أنـــا والهاتف
على غير العادة يزداد رنين الهاتف باكرا مستغلا نور الصباح البكر ، سرت في وجداني قشعريرة لم أدر سببها إلا هذا الرنين ،أبدأ خطوات مثقلة باتجاه السماعة ،أمسكتها بيدي قلقي فوجدتها نارا تلسع كف شرودي، نفضتها بسرعة ، يا إلهي ،........ وصرت بين تخمين وشك وحدس يقين ,أسئلة تضرب أخماس التوقع بأسداس الفرضيات لا تستقر على جواب إلا وراءه قرار مخالف هبوطا ، ...........ضغط الرنين يزداد إصرارا ليطبع في مسامع ضياعي أمرا ........... أعرف أنه لا يطاق سماعا ، لأنه لم يأت بخير ..... رؤية كئيب ، فقد رأيت الأحلام تراود فتاها مقنعة بسفور التحدي .
لن أرد على الهاتف . قرار لا رجعة عنه ، سأجعلك تتفجر غيظا ، لن تجد مني أذن إصغاء ، لكن الواقع أنا من ينفجر فقد ملئت كنانة الصبر بأعواد الضجر ، ولم يبق لدي زاد رحلة التأني ، يا لك من صباح شؤم ، أعي الحقيقة ................يا ترى ، ..............لست أدري ؟
يزداد إلحاح الهاتف ، ورنينه يجتاح صمت الكآبة الضارب خيمة الأسى فوق ربوع خيال يشد حبال الشك إلى أعماق اليقين .................... الهاتف لن يجلب خيرا .
قلت لك لن أساوم على مبدأ رسمته ...... ندا بك سأظل أراقب حتى تتطاير قطعا , ها ...لا الحل موجود ، سأحطمك ، وأرى بعدها إن كنت تقدر على استفزازي ، خذ ، يمسك بيديه الجهاز فتنزلق السماعة أرضا تتأرجح كرقاص ساعة الهجرة ، بين ضلوعه يحس بألم شديد يصارعه شوق فضول لمعرفة الآتي حتى لو كان شرا مستطيرا ، يسمع أنين رجاء يتهافت عبر أسلاك البعد وبوح شكوى / محمد / محمد / هلو / يا ألهي يا رب من ,,,,,,,,,,,؟
أنت ِ ؟ ها ........ ما بك ؟ لم تجيبي ؟ هيا .....هلووووووووووو
ردي ، تكلمي .......... لا لا ,,,, يمكن المكر بدا ينسج خيوطه لا بد من أمر وقع ، الآن كانت تستنجد بقشة إجابة ثم تنسحب لماذا ؟ في الأمر شك قلنا ذلك الشك موجود ، فيه أخبار تعس ، ونحس ، أين أنتِ ....... يا ..الغرابة كأني أعرف من تتكلم ، لكن لم َ أنا مصر على أن المتحدثة أنثى ، لست أدري . الصوت والنحيب ، والشكوى ، قرائن تدل على أنوثة المستغيث ، لا لا شك إني أهذي ولكني أضرب خيول اليقين بسوط الحقيقة ,,, من ..........أنها المتصلة .......يمكن أن تكون .......... هذا صحيح هي .. فاجأتها باسم ........ أعرضت وفضلت الرحيل ... لا لا يمكن لأنها في هذا اليوم في الدوام ولا يسمح لها باستخدام الهاتف .......... بل هي . هي ... سأكلمها ...... يدير نظارته مستعدا لوضع الرمي بسهام أحداقه الثكلى راجيا العودة لشباب أو نصف كهولة بصر من خلال النظر من مرايا أمس عدساته ، يفتح مذكرته اسم .......... لآ ............. لا ...... النسيان لم يترك لي بقعة أمل خط بميسم الفناء كل جارحة وإحساس ، تبا للعمر بعد الشباب ، لا فأنا شاب هكذا قالت لي : أمس ، فعلا شباب ، شباب يا للكلمة تطل برأسها خجلة بين ثنايا الوداع ، كما ترين حبيبتي شباب شباب ، هذا الرقم سأحدثها بكل شيء ، بما يليق بجميلة ، متدثرة بحلباب السباق بين مضارب الهوى .
الهوى ، كم هو غبائي ، يا االله كلمة جميلة .
هلوووووووو / مرحبا ، صباح الخير
صباح الخير جدي ؟ جدك كأنها تعرفني ؟
من ؟
أنت من تريد
أريد .....
الرقم خطأ
خطا ربما نقلته خطا
حظي تعس ، بئس القرين هذا الصباح
سأعيد الرقم مرة ثانية
الووووووووو
من ؟ ماذا تقولين أنا خرف ؟
لماذا القسوة أردت الآنسة .......
ليست موجودة .....ولا تعرفينها ؟
إذا ماذا ؟
الحيرة والغضب يحرقان أعصابي ، لكن أين الأعصاب هل بقي لدي أعصاب ؟
كن مكانك أيها اللعين .
أتوقع من اتصلت الآنسة ........ ممكن وهذا يؤكد توقعي .... لا ليست هي فهي الآن تخلد بين ذراعي النوم ، البارحة كانت مناوبة في العمل ...
هذه حيرة ... لن أستقر على طريق يقين ، أو أتنفس نسيم الصحة هذا اليوم بدايته قلقة كئيبة .
ماذا الهاتف يرن : هالوووووووووووووو
نعم هلووووووووووو.
من ؟ ولم البكاء صوتك يخنق مشاعري ، قولي
تكلمي ما بك ، سيدتي ، هل بك مكروه أو ألم بك شر ؟
لم العذاب قد عرفتك ِ أعلم أنك خجلة .
هاااااااا
ضحكة عالية
تضحكين علي ؟ يااااااااا
نوبة السعال تفضح سني .
أين أنا ؟ أين أنا ما هذا المكان ؟ أحمد ولدي .........
أين أنا ؟ أول مرة أرى هذا . والمعلق بساعدي ما هو ؟ يا ااااااااااااا ناس
كأني في المستشفى ؟
وهذا وذاك كلهم لا يجيبون ا لماذا ؟ ماذا أصابهم ؟ أراهم يحدقون بي ، كأنهم ليسوا بشرا لست أدري أفضل كلمة قلتها يا محمد لست تدري .
خيال شاعر أم حكمة مجنون ؟ لست أدري .
لكني أدري بأني أدري أنني لست ادري .
وهذا بداية رحلة الشفاء من الضياع، أين الهاتف والحوريات ليلا ، و الزمن يزحف نحو المغيب ، وكل شيء يوحي بالجنون . لست أدري
هل تدري أين أنا ؟ إن كنت تدري فقل إني في مشفى أمراض العشق
وكل يتلهى بجملتي 0 لست أدري0
.