|
وَغَرَّدَتِ العَنَادِلُ فِيكِ وَاحِي |
فَأَثْمَلَنِي الغِنَاءُ بِغَيرِ رَاحِ |
وَأَزْهَرَتِ الحُرُوفُ عَلَى المَعَانِي |
فَأَخْجَلَتِ السَّوَاسِنَ وَالأَقَاحِي |
وَأَتْرَعَتِ المَشَاعِرُ كُلَّ حَاسٍ |
وَزَيَّنَتِ الجَوَاهِرُ كُلَّ سَاحِ |
وَعَانَقَتِ النُّفُوسُ مَعِ الأَمَانِي |
ذُرَى أَدَبٍ مِنَ النُّخَبِ الفِصَاحٍ |
تَجَلَّي المَهْرَجَانُ فَكَانَ عِيدًا |
وَجَلَّ الوَصْفُ عَنْ كُنْهِ انْشِرَاحِ |
كَأَنِّي إِذْ وَقَفْتُ أُسِرْتُ سِحْرًا |
بِلا قَيْدٍ فَلَمْ يُطْلَقْ سَرَاحِي |
وَأَنِّي حِينَ حَلَّقَتِ المَعَانِي |
أَحَلِّقُ فِي الفَضَاءِ بِلا جَنَاحِ |
أَلا يَا وَاحَةَ النُّجَبَاءِ طِيبِي |
فَنُورُكِ قَدْ تَأَلَّقَ فِي النَّوَاحِي |
كَأَنَّكِ فِي الزَّمَانِ ضِيَاءُ فَجْرٍ |
يُنَبِّئُ عَنْكِ مُبْتَسمُ الصَّبَاحِ |
فَمَا يُهْوَى سِوَاكِ لِقَولِ قَالٍ |
وَلا يُسْلَى هَوَاكِ لِلَحْيِ لاحِ |
تَجَمَّعَ فِيكِ أَهْلُ العَزْمِ تَسْعَى |
بِعَرْفِ الرُّوحِ لا صَرْفِ الرِّيَاحِ |
وَزَانَ الجَمْعَ مَنْقَبَةُ المَعَالِي |
تُنَادِي القَوْمَ حَيَّ عَلَى الفَلاحِ |
وَتَبْسُطُ بِالنَّدَى الأَنْقَى يَدَاهَا |
وَقَدْ قَبَضَتْ بِهِ أَيْدِي الشِّحَاحِ |
رِضَا الرَّحْمَنِ عَنْهَا قَدْ كَفَاهَا |
فَلَمْ تَطْمَعْ بِحَمْدٍ وَامْتِدَاحِ |
كَمَرْيَمَ أَنْجَبَتْ لِلكَوْنِ عِيْسَى |
بِتَقْوَى اللهِ لا شَبَقِ النِّكَاحِ |
وَقَدْ وَهَبَ السَّحَابُ قِرَابَ صِدْقٍ |
فَأَيْنَعَتِ الأَزَاهِرَ فِي البِطَاحِ |
وَلَمْ يَنْسَ المُرُوءَةَ أَهْلُ فَضْلٍ |
فَمَا بِخِلُوا بِجُهْدٍ وَاقْتِرَاحِ |
مُزَاحُهُمُ لِجَلْبِ الوُدِّ جَدٌّ |
وَجَدُّ الآخَرِينَ كَمَا المُزَاحِ |
وَحَرْفُهُمُ المُطَرَّزُ بِاللآلِي |
إِذَا مَا هَبَّ كَانَ كَمَا السِّلاحِ |
أَقَامُوا وَاحَةَ الحَقِّ احْتِسَابًا |
فَكَانُوا كَالهَوَاطِلِ فِي السَّمَاحِ |
هِيَ الوَطَنُ الجَلِيلُ بِلا حُدُودٍ |
هِيَ الحُلُمُ الجَمِيلُ بِلا جِرَاحِ |
هِيَ الأَمَلُ القَوِيمُ إِلَى عَلاء |
يُعِيدُ لأُمَّةٍ سُبُلَ الفَلاحِ |
لَكَمْ حَمَلَتْ ضَغَائِنُهُمْ عَلَيْهَا |
كَمَا حَمَلَ الرُّسُوبُ عَلَى النَّجَاحِ |
وَكَمْ نَبَحَتْ كِلابُ الحِقْدِ عَدْوًا |
وَهَلْ يَخْشَى الزَّئِيرُ مِنَ النُّبَاحِ |
وَأُخْوَةُ يُوسُفٍ غَارُوا فَكَادُوا |
فَيَا لِلذِّئْبِ مِنْ كَذِبٍ صُرَاحِ |
سَتُشْرِقُ شَمْسُ وَاحَتِنَا وَتَزْهُو |
بِمَا تَسْطِيعُ لِلقَدَرِ المُتَاحِ |
وَتَرْقَى بِالهُدَي وَتَفُوحُ عِطْرًا |
يُعَبِّقُ بِالعُلا ثَوْبَ الصَّلاحِ |