ما بالها الأقلام و الأوراق واجمة
و الحرف بينهما للصمت مُحتكـم
سكت الكلام..تعرّى من بلاغته
لا الفعل شاد لا المفعول مبتسـم
تاهت لعل و ليت في القواميس فـلا
حتى ستُلهمنا وحيَ الكتابـة لا
بحرٌ من الشعر أو فيءٌ من الكلَم
..........................
ما بالها حديقة النسرين عاتبة
شاخ الربيع بها لا عطر و لا نغم
تبكي الزهور و هل دمع الأريج يُرى
طلٌّ يسيل على البتْلات مُضطرم
و إني عجبت لأمر الطير يُفزعـه
فصل الرّحيل و ما ابتلّت جوانحه
هجر الأحبّة موت... و الجوى سقم
.............................
بوم جريح سلاه السرب من زمـن
هل يطلب البُرء من سار إلى العــدم
أو يطلب العيش من ماتت قريحته
حتى المنيّة عافتْ... أيَّ مُنتقَـم
ظهر حنته بنات الدهر من صغــر
بئس النّوائب لم ترأف بمن ظُلمـوا
قد تكْرع الويلَ يا من دهرك الخصَم
............................
حال الغريب و هذي الدار تعرفني
و البرعم الغضّ يأتيني فيبتسـم
كان القرنفل يلقاني فيحضنني
أمسى البنفسج بالأبواب مزدحـم
كان الصباح عند الفجر يوقظنـي
و الشمس تأتي لعندي فتعتصـم
سلّم على الدار إن سارت بك القـدم
............................
يا كم لهوت صغيرا في حدائقها
يا كم جلست تحت النّخل و الكـرم
يا كم شدوت مع الأطيار تحسبنـي
ترْبَ العنادل... نار و الألى علَم
يا كم سبحت مع الأنسام ترفعنـي
عند السحاب فأغدو البدر و النّجـمَ
و اليوم مالي ؟؟ كأني بالثرى بَـرمُ
..............................
حظي مع الدهر مثل الجذع إن جُـذر
يُلقى ظميئا بقلب النار يُلتَهَم
عينُ الزمان إذا شاءت تفرُّقنـا
قالت هو البيْن... أو من شاء ينتقم
يا للكرام... سقوني الهجر و ارتحلوا
قالوا تصبّرْ ... فقلت الحرُّ يفْتطم
ما الصبر شاف لأوجاعي فتلتئم
..........................
بنت الربيع... حزمت الروح راحلة
هل بعد روحين يحيا الجسم في الظُّلَــم
من علّم الأم و الرحمان بجّّلهـا؟؟
طبع القساة و منها العدل و الكـرم
يا كم بكيت كليما عند فرقتها
يا كم رجوت لمَ الأحلام تنهدم؟؟
اِبقيْ قليلا لعل العمر يبتسم
ابقيْ لعل عطور الودّ تفقـدك
ابقيْ كثيرا فإني بالهوى نَهـمُ
.......................
أمي الحبيبة و الأحباب تعرفها
أمي المُلاءة و الإسلام و القيَم
أمي الصّبور و ربّ الدار أودعها
قبل الرّحيل إلى مثواه مُدْلَهَـما
أبناء صانت و ذابت شمعة لهُمُـو
............................
من بعدك الشوق مثل النار يصهدني
أماه إني عليل شفّني السّقَــم
ما ذي الحياة و لا كفّ يطيّب لي
جرحي و إني نهلت الحزن و الكلَــمَ
ألهو و أضحك بين الناس هاربة
ًمنّي فأمسيت بالنّسيان متّهَمـاً
قد يرقص الديك عند الذّبْح من ألـم
...........
طال الفراق و ما اشتقتِ لمجلسنا
يا طيب تلك الأحاجي و الهوى حكَم
و مجلس الشاي و الأنس بلمّتنا
حيّيت يا موقد القلب الّذي عَتـم
أمّ الزمان ملاذ البائسيـن و لا
ردّتْ فقيرا أتى إلا إذا طَعـمَ
ظمآن أمي وددت الماء لا السّقم