قال
المُتلَمِّسُ
تُعيِّرني أمّي رجالٌ ولنْ تَرى أخَا كرَمٍ إلَّا بانْ يتكَرَّما
وَمَنْ يَكُ ذا عِرْضٍ كريمٍ فلَمْ يصُنْ لهُ حسَباً كانَ اللَئيمَ المُذَمَّما
وهلْ ليَ أمٌّ غيْرُها إنْ ترَكْتُها أبى اللهُ إلَّا أنْ أكُونَ لها ابْنَما
أَحارِثُ أنَّا لوْ تُساطُ دِماؤُنا تزايَلْنَ حَتَّى لا يَمَسَّ دمٌ دمَاً
أمُنْتقِلاً منْ نصْرٍ بُهْثَةَ خلْتَني إلاَّ إنَّني منْهُمْ وإنْ كنْتُ أيْنَمَا
إلَا إنَّنَي منْهُمْ وعِرْضيَ عرْضُهُمْ كَذى الأنْفِ يَحْمي أنْفَهُ أنْ يُصَلَّما
لذي الحِلْمِ قبْلَ اليْومِ ما تُقْرَعُ العصَا وما عُلِّم الإنسانُ إلَّا ليَعْلَما
فإنَّ نِصابي إنْ سأَلْتَ ومَنْصبي منَ الناسِ قوْمٌ يفْتِنُونَ المُزَنَّما
وكُنَّا إذَا الجبَّارُ صعَّرَ خدَّهُ أقمْنا لهُ منْ ميْلِهِ فتقَوَّما
فلَوْ غيْرُ أخْوالي أرادوا نقيصَتي جعَلْتُ لهُمْ فُوْقَ العرَانينِ مِيسَمَا
وما كنْتُ إلَّا مثْلَ قاطعِ كفِّهِ بكفٍّ لَهُ أخْرَى فأصبَحَ أجْذَما
فلمّا استَقادَ الكفَّ بالكفِّ لمْ يجِدْ لهُ دَرَكاً في أنْ تَبينَا فأحْجَما
فأَطْرقَ إطْراقَ الشُجاعِ ولوْ يرَى مُساغاً لنابيْهِ الشُجاعُ لَصَمَّمَا
إذا ما أديمُ القومِ أنهَجَهُ البِلَى تفرَّي ولَوْ كتَبْتَهُ وتخَرَّما
إذا لمْ يزَلْ حبْلُ القَرينَيْنِ يلْتوي فلا بُدَّ يوْماً للقُوى أنْ تُجَذَّما
وقدْ كنْتُ أرجُو أنْ أكونَ لخَلْفكُمْ زعيماً فَما أحرَزْتُ أنْ أتَكَلَّما
لاُ ورِثَ بعْدي سُنَّةً يُهْتدى بها وأجْلوَ عنْ ذي شُبْهَةٍ أَنْ يُفَهَّما
أرى عُصُماً في نصْرٍ بُهْثةَ دائِباً وتَعْذُلُني في نصْرِ زيدٍ فبِئْسَ مَا
قال
عَوْف بن عطيّة التيمي
هُما إبِلانِ فيهمَا ما علِمْتُمُ فأَدُّوهُما إنْ شئْتُمُ أَنْ نُسَالما
وإنْ شئْتُمُ ألْقَحْتمُ ونتَجْتُمُ وإنْ شئْتمُ عيناً بعَينٍ كمَا همَا
وإنْ كانَ عقْلاً فاعْقِلوا لأخِيكمُ بَناتِ المخاضِ والبكارَ المَقَاحِما
جزَيْتُ بني الأعْشَي مكانَ لبونِهِمْ كِرامَ المخَاضِ واللِقاحِ الرَوائما
مهاريسَ لا تشْكو الوُجومَ ولَوْ رَعَتْ جِمادَ خُفافٍ أوْ رعتْ ذا جُماجِما
وتشْربُ أسْآرَ الحياضِ تسُوفُها وإنْ وَرَدتْ ماءَ المُرَيْرةِ آجِماً
فمَنْ مُبْلغٌ تَيْماً علَى نأْي دارِها سَراتهُمُ والحاملينَ العَظائِما
عمِدْتُ لأمْرٍ يرْحَضُ الذمَّ عنْكمُ ويغْسلُ عنْ حُرِّ الأنُوفِ الخَواتما
أبى أكْلَ أسْتاهِ المغازلِ ذمَّني ولمَّا تكُنْ فيها الرِبابُ عماعِما
فأمَّا الدِقاقُ الأسْؤُقِ الضُلْعُ منْهُمُ فلسْتُ بهاجيهِمْ وإنْ كنتُ لَائِمَا
بوُدِّهمِ لا قرَّبَ الُله وُدَّهُمْ ولا زالَ مُعْطيهِمْ منَ الخيْرِ جازِمَا
ولكنَّني أهْجُو صَفِىَّ بْنَ ثابتٍ مثَبَّجَةً لاقتْ من الطيْرِ حائِما
وحِضْباً ظَؤُوراً جَوْبُهُ خُلَّةُ اسْتِها وصفْواءَ ريقَ فوْقَها الماءُ دائِما
قال
عمرو بن الأسود
ولقدْ أمرْتُ أخاكِ عمْراً أمْرَةً فعصَى وضيَّعَهُ بذاتِ العُجْرُمِ
فإذَا أمَرْتُكِ بعْدهَا فتَبَيَّني أوْ أقْدمي يومَ الكَرِيهَةِ مُقْدَمي
قال
أبو الفَضْل الكِناني
في حوْمةِ الموْتِ الَّتي لا تَشْتكي غَمَراتِها الأبْطالُ غيْرَ تغَمْغُمِ
وكأَنَّمَا أقْدامُهُمْ وأكُفُّهُمْ كرَبٌ تساقطَ منْ خليجٍٍ مُفْعمِ
لمَّا سَمِعْتُ نداءَ مُرَّةَ قدْ علَا وابْنَىْ ربيعةَ في الغُبارِ الأقْتمِ
ومحلّماً يمْشونَ تحْتَ لِوَائهمْ والموتُ تحْتَ لواءِ آلِ محَلِّمِ
وسمِعْتُ يشْكُرَ تدَّعي بحُبَيِّبٍ تحْتَ العَجاجةِ وهي تقْطُرُ بالدَّمِ
وحُبيِّبٌ يُزْجونَ كلَّ طِمِرَّةٍ ومنَ اللهازمِ سحْبُ غيْرِ مصَرَّمِ
والَجمْعُ منْ ذُهْلٍ كانَّ زُهَاءَهُمْ جُرْبُ الجِمالِ يقودُها ابْنَا شعْثَمِ
قذَفُوا الرماحَ وباشرُوا بنُحُورهمْ عنْدَ الضِرابِ بكُلِّ ليْثٍ ضْيغَمِ
والخيْلُ تضْبِرْنَ الخَبارَ عوابِساً وعلَى مناسجِها سبائِبُ منْ دمِ
لا يصْدقونَ عنِ الوغَى بخُدُودهمْ في كلِّ سابغَةٍ كلَوْنِ العِظْلِمِ
نجَّاكَ مُهْرُ ابْنَيْ حلَامٍ منْهُمُ حتَّى اتَّقيْتَ الموْتَ بابْنَيْ حِذْيَمِ
ودَعَا بَني أمِّ الرُواعِ فأقْبَلوا عنْدَ اللقاءِ بكُلِّ شاكٍ مُعْلَمِ
يمْشُونَ في حلَقِ الحديدِ كمَا مشَتْ أسُدُ الغَريفِ بكُلِّ نحْسٍ مُظْلِمِ
فنَجَوْتَ منْ أرْماحِهِمْ منْ بعْدِ ما جاشَتْ إليْكَ النفْسُ غيْرَ المَأْزِمِ
قال
مُهَلْهِل بنُ رَبِيعَة
يا حارِ لا تجهلْ على أشياخِنَا إنَّا ذَوُو السُوراتِ والأحْلامْ
مِنَّا إذَا بلغَ الصبيُّ فِطامَهُ سائِسُ الأُمُورِ وحارِبُ الأقوَامْ
قتلُوا كُليباً ثُمَّ قَالوا أربعُوا كذَبُوا ورَبِّ الحلِّ والإحْرامْ
حتَّى نُبيدَ قبيلةً وقبيلةً قهراً ونَفْلِقَ بالسيوفِ الهامْ
ويَقُمْنَ ربِّاتُ الخدُورِ حواسِراً يمسَحْنَ عرضَ ذوائِبِ الأيتامْ
قال
طَرِيفٌ العَنْبَري
أوْ كُلَّمَا وردتْ عُكاظَ قبيلَةٌ بعثُوا إليَّ رسُولَهُمْ يتوَسَّمُ
فتوسَّمُونِي إنَّني أنَا ذَاكُمُ شاكٍ سِلاحي في الحوادثِ مُعْلَمُ
تحتِي الأغرُّ وفوقَ جِلدِي نثرةٌ زَغْفٌ ترُدُّ السيفَ وهوَ مُثَلَّمُ
حوْلي فورِاسُ مِنْ أُسيْدٍ شِجْعَةٌ وإذَا غَضِبْتُ فَحَوْلَ بيتِي خَضَّمُ
ولِكُلِّ بكرِيٍَّ لَدَيَّ عداوَةٌ وأبُو ربيعةَ شانِئٌ ومَحَلِّمُ
قال
عَمْرُو بنُ حُيَىّ التغلبيّ
ولَقَدْ دعوتَ طَرِيفُ دعوةَ جاهلٍ سفَهاً وأنتَ بمنظرٍ لو تَعْلمُ
ولقيتَ حَيًّا في الحُرُوبِ محلُّهُمْ والجيشُ باسمِ أبيهِمُ يُستَهزَمُ
فإذَا دعَوْا بأبي رَبيعةَ أقبلُوا بكتائبٍ دونَ النساءِ تلمَّمُوا
فلقيتَ فيهمْ هانئاً وسلاحَهُ بطلاً إذَا هابَ الفوارِسُ يُقْدِمُ
سلَبُوكَ درعكَ والأغرَّ كليهِمَا وبنُوا اُسيْدٍ أسلَمُوكَ وخضَّمُ
قال
أبو دُواد الإيادي
منعَ النومَ مأوِىَ التهمامُ وجديرٌ بالهمِّ مَنْ لا ينامُ
مَنْ يَنَمْ ليلُهُ فَقَدْ أُعمِلَ اللي لُ وذُو البثِّ ساهِرٌ مُستَهامُ
هل ترَى مِنْ ظعائِنٍ باكِراتٍ كالعَدَوليِّ سيْرَهُنَّ انقِحامُ
واكناتٍ يَقضَمْنَ مِنْ قُضُبِ الضِرْ وِ ويُشفَى بدَلِّهِنَّ الهُيَامُ
وسبَتْنِي بناتُ نخلَةَ لوْ كُنْ تُ قرِيباً ألمَّ بيَّ التِمامُ
يكتَبِينَ الينجُوجَ في كبَّةِ المَشتَ ى وبُلْهٌ أحلامُهُنَّ وِسامُ
ويصُنَّ الوُجُوهَ في الميَسَنانِ ي كَمَا صانَ قرنَ شمسٍ غَمَامُ
وتراهُنَّ في الهوادِجِ كالغِزْ لانِ مَا إنْ ينالُهُنَّ السَهامُ
نَخَلاتٌ من نَخلِ بيسانَ أينع نَ جميعاً ونبتُهُنَّ تُؤَامُ
وتدَلَّتْ على مَنَاهِلِ بُردٍ وفُلَيجٌ مِنْ دُوِنَها وسَنَامُ
وأتَانِي تقحِيمُ كعبٍ لي المن طِقَ إنَّ النكيثَةَ الإقْحامُ
في نظامٍ ما كُنْتُ فيهِ فَلا يُح زنْكَ شيءٌ لكُلِّ حسناءَ ذَامُ
ولقدْ رابَني ابْنُ عمِّي كعبٌ إنَّهُ قدْ يرومُ ما لا يُرَامُ
غيرَ ذنبِ بني كنانَةَ منِّي إنْ أُفارِقْ فإنَّني مِجْذامُ
لا أعُدُّ الإقتارَ عُدْماً ولكنْ فَقْدُ مَنْ قدْ رُزِئُتُهُ الإعدامُ
مِنْ رجالٍ مِنَ الأقاربِ فادُوا مِنْ حُذاقٍ هُمُ الرُءوسُ العِظامُ
فهُمُ للملاينينَ أنَاةٌ وَعُرَامٌ إذَا يُرادُ العُرامُ
وسَماحٌ لَدَى السنينَ إذَا مَا قَحَطَ القَطرُ واستَقَلَّ الرِهامُ
ورجالٌ أبوهُمُ وأََبِي عم رٌو وكعبٌ بِيضُ الوُجُوهِ جِسامُ
وشبابٌ كأنَّهُمْ أسدُ غيلٍ خالَطَتْ فَرْدَ حدِّهِمْ أحلامُ
وكهُولٌ بنى لهُمْ أولُوهُمْ مَأثُراتٍ يَهابُها الأقوامُ
سُلِّطَ الدهرُ والمَنُونُ عليهِمْ فلَهُمْ في صَدَى المقابِرِ هامُ
وكذاكُمْ مَصِيرُ كُلِّ أُناسٍ سَوْفَ حَقاً تُبليهِمُ الأيّامُ
فعَلَى إثرهِمْ تُساقِطُ نفسي حَسَرَاتٍ وذِكرُهُمْ لي سَقامُ
إبلي الإبْلُ لايُحَوِّزها الرا عُونَ مَجُّ النَدَى علَيْها المُدَامُ
وتدَلَّتْ بهَا المَغَارِضُ فَوْقَ الأرضِ مَا إنْ يُقلُّهُنَّ العِظامُ
سمِنَتْ فاستَحَشَّ أكرُعُهَا لا النيُّ نيٌّ ولا السَنامُ سَنامُ
فإذَا أقبلَتْ تَقُولُ إكَامٌ مشرِفَاتٌ فوقَ الإكامِ إكامُ
وإذَا أعرَضَتْ تقُولُ قُصُورٌ مِنْ سماهِيجَ فوقَهَا آطامُ
وإذَا مَا فَجِئتَهَا بَطْنَ غيبٍ قُلتَ نَخْلٌ قدْ حَان مِنْها صِرامُ
وهي كالبيضِ في الأداحيِّ مَا يُو هَبُ منهَا لمُستنيمٍ عِصامُ
غيرَ مَا طيَّرَتْ بأوبارِها الفقرَةُ في حَيثُ يستَّهِلُّ الغَمامُ
فهي ما إنْ تُبِينُ عَنْ سنَدٍ أر عَنَ طَودٍ لِسِربِهِ قُدَّامُ
مُكْفَهِرٌ علَى حواجبِهِ يع رَقُ في جَمعِهِ الحَمِيسُ اللُهامُ
فارسٌ طارِدٌ وملتقِطٌ بِي ضاً وخَيلاً تعدُو وأُخرى صِيَامُ
قدْ براهُنَّ غِرَّةُ الصيدِ والأع داءُ حتَّى كأنَّهُنَّ جِلامُ
قد تَصَعْلَكْنَ في الربيعِ وقدْ ق رَّعَ جِلْدَ الفَرائِصِ الإقدامُ
جاذياتٌ على السنابِكِ قَدْ أفرَعَ هُنَّ الإسراجُ والإلجامُ
لَجِبٌ تُسمَعُ الصواهِلُ فيهِ وحنيِنُ اللقاحِ والإرزامُ
بِعُرىً دُونَهَا وتَقُرَنُ بالقي ظِ وقدْ دَلَّهَ الرِباعَ البُغَامُ
قال
خُفاف بن نُدْبَة
لْم تأخُذُونَ سلاحَهُ لقتالِهِ ولذَاكُمُ عندَ الإلهِ أثامُ
لا دِينُكُمْ ديني وَلا أنَا كافِرٌ حتَّى يزُولَ إلي الصراةِ شَمامُ
قال
سَوَّار بن المُضَرَّب
ألمْ ترَنِي وإنْ أُنبأتَ أنِّي طويْتُ الكشحَ عَنْ طلَبِ الغوانِي
أحبُّ عُمَانَ مِنْ حُبِّي سُليمى ومَا ظنِّي بِحُبِّ قُرَى عُمَانِ
علاقَةَ عاشقٍ وهواً مُتاحاً فمَا أنَا والهَوى مُتدانيانِ
تَذَكَّرْ مَا تَذَكَّرُ مِنْ سُليمى ولكِنَّ المزارَ بهَا نآنِي
فلا أنسَى ليالي بالكلندَى فنينَ وكُلُّ هذَا العيشِ فانِ
ويوماً بالمجازةِ يومَ صِدقٍ ويوماً بينَ ضنكَ وصومَحَانِ
ألا يا سَلْمَ سيِّدَةَ الغوانِي أمَا يُفدَي بأرضِكِ تلكَ عانِ
ومَا عانيكِ يا ابنةَ آلِ قيسٍ بمفحُوشٍ عليِهِ ولا مُهانِ
أِمنْ أهلِ النقَا طرقَتْ سُليمى طَريداً بينَ شنظَبَ والثمانِي
سرَى مِنْ ليلةٍ حتَّى إذَا مَا تَدَلَّي النجْمُ كالُأدُمِ المجانِ
رمَى بلدٌ بهِ بلداً فأضحَى بظمأَى الريحِ خاشعَةِ القِنَانِ
تمُوتُ بناتُ نيسَبِها ويعيِى عَلى رُكبانِها شُرُكُ المِتانِ
يُطوِّلُ عنُدَ رِكبَةِ أرحَبىٍ بعيدِ العَجبِ مِنْ طَرَفِ الجِرانِ
مطيَّةَ خائِفٍ ورجيعِ حاجٍّ سمُورَ الليلِ مُنطلِقَ اللَبانِ
قذيفَ تنائِفٍ غُبْرٍ وحاجٍ تقحَّمُ خائِفاً قحمَ الجَبانِ
كأنَّ يديهِ حينَ يُقالُ سيرُوا عَلَى مَتنِ التنُوفَةِ عَصبَتانِ
يقيسانِ الفلاةَ كَمَا تَعَالَّا خلِيعَا غايَةٍ يتبادرَانِ
كأنَّهُمَا إذَا حُثَّ المطايَا يَدَا يَسرِ المتاحَةِ مُستَعانِ
شبُوبَا الرَجْعِ مائِرَتَا الأعالي إذَا كَلَّ المَطيُّ سفيهَتَانِ
وهَادٍ شعشَعٌ هجمَتْ عليهِ تَوالٍ مَا يُرَى فيهَا تَوانِ
أعاذِِلَتَيَّ في سَلْمَى دَعَانِي فَإنِّي لا أُطاوِعُ مَنْ نَهانِي
ولَوْ أَنِّي أُطِيعُكُمَا بِسَلْمَى لَكُنْتُ كبَعْضِ مِنْ لا تُرْشِدَانِ
دَعَاني مِنْ أَذَاتِكُمَا ولكِنْ بذِكْرِ المَذْحجِيَّةِ عَلِّلَانِي
فإنَّ هَوايَ ما علِمَتْ سُليْمى يَمَانٍ إنَّ منْزِلَها يَمَان
تَكِلُّ الرِيحُ دُونَ بِلادِ سَلْمي ومِرباعِ المُنَوَّقَةِ الهِجانِ
بكُلِّ تَنُوفةٍ للرِّيحِ فيهَا خفيفٌ لا يُروعُ الترْبَ وانِ
إذَا ما المُسْنَفاتُ علَوْنَ منْها رُقاقاً أو سَماوةَ صَحْصَحانِ
يخِدْنَ كأنَّهنَّ بكُلِّ خَرْقٍ وإغْساءِ الظلامِ على رهانِ
وْإن غَوَّرْنَ هاجِرَةً بفَيْفٍ كاَنَّ سَرابَها قِطَعُ الدُخانِ
وضَعْنَ بهِ أجِنَّةَ مُجهضاتٍ وضَعْنَ لثالثٍ علَقاً وثانِ
وليلٍ فيهِ تَحْسبُ كلَّ نَجْمٍ يدُلُّكَ مِنْ خَصاصَةِ طَيْلسانِ
نعَشْتُ بهِ أزِمَّةَ طاوِياتٍ نوَاجٍ لا يُبِئْنَ علَى اكْتنانِ
تُثرْنَ عَوازِبَ الكُدْريِّ وهْناً كأنَّ فراخَها قُمْرُ الأَفاني
يَطَأْنَ خُدورَهُ متَسمِّعاتٍ علَى سُمْرٍ تَفُضُّ حَصَي المِتانِ
شَرِبْنَ جَميعَهُ حتَّى توَلَّى كمَا انكَبَّ المُعَبَّدُ للجِرانِ
وشَقَّ الصُبْحُ اُخرَى اللَيْلِ شقَّاً جِماعَ أغَرَّ مُنْقَطعِ العنانِ
ومَا سَلْمَى بسَيِّئَةِ المُحَيَّا ولا عَسْراءَ عاسِيةِ البَنانِ
ألَا قدْ هاجَني فازْدَدْتُ شَوْقاً بُكاءُ حَمَامتيْنِ تجَاوَبانِ
تنَادى الطائرانِ بِصُرْمِ سلْمى على غُصْنَيْنِ منْ غَرَبٍ وبانِ
فكأَنَ البانُ إنْ بانَتْ سُليْمى وبالغَرَبِ اغْتِرابٌ غَيْرُ دانِ
ولوْ سألَتْ سراةَ الحيِّ عنِّي عَلَى أنِّي تلَوَّنَ بي زَمانِي
لنبَّأهَا ذَوُو أحسابِ قومِي وأعدَائي فكُلٌّ قَدْ بَلاني
بدَفعِي الذَمَّ عَنْ حسبِي بمَالي وزَبُّوناتِ أشوَسَ تيَّحَانِ
وأنِّي لا أزالُ أخَا حِفاظٍ إذَا لَمْ أجنِ كُنْتُ مِجَنَّ جَانِ