مواقف كان للشعراء فيها دوراً مؤثراً عندما كان الشعر له مذاق عند الناس .
(1)
كان عامر الشعبى من فقهاء الشريعه ومن قضاة عبدالملك بن مروان الافذاذ فى عصره وذات مره احتكم إليه رجل وامرأته فحكم الشعبى للمرأة ...فقال الرجل فى ذلك شعراً يقول فيه:
فتن الشّعبى لمّــــــــا رفع الطرف إلـــــــيها
فتنته ببـــــــــــــنان وبخطُى حاجــــــبــيها
ومشت مشياً وئيداً ثم هزُت منكبـــــــــيها
قال للجلواز قرّبها واحضر شاهديــــــــها
فقضى جوراًعـلى الخصم ولم يقض عليها
فامر الشعبى بالرجل فعوقب ضرباً ولكن الابيات انتشرت كالنار فى الهشيم . وقد حكى الشعبى نفسه انه بينما كان يمر فى انحاء من البصره فإذا بفتاة تملآ جرتها وتتغنى " فتن الشعبى.......فتن الشعبى " ولا تستطيع اكمال البيت فقال لها الشعبى " فتن الشعبى لما رفع الطرف اليها" ففرحت به فرحاً شديداً وشكرته وانصرفت وهى تتغنى بالبيت .
ثم دخل على عبد الملك فما كاد يراه حتى ضحك وصاح " فتن الشعبى" ثم قال ماذا فعلت بالرجل قال الشعبى
أوجعته ضرباً.