أتؤمن أنّ الكلام ..
يضيّع ما قد نحسّ
و ما لا نحسّ...
و أنّ الحروف...
تعوق المشاعر
تغدو ستارا
و أنّ اللّغات...
تصير بعجز الحجارهْ
بصمت الحجارهْ
و تخرس فينا العبارهْ
و أنّ النّقاط...
لوصف الّذي يعترينا
تُشلّ
و تغدو بحورك يا شعر
قفرا يبابا .....
تملّ .. تفاعيلك أن يعاب عليها
اجترار المعاني..
و قد ذكر الشّعر...
كلّ المعاني
و أنّيَ إذ أتطفّل...
يضيق الكلام
رجوتك...
دعني أحبّك
دون كلام
.......
......
فأنت
بواد...
و إنّي
...بوادي
و رغم البعاد... تظلّ بقربي
...تظلّ بقلبي
يظلّ عبيرك يغزو ... فؤادي
و أحتار
كيف يقول القدامى
بأنّ البعيد عن العين
دوما
يكون عن القلب أبعد؟؟
و حبّك أوحد..
برغم الّذي
قد يُشاع ...
بأنّ الهوى يتجدّد
....فحين يصير خيالك منّي
و روحك ...
تسري بجسمي
لتقرأ شعرا تغنّي
....تحلّق روحي ..
بأعلى الأعالي
لتلقى الإله.....سعيدة
فأنت الّذي
قد خُلقت بروح
و إنّي بروح
نصير سويّا... بروح وحيدة
فأنت قصيّ
و إنّي قصيّهْ
و لكنّك.. إذ تتنفّس
.................يردّ الزّفير إليّ
و إذ تتنهّد....
يصير وجيب فؤادك
من رئتيّ
و إذ تتألّم...
إذ تتألّم...
إذ تتألّم
تضيع البدايات منّي
تتوه المسالك عنّي
و أشعر أنّي....
وحيدة.. شريدة
و أبكي لأنّي
وددت
لحضني اتّساع البحور
و لطف النّسيم
ليحضن منك الفؤاد الكليم
و يستلّ منه الشّعور
بإحساس ضيق
يفيض الألم
و أبكي لأنّي
أردت لكفّي...
امتداد الفضاء
ليلمس منك الجبين
بكلّ حنوّ
كإحساس أمّ
و أتلو قصار السّور
و إنّي أكيدة...
يروح الألم
.....
و إذ تتكلّم
أجمّع درّ حروفك
عقدا
يحيط بجيديَ
قيدا
يحيط برسغي
و خاصرتيّ...
....
تقول كلاما رقيقا
كهمس النّجوم...
لضوء القمر
كبوح الفراش ...
لعطر الزّهرْ
فتعلو الدّماء إلى ...وجنتيّ
و تسري بجسمي
ارتعاشة طير
من الرّأس ترنو
إلى أخمص قدميّ
.....و إذ تتبسّم.....
تُردّ الحياة لقلبي المتيّم
لقلبي المعنّى....
فيغدو ..هنيّا
و حبّك..
يعني
الرّحيل إليك
بغير زمان..
بغير مكان..
بغير قيود
فأبحر في حبّك كلّ يوم
سبعين عاما..
سبعين ميلا
و أشهد
أنّ زماني بحبّك..
كان قليلا..
كان بخيلا جحود..
...
خلت بأنّ هواك يصير رمادا
فزاد اتّقادا
.......و ناجيت ربّي..
بسرّي..و جهري
لأنسى...
فصار دعائي
ذريعهْ..لأذكر
و صارت صَلاتي
تقوّي صِلاتي
و صرت شريعهْ.