|
قدْ حطَّ بي قدر الرحيم قضاءهُ |
فغدتْ محابر أحرفي تنهاني |
هذا مضاءُ اللهِ في كلِّ الورى |
ترحٌ و فرحٌ فانكسار جناني |
يومُ الفراقِ بدا كيومِ وديعةٍ |
ألقى لها الرحمانُ حبًا داني |
و أتى الرحيلُ فما لبثتُ لبرهةٍ |
تتوجعُ الكلماتُ من أحزاني |
يومُ الفراقِ بدا كيومِ صبيحةٍ |
فيه الأسى كأسًا أتى فسقاني |
يا أيها الغادي إلى من خلتهم |
عقدًا من الياقوتِ و المرجاني |
باللهِ بلغ من أحبُ وصايتي |
و أمددْ لهم كفي و شهدَ لساني |
و اسمِعْ قلوبهمُ التي خفقتْ لها |
كلُّ المكامنِ و انتشتْ ألحاني |
أني وهبتُ الحب جلَّ تولعي |
ما قد ذرأتُ إذا رخصتُ كياني |
و بذرتُ من حقلِ الوفاءِ بذورهُ |
و رويتُ بحرَ الشوقِ من وجداني |
و جعلتُ أنسامَ الصفاءِ هواءهُ |
و ظلالُ دوحٍ منه شادٍ داني |
و رميتُ من تيكَ الغصون ذبولها |
و كسرتُ شوكَ الصدِّ و الهجرانِ |
أقسمتُ حينًأ.. لا فراقَ يضمنا |
تطوى الليالي ما انطوى أيماني |
و إذا بلذعاتِ الشعورِ تذيقني |
من وجدِ أشواقي و من أشجاني |
أقبلتَ يا كفنَ الفراقِ و أقبلتْ |
معكَ النوائحُ دمعها قيعاني |
ما كنتُ يومَ الفقدِ إلا تــائهًا |
أرجو السكينةَ من فؤادٍ عاني |
آهٍ .. فراقُ الخلِّ هيّجَ خافقي |
أمسى كحلكِ الليلِ نزف بياني |
آهٍ .. فؤادي ظامئٌ من طولها |
شهر بدهر.. يا لطولِ زماني ! |
صبــّحتُها قُبــــَلاً تناشدُ ودّها |
أمسيتُ و الشفتانِ ترتعشاني |