|
يابدرُ أنتَ الرُّؤى والنورُ يابدرُ |
وأنتَ فينا بهاءٌ زانهُ البدرُ |
ما أخْضَلتْ روضةٌ رقّتْ نسائمُها |
إلاَّ وأنتَ بها الأزهارُ والعِطْرُ |
ماغرّدَ الطيرُ مشتاقاً على فَنَنٍ |
إلاّ وأنتَ لهُ الأنغامُ والذّكْرُ |
ياطيّبَ القلبِ جاءَ الشعرُ مُنْكسِراً |
والقلبُ يابدرُ في أحداقهِ شِعْرُ |
لسانُ شعريَ لم ينطقْ بمَلْحَمَةٍ |
أصابهُ العيُّ والإلجامُ والسّتْرُ |
بكَ الصفاءُ بعصرٍ ظلَّ صاحبُهُ |
يمورُ حقْداً بقلبٍ حفَّهُ الشَّرُّ |
ودّعتْ دنياكَ ماغرّتكَ فاتِنَةٌ |
في سجْفِ ليلٍ بهِ الإحسانُ والوترُ |
فَهَفْهَفتْ نسْمةُ الأسحارِ في دَعَةٍ |
وضوّعَ المسْكُ والريحانُ والسدْرُ |
ريانُ صبراً حمِامُ الموتِ مُنْتَظرٌ |
حتّى وإنْ طالتِ الأحقابُ والعُمرُ |
ريانُ والدُكَ المِفضالُ سيرتُهُ |
محمودةٌ خطّها من صدْقِهِ تِبْرُ |
ريانُ أنشِدْ بثغرِ الصبحِ أغنيَةً |
هوَ السّموقُ ففي بدرِ الذَُرا فخْرُ |
افخَرْ بهِ إنْ تباهى الناسُ في سَلَفٍ |
المرءُ يفنى ويبقى الحمْدُ والشّكْرُ |
واسلكْ طريقَ أبيكَ الحْرِّ إنَّ لهُ |
في قمةِ العزِّ مايسمو به الحرُّ |
بدرٌ تلألأَ لم تخبأْ مناقبُهُ |
حتّى وإنْ ضمَّهُ بعد الدُّنا قبرُ |
ماتَ الجوادُ وهاجَ القلبُ منْ حُرَقٍ |
والدمعُ يابدرُ منْ عينِ الورى نهْرُ |
رُحماكَ ربّاهُ في بدرٍ سريرتُهُ |
بيضاءُ بلّلَها في صبحنا قطرُ |
جفَّت منابعُ أشعاري فمعذِرَةً |
يابدرُ إنْ خانني التعبيرُ يابدرُ |