|
رَسَمَتْ رَسَمْتُ وَصَمْتُنَا نَجْوَى |
وَمَحَتْ مَحَوْتُ وَبَانَتِ الفَحْوَى |
وَتَضَوَّعَتْ أَنْفَاسُهَا أَرَجاً |
رَشَفَتْهُ أَنْفَاسِي وَهَلْ تَرَوَى؟ |
قَالَتْ وَقُلْتُ... وَلِلْهَوَى لُغَةٌ |
وَلْهَى تُذِيْبُ الغَيْمَ وَالصَّحْوَا |
وَشَكَتْ شَكَوْتُ... وَفِيْهِمَا امْتَزَجَتْ |
عَبَرَاتُنَا مَا أَجْمَلَ الشَّكْوَى! |
قَالَتْ أَنَا أَهْوَاكَ قُلْتُ أَنَا |
أَهْوَاكِ قَالَتْ أَيُّنَا أَقْوَى؟ |
فَشَقَقْتُ عَنْ صَدْرِي... فَبَادَرَنِي |
مِنْهَا سُؤَالٌ فَائِحُ النَّشْوَى |
لِمَ يَا حَبِيْبَ القَلْبِ؟ وَابْتَسَمَتْ |
وَتَنَهَّدَتْ فَضَمَمْتُهَا سَهْوَا |
فَاحْمَرَّ وَرْدُ خُدُوْدِهَا خَجَلاً |
وَانْسَابَ نَبْضُ فُؤَادِهَا شَدْوَا |
وَبِلَهْفَةٍ عَادَتْ تُسَائِلُنِي |
لِمَ يَا حَبِيْبَ القَلْبِ وَالسَّلْوَى؟ |
وَاللَّيْلُ يُصْغِي وَالنُّجُوْمُ دَنَتْ |
فِي خِلْسَةٍ تَسْتَعْذِبُ النَّجْوَى |
وَيَدُ النَّسِيْمِ تَغُوْصُ عَابِثَةً |
فِي شَعْرِهَا الغَافِي وَكَمْ أَغْوَى! |
وَمَسَحْتُ حِيْنَ أَجَبْتُ لَهْفَتَهَا |
لأُرِيْكِ مَنْ أَهْوَى وَكَمْ أَهْوَى! |
سَأَشُقُّ قَلْبِي... مَنْ سِوَاكِ بِهِ؟ |
لَكِ قَدْ أُعِدَّ حَبِيْبَتِي مَأْوَى |
ضَحِكَتْ وَأَغْرَقَتِ الـمَكَانَ سَنَا |
وَتَمَايَلَتْ أَهْدَابُهَا زَهْوَا |
فَإِذَا بِقَلْبِي كَالغَرِيْقِ هَوَىً |
لَمْ يَسْتَطِعْ عَوْماً وَلا عَدْوَا |
قَالَتْ أُصَدِّقُ... قُلْتُ أَنْتِ إِذَنْ |
أَقْوَى... فَقَالَتْ لا وَلَنْ أَقْوَى |
فَهَتَفَتُ بِالنَّجْمِ البَعِيْدِ أَلا |
فَاشْهَدْ فَعَنْكَ حَدِيْثُهَا يُرْوَى |
قَالَتْ وَقُلْتُ... وَلَمْ نَبُلَّ صَدَىً |
تَاللهِ مَا كَانَ الـهَوَى لَهْوَا |
وَانْسَلَّ طَيْفُ اللَّيْلِ مُنْسَرِباً |
وَخُيُوْطُ فَجْرٍ شَقَّتِ الرَّهْوَا |
رَحَلَتْ رَحَلْتُ وَعِطْرُ أَحْرُفِهَا |
فِي مَسْمَعِي يَبْتَزُّنِي شَجْوَا |
وَوَدِدْتُ لَوْ لَيْلُ الـهَوَى وَقَفَتْ |
سَاعَـاتُـهُ نَسْتَنْشِقُ الصَّفْوَا |
كُنَّا نَعِمْنَا بِالوَصَالِ دُجَىً |
وَبِهِ ضُحَىً سَيْفُ النَّوَى أَهْوَى |
لَبِسَتْهُ رُوْحِي لَوْعَةً وَجَوَىً |
وَتَسَاقَطَتْ فِي كَفِّهِ شِلْوَا |
شَتَّانَ إِنْ وَصَلَتْ وَإِنْ هَجَرَتْ |
لَكِنَّ قَلْبِي فِيْهِمَا يُكْوَى |
اللهَ كَمْ أَغْرَى الـهَوَى مُهَجاً |
وَأَذَاقَهَا مُرَّ الأَسَى حُلْوَا! |