انزع عنك قناعك المسرحيّ، و أعلن عن هويّتك الحقيقية...
مارس معي هواياتي الصغيرة...
استلق على الأرض، و دقق في السحب مليّا...
اختر صورة لك و أخرى لي،
كن معي طفلا......
لا تفكر في القيود، فالطفولة هي الحياة.....
كم جميل أن يبقى الإنسان طفلا،
يلهو بالخرز الملوّن، يلعب في برك الماء فيلطخ ثوبه بالطين،
تبلله حبيبات المطر فيعود إلى البيت كالفرخ الصغير يقطر ماء، و يلفه الدّفء من كل صوب....
إيـــــــــــــــــــــــ ــــــه ....... كم نحن في حاجة للدّفء...........
.................................................. ............................
انزع عنك رداءك الطبي، و قفازك الطبي و تعامل معي ببساطة،
أنا إنسانة تتحدى الأدوية و الأطباء و كلّ مكان يرتاده المغفّلون للتّداوي...
أتحدى المرض أيضا،
أمرض متى أشاء
و أشفى متى أشاء،
ترتفع حرارتي بإرادتي فأخفّضها بإرادي أيضا، دون استعمال أقراصك المهدّئة، المسكّنة....
لا أحب هذه الحبوب التي تتبرّعون بها للجرحى و لأسرى حروب أنتم من ابتدعها لتعرفوا عدد الأغبياء في العالم....
مللت العلب المغلقة، تباع علنا، مكدسة، في متناول البسطاء، البلهاء....
مللت الانتظار في طابور المرضى على باب عيادتك الحديديّ المحروس
بألف سجان و ألف جلاد و ألف مريض.... فحرّمت على نفسي المرض من يومها............
.................................................. .......................
اُترك كل أشيائك التي تجرّدت منها و تعال إليّ،
تعال يا قدري خارج دائرة الضوء، خارج حدود الزمان و المكان، هناك بعيدا عن أقبية الحريم و سوط السجان.....
تعال معي بعيدا عن البعد و تخطى صعاب الطريق، و وقاحات شرطة المرور،
اُعبر إلى شاطئ السلام، حيث لا تنام الطيور أبدا،
و تظل تشدو صباح مساء،
حيث الأشجار تزيد استطالة في اليوم بقدر فرحة الأطفال في العيد...
تعال نتمشى حافيين، نلامس الرمل المبلّل،
ما أعذب الرمل المبلّل تحت أقدامنا، يدغدغنا فيبعث فينا إحساسا بالانطلاق !!
......
تعال حيث لا تصفر أوراق الشجر، و لا تذبل أزهار و لا تُداس....
قم بكل مخالفات العالم و بكل جرائم الدنيا و الآخرة و تعال...
فقط ........ لنتكلــــــــــــــم........
لنداعب الحروف الأبجدية، و نحن نترشّف الشاي،
و ننعم بحلم وأدته السنون، بعد أن حنطته،
تعال لنعبّر، لنقول ، لنتكلم.
كم هو صعب أن يتكلم الإنسان!!!...................
خرافة حرية التعبير في أوطاننا..... و في أوطانهم...
وحدهم الأطفال يتكلمون و يبوحون و يشكون- ألم أقل من البدء أنني طفلة.....
.......
أأسكب لك الشاي ؟؟
لا تبحث عن ولاّعتك الفخمة سأشعل سيجارتك من لهيب أفكاري الطفلة ....
كأس الشاي في يد و السيجارة في الأخرى
و الدخان يتصاعد دوائر دوائر
و أنا بقربك
أنتظر الإذن لنتكلم.......
يحلو أن نلعب ببعض الأحرف،
فنداعب اللغة ،
.......
تعال نداعب اللغة قليلا، فنكسر الفاعل كسرا، نجره ذليلا خانعا.....
و نرفع المفعول رفعا يليق بمعاناته و صبره، فقد سئم من النصب.
تعال نكسّر بعض القواعد...
هل يجب أن نبتدعها لنعيش مقتدين بها، لاهثين خلفها، أأوجدناها لتُلغينا.؟؟.......
متى نتكلم؟؟
قبل الشاي أم بعده؟؟
و هذا الدخان الذي لف دماغي و تاه فيه بصري،
هل سيسمح لنا بأن نكون طفلين فعلا؟؟ ... هل سيكسّر القواعد
و يترك تاريخ الأطفال يبنى حرفا حرفا، و حلما حلما؟؟............
.................................................. ................................
.........................
نسيت أن الأطفال لا يشربون الشاي
و لا يدخنون
و لا يمكن أن يدخلوا التاريخ و لا ما قبل التاريخ بسهولة......
و نسيت أيضا أن الأطفال لا يُسمح لهم باللعب بالطين حتى لا يلوّثوا أيديهم الناصعة،
لا يُسمح لهم بالسير حفاة على رمال الشاطئ مخافة أن تُشعرهم بالاندفاع.
الخوف كل الخوف على الأطفال من تكسير القواعد، أو من تحدي الممنوعات .......
ماذا سنفعل إذا ؟؟
ما الحلّ و قد استحالت كل سجائرك الفاخرة إلى رماد؟؟.....
نعود كما كنا؟؟.....
تعود أنت إلى قفازك الطبي و مئزرك الطبي و نظاراتك الطبية،
و أعود أنا إلى كوكب المجانين
فأنثر جنوني في أرض البُلهاء أتفاعل مع أمثالي و أحلم بكون لا قواعد فيه و لا نواميس....
أعود إلى أحلامي البسيطة، الصغيرة لأنني لا أقدر إلا عليها.............
و نعتبر الأمر دعابة.......... مجرد......... دعابة...........................