|
أفدي أمير القوافي في تجليه |
لله في النفس ما أحلى قوافيه |
عفّ اللسان كريم الخلق ما فتئت |
أخلاقُه منبئاتٍ عن معاليه |
إن كان مرجعنا للشرع عندئذ |
نعم اختلاف لما تعني مراميه |
أخي الحبيب وعندي من محبته |
تزايدٌ دائمٌ حتى ألاقيه |
في دولة الدين لا في زعم من زعموا |
دين الدويلاتِ تقصيه وتدنيه |
أو يسبق الموتُ، ندعوه الله رحمته |
ونعم بالله لا يرتدّ راجيه |
إن العواطف دون الفكر مهلكةٌ |
من يتبع الشرع لا يُخشى تردّيه |
|
|
أخي الحبيب :
أذكرك بما ورد على هذا الرابط:
https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ead.php?t=6908
قلت أنا:
" أساس البلاء هو القطرية والحدود. فكل فكر أو جماعة أو أفراد يقبلون بإطار القطرية لأنقسهم وجهدهم مأطورون به يحدهم سقفه الذي هو قدم القوة المهيمنة على ذلك القطر. يستوي في ذلك المرتبطون بقوى معينة والمخلصون المأطورون بالقطرية. مع وجود فارق في وصول ذلك السقف.
وخير مثال على ذلك قطرية فلسطين التي فبركها الإنجليز واليهود رحما لحمل إسرائيل ثم ميلادها كما أوضحت في الرابط الذي لا أمل من التذكير به:
http://hewar.khayma.com/showthread....%C3%E1%DD%C7%D9
فقد تفاوتت الحركات في ما سمي فلسطين من حركات قامت كما قال هاني الحسن عن حركته فتح في جريدة اليوم السابع في الثمانيات ( أنها تخوض معركة حياة أو موت من أجل تحضير الشعب الفلسطيني للتعايش مع إسرائيل منذ 1965 ) إلى حركات اتخذت الإسلام شعارا ومنطلقا مرورا بالقوميين والأمميين وكلهم عدا الحركة الأولى متناقضون ذاتيا بقبول رفع شعارات عابرة للحدود وقبول الائتطار بهذه الحدود في ذات الوقت.
وفي محصلة نصف قرن أضاعته الأمة نرى أن الفارق في المحصلة بين أصناف هؤلاء القطريين الوطنيين والقوميين والإسلاميين والأمميين محصور في سرعة التكيف مع السقف المتاح للقطرية تحت نعل حذاء القوة المهيمنة وإبتداع الفتاوى الوطنية والقومية والإسلامية والأممية المنظرة لذلك والمبررة له حسب لون كل فريق. وذلك منسجم مع إطار القطرية الذي ( في حالة قطرية فلسطين ) كانوا من خلاله يعملون ضد إسرائيل ويتعاونون مع النظام العربي الحامي لإسرائيل وأجهزة مخابراته. ( في سبيل تحرير فلسطين !!!!!!!!!!!! أما كيف فتلك فلسفة القطرية التي تنطلق لتحرير فلسطين احتراما لمرجعية حدود سايكس بيكو، وليتهم ظلوا على تلك المرجعية فقد تدحرجوا إلى مرجعية رابين-عرفات ثم إلى مرجعية بيلين - عباس ولا زال التدرحج مستمرا دون تنازل عن الثوابت بطبيعة الحال)
فكلهم الآن - مع تمسكهم بالثوابت المقدسة ودماء الشهداء - مجمعون على الاعتراف بإسرائيل وليراجع من شاء سرعة تساقط هذه الأصناف من القطريين واختلاف أطياف تنظيراتهم وفتاواهم في تحليل منشورر الطيف القطري.
وما يصدق على قطرية فلسطين التي ما زالت في طور عملية الاغتصاب الفكري والسياسي ينطبق على سواها من القطريات التي سبقتها إليه ثم أتيح لها من الوقت كسوة سوأتها بملابس شفافة من الجيوش والبرلمانات والوزارات والهياكل التي وإن سترت بعض العورة عن العيون العمشاء إلا أنها لا تخفي ما تواصل هذه القطريات وضعه نتيجة سفاحها مع مغتصبيها من توائم القهر والظلم والجرائم والتخلف وإضاعة الأمة والمصائب .
إن النهضة بالأمة تقتضي التصدي لأصل الداء فيها وهو هذه القطريات والحدود التي قامت على أنقاض دولة الخلافة لتمنع نهضة الأمة ولتكرسها مستعمرات مــــســـــتــــــقــــــ لــــــة الظاهر للكافر المستعمر.
وكل من عمل من منطلق إعطاء الشرعية لهذه الحدود فهو حام لها معرقل لنهضة الأمة."
وكان ردك :
" صدقت أخي.
إن العمل على تكريس التأطير القطري وأقناع كل فصيل بأنه مستقل ، وبأنه حر في اختيار منهجه وتوجهاته وأولوياته ، وبأن وطنك وأرضك وحدودك هو ما رسمته يد سايكس بيكو الغادرة ولا تكلف إلا الدفاع عنها وبشروط. إنها بالفعل تجسيد لما أشيع من نظرية فرق تسد بحيث بات الشعب الملسم والشعب العربي شعوباً وقبائل كل منشغل بنفسه عن نفسه وخادم لتلك السياسات الاستعمارية. ولعل أسوأ ما في هذه القطريات هو بداية الحس العدائي بين مواطني تلك الأقطار المرسومة والحدود الموصومة واتهام كل طرف لآخر بالتقصير والتباهي بينهما بالتحرير والتطوير.
كنت أتحدث في أحد الاجتماعات مع البعض فأثار بعض السويديون قضية الانتخابات العراقية فانطلق بعض العراقيين في مدح ذلك والتأكيد على جدواه ونجاحه ، وأسهبوا في ذلك حتى أثار ذلك حفيظتي فرددت عليهم مفنداً حتى بدأ السويديون الذين يتابعون الحوار يقتنعون بما أسوق فإذا بأحدهم يقول لي بغضب ظاهر وتشف واضح: العراق بلدنا نحن ولا علاقة لك به ... إذهب و"اقدروا" على اليهود في بلدكم ثم تعال وتحدث عن بلدنا. صمت لبرهة وصمت الجميع ثم رددت: العراق بلدي لا بلدك كما فلسطين لا أميز بينهما ولا يميز كل حر شريف. أأنت من .... ؟؟ قال مرتبكاً: لا لا ، أنا من .......... قلت له: تكذب ، وما أراك إلا ممن أزعم. فألجم وحمر وجهه.
إن سبيلنا الذي يحررنا من قيود أنفسنا وأغلال ضعفنا هو التوحد والتآخي بما شرع الله لعباده وبأقامة دولة الخلافة التي تجمع القلوب والعقول وتعيد العزة والمنعة والشموخ لهذه الأمة.
تحياتي وتقديري "
فماذا تغير حتى غيرت موقفك 180 درجة ؟.
وهل مرجعنا الإسلام أم الإسلاميون ؟
إن التشابه في مواقف كل القطريين على شتى أطيافهم وأيديولوجياتهم واضح. خذوا القطريين الوطنيين فعد أن كانت ثوابتهم حيفا ويافا وفلسطين من النهر على البحر أصبح ثابتهم الوحيد السلطة الوطنية الفلسطينية التي ضحوا من أجلها بفلسطين.
وها نحن نرى القطريين الإسلاميين يضحون ( بماذا ) في سبيل الحركة ؟ والحبل على الجرار وسترى.
علم الرسول أصحابه أن يكون مرجعهم الشرع حتى بلغ من تشربهم لذلك أن يسألوه عليه السلام عن بعض مواقفه أهي من الوحي أو من الرأي والحرب والمكيدة. فإن كان ذلك الرأي أبدوا ما عندهم.
والسؤال : هل مدح الحكام على لسان الزهار فوق رأي الرسول عليه السلام ؟
إذا كانت القطرية خطأ فيما يتعلق بأي بلد عربي فهي في ما يخص فلسطين جريمة.
هل القطرية والعلمانية حرام على العلمانيين والقوميين وحدهم، حلال على الإسلاميين ؟
هل القضية قضية الإسلام أم قضية الإسلاميين ؟
وصل الإسلاميون للحكم في تركيا تحت سيادة دستورها العلماني فهل أصبحت تركيا إسلامية ؟ كلا ، الإسلاميون خير خادم للعلمانية في تركيا
وصل الإسلاميون للحكم في غزة. فهل الأمر من ناحية شرعية يختلف عن وصولهم للحكم في تركيا؟
ألا تذكر عندما كان الأمر إسلاما جديا ما ذا حصل في الجزائر ؟
ثم هل يجوز لمسلم أن يحكم بموجب دستور علماني ؟ وما الفارق حينئذ بين إسلامي وعلماني ؟ طبعا كل هذا الحوار اختلافا أو اتفاقا ذو معنى بالنسبة لكيانات متهمة بأنها دول – وهي من هذه التهمة بريئة – أما في حال حال حال حال .............فلا حول ولا قوة إلا بالله.
وسؤال في أحسن الحالات :
هل الإطار لفكرنا وعملنا هو الإسلام وسائر القضايا ينبغي أن تلتزم إطاره وخاصة حينما يتعلق الأمر بمدح الأنظمة وتأييدها والتعاون مع مخابراتها حتى لو كان ذلك في سبيل تحرير فلسطين ، رغم فنطزية وعبثية واستحالة الأمر؟ أم أن الإطار هو مصلحة كل قطر على حدة بحيث يؤول الإسلام ليناسب أهواء أصحاب كل قضيه، فيكون عندئذ لا بأس من مصافحة الفلسطينيين لبوتين في سبيل فلسطين، ولا مانع من التنسيق مع أمريكا في احتلالها للعراق في سبيل إيران. وهكذا وهكذا
إيماننا يقتضي أن يكون الإسلام هو الإطار الذي ما كانت كل مصائب الأمة إلا بسبب انهيار دولته دولة الخلافة وإقامة أنظمة الكيانات لمنع عودة دولة الإسلام. وأي مخلص لقضية تخض جزءا من بلاد المسلمين لا يمكن في سبيل قضيته الجزئية أن يناقض الإسلام بأن يهادن ويصادق ويمدح ويتعاون مع من أقامهم الكافر حراسا لمصالحه وأولها دولة يهود ومن أقامهم سدودا في وجه عودة دولة الخلافة.
أستحلفك بالله أن تنحي الهوى وأن تنظر بعين الشرع والتجرد.
والله يهدينا جميعا سواء السبيل.