْ
وهيي ياعيني عيونا صوبِ العرش
تصرخ تقللوا الرحمي يارحمانْ
شعَّلْ بتختا النارْ واغراضا
وضافيرها تخرمِشْ بجلادا
وزادا عليها بالرَّفسْ زادا
والنارْ بتزلغط بهالّدِخانْ
قبلْ الفجر مايشقشِقِ بوابو
هالنارْ عندا صَحِّتِ اهدابو
شمُّوا روايحْ حرقتا اصحابوا
وركضوا يطفو البيتْ هالجيران
مسكوه والدَّمَّاتْ عا إيدو
وعنقا العتيقْ مهرْهَرِ عْناقيدو
مدِّت إيداها بدمها تريدوا
وهنن يقولوا هالولدْ جهلانْ
بعدو زغيَّرْ ماطَبقْ عشرين
وعقلو بخضِّ شويِّ هالمسكينْ
ياناسْ صلُّوا عا الرسولِ الزِّان
صاروا الصّواصْ يدبحوا النسوانْ
حكموه ماحكموه مامنعرفْ
ومن حق هالحلقات راح يصرِفْ
وهيي يادلِّلي بعدْ بتخرِّفْ
وبتقول بدها البيت والخلانْ
لكْ يابشر هالبيت فيه السرْ
تربتْ بقلبو وياما داقتْ مُرّْ
وأرضو اللي كانت تفرشا بالصبرْ
بكيت عليها ونوَّحوا الحيطان
نيالها بتحبّ بيتا كتير
وياريتْ كل الناس متلا تصير
وهالحب مابيبقى عا طول زغير
بس الجفا من طبع هالإنسانْ
شعر
بنت البحر
يكفيكم فخراً فأحمد منكم***وكفى به نسباً لعزِّ المؤمن