رفت أهدابه الطويلة رفيفا سريعا .ثم استدار ناحية البيت و مضى الى
غرفته الصغيرة بامتعاض ....لا يستطيع دفن جراحاته ليخرج نفسه من أحزانه ، غاب الفرح عن قلبه ساكنا في نبض موجه....من ذلك الصخر الادمي شربت الارض ، شربت الارض من دمه ودمعه حتى الثمالة ، فاشتبكت ذرات التراب بتفاصيل جسده الصغير وضاعت ملامحه فيه ، حتى صار التراب اطارا لصورة وجهه.... ولازلت لا أريد له أن يموت ذلك الذي يلوك تشرده الطويل وفي ارتعاشات أنامله المصهورة داخل خنادق الاحزان يقبل سفره المحظور ويمنح روحه الغريبة بواخر الاحلام ، يمنحها سماءً رحبة تشرق فوق كتفيه تصطدم بلا شيء صلب ،لتسقط في عينيه فتأسرهما بدل لحظات التأمل الدامعة وهو يقبض على سويعات عمره الطويلة يمنعها من الهرب قبل أن يحيا مرةً أخرى.....