قد جنّدوا الشيطان
أرض العروبة فلتدقّ طبولهم
تبقى على مَرّ الزمان منارا
ومحجّةً للسالكين دروبهم
نحو العلاء وكوكباً سيّارا
يا قدسُ تيهي فالملاحة كلّها
في صبحك الزاهي يشعّ جهارا
عمرٌ يمرُّ وفي جبينك موسم
أمسى على درب الخلود فَخارا
عمرٌ يمرُّ وفي حقولك موطن
من فيض حبك يسحر الاطيارا
عمرٌ يمرُّ وللجراح شموخها
نحو الشموس تجاوز الاقمارا
يا كعبة العشاق قلبي مغرمٌ
إني وحبّك لم أكن أتمارى
فجر الرؤى في مقلتيك حبيبتي
قبسٌ يشعُّ على الزمان نهارا
ياقُدسُ تيهي فالوجود مضمّخٌ
وجميل عطرك أفرح الأنهارا
تبقين تاجا للزمان مكلّلاً
بالغار دوماً عزّةً وَوَقارا
مذ أجمعوا أن تُستباح كرامتي
سرقوا بخبثٍ فجرك المعطارا
عاثوا بأرضك كي تهون عزيمتي
سرقوا الثمار وقطّعوا الأزهارا
تفنى النفوس وليس تُسلبُ حُرّةٌ
فلقد ورثنا الحبّ فيك شعارا
رسموا بأرضك للخراب خرائطاً
بل حاوطوك بظلمهم أسوارا
فليعلموا أنّ الزمان بغدرهم
ظلماً ( يزيد الظالمين خسارا )
مذ شوّهوا وجه الحقيقة جهرةً
بل أرهبوك فأنشبوا الأظفارا
الغدرُ فيهم شيمةٌ معروفةٌ
رضعوه ثدياٌ طافحاً مدرارا
قد جنّدوا الشيطان نحو طريقهم
تخذوه بين الغادرين مزارا
داسوا على صمت الدروب بحقدهم
بل ثبّتوه على التراب جدارا
تالله لن ترضى بذلك حُرّةٌ
أو ينتهي صرح الجدار نثارا
ستثور هذي الأرض عن طغيانهم
لهباً يفجِّرُ في الدنا إعصارا
في كفّ طفلٍ سامه من خسفهم
ذُلّ الخنوع ليدرء الأخطارا
درب التحرر دربنا وطريقنا
نحو الخلود عقيدةً وشعارا
لن نرتضي غير الصباح يضمّنا
نحو العلاء يوحّد الأمصارا