ابو حمدان في معرض الكتاب
كنت في معرض الكتاب الدولي في أرض المعارض بالقاهرة وتجولت في معظم الأجنحة وعند الظهيرة شعرت بالجوع والإرهاق فقررت الرجوع للبيت , وفجأة لمحت ( طابورا ) من الخلق واقفين أمام كشك صغير .... فذهبت لأخر الطابور ( لأني أحب النظام ) ولم أشأ مزاحمة أحد وسألت أخر الواقفين في الطابور عن سبب هذا الصف الطويل وقد كانت إمراة :
لماذا أنتم واقفون ؟؟؟؟
أجابت : لانهم بيوزعوا " رزنامات " للسنة الجديدة مجانا .....
أنا سمعت كلمة مجانا ولزقققققت ..( في الطابور طبعا مش في المرأة ) ولا زلت أذكر بأن هذه المرأة كانت تنظر خلفها – يعني تنظر لي - وتبتسم .. وأنا ياخذني العقل ويجيب ولولا فارق السن لظننت بأن المرأة وقعت في دباديبي ... ( من كثر حلاتي يعني )
كنت أشعر بالإرهاق يتزايد كل لحظة بينما أتقدم ببطء باتجاه الكشك وشعرت كأن الطابور يمتطي ظهر سلحفاة مخدرة , وكنت أعزي نفسي عن التعب كلما تذكرت بأن هذا العناء سيوصلني " للرزنامة المجانية " .
.. وهكذا مرت ساعتان إلى أن وصلت للكشك وما إن وصلت حتي أدخلت رأسي في الكشك فإذا برجل كبير في السن جالس بجوار مكتب وأمامه دفتر كبير متروس بالأعمدة والأسماء ( دفتره ذكَّرني بدفتر القمَّاشين اللي طوله ذراعان في 3 ذراريع ) ...
- السلام عليكم وكل عام و" سيادتك بخير يا باشا " .. أعطني الرزنامة لو سمحت !!
فقال لي رزنامة أيه يا خويا ؟؟؟؟.
فقلت الرزنامة المجانية اللي بتوزعوها ع الناس !!!
فقال:.. إنت بتستعبط والا بتستعبط ؟؟؟
الناس دول اللي إنت شايفهم في الطابور دول موظفين وبيوقعوا هنا لإنتهاء الدوام !
يا ذي الفشييييييييلة الأن بسسسسسسسس فهمت لماذا كانت المرأة تنظر لي وتبتسم .......
***********************
اللـــص!!
ذهبت لقسم الشرطة لأبلغ عن عدة سرقات تعرضت لها أنا وأسرتي فوجدت ضابطا جالسا على كرسي بجوار مكتب قديم .. ودار بيني وبينه هذا الحديث .
-: السلام عليكم سيدي
- وعليكم السلام .. ماذا تريد ؟
-: جئت سيدي لأبلغ عن عدة سرقات تعرضت لها منذ سنوات عديدة وإلى يومنا هذا ..
- خيرا .. تفضل وقل لي ما الذي سُرِقَ منك؟
-: يا سيدي .. لقد سُرقَ مني قوت أولادي .
- كيف ؟
- : لقد تقدمت لوظيفة مدرس وقدمت شهاداتي وكل أوراقي الثبوتية ولكنهم لم يقبلوني وقبلوا واحدا آخرا غيري , ثم قيل لي فيما بعد بأن الذي فاز بالوظيفة كانت يد والده ( طايله ) ..
وقد سُرقَ من جفنيَّ النوم ؟
- وكيف سُرِقَ النوم ؟
- : نعم سيدي صرت مذعورا من اليوم والغد بما سيحملانه لي من شقاء وعناء من أجل توفير لقمة العيش لي ولأولادي ..فلا في النهار أستقر ولا في الليل أهجع ..
وسُرِقَ مني مستقبلي ومستقبل أولادي .. وحريتي وحرية أولادي وكرامتي وكرامة أولادي بل وأمتي .. وأشياءٌ كثيرة جدا لو أردت أن أذكرها لضاق المقام بنا , ولما أسعفنا الوقت ..
- إنا لله وإنا إليه راجعون ..... ومن الذي سرقَ منكم كل هذه الأشياء ؟ وهل تستطيع التعرف على اللص إن رأيته أو رأيت صورته ؟
- : نعم سيدي , فأنا أعرفه بالتأكيد ..
- ها هي أمامك العشرات من الصور للمجرمين المسجلين لدينا فانظر ودقق ومحِّص , ودلنا على اللص من بينهم ..!!!!
- : اللص ليس بين هؤلاء سيدي ..
- ولكنك لم تنظر إلى الصور بعد ..
- : لا حاجة لي للنظر للصور سيدي فاللص الذي سرق مني كل شيء هو صاحب الصورة المعلقة في أعلى الجدار خلفكم سيدي ... نعم هو ورب الكعبة..
- هل جننت يا مواطن ؟ أتدري من هو صاحب هذه الصورة أيها الأحمق ؟ أتظنه هو اللص الذي جئت تشكوه ؟؟؟؟ .
- : نعم سيدي ...... أنه هو الذي سرقني.. وليس عندي أي شك في استدلالي عليه ... ولكن ..لم تقل لي سيدي ::: ما اسم صاحب هذه الصورة أطال الله ذيله ؟؟؟
*****************
بنربي زباين !!
منذ أكثر من ثلاث عشر سنة كنت أعيش في الإمارات وبالتحديد في أبو ظبي ( المفروض نحويا أقول في - أبي ظبي - لكني خفت ما أحد يندل عليها ) المهم .... كان عند العبد الفقير صالون به كراسي كنب قماش أصل لونه على ما أذكر بيج ولكنه تحول بفعل العوامل الجوية والأمطار الموسمية إلى اللون الرمادي .... وفكرت زوجنا المصوووووون أن نغسل القماش على البخار ( الكيماوي ) توفيرا للمصاريف لكي لا نشتري غيره وبالتالي تشتري هي بالبيزات شوية ذهب وخلقات ,
فاتصلت بعدة محلات لتنظيف الكنب وكأنها مناقصة ( مفتح وواعي من مبطي ) وكلهم طلبوا أجرا يفوق ما دفعته مهرا في أم العيال .. في النهاية اتصلت بمحل فأعطاني سعرا مخيفا من كثر ما هو رخيص .فاستغربت وقلت للرجل صاحب المحل ..بصراحة سعرك منخفض جدا جدا ..فما السبب ؟؟؟؟ ( أذكر أن هذا الشاب كان من مصر الحبيبة ) فقال لي بلهجة مصرية ( أصله إحنا يا سعادة الباشا بنربي زباين ) . ... ( المهم فرحتي صارت فرحتين .. باشا .. وسعر رخيص ) ..
فاتفقت معه على يوم معين ليأتي وينظف الكنب .... وفي اليوم المحدد جاء ومعه إثنان من الباتان* ( شكلهم ناسيين ينظفوا أثوابهم من العيد اللي فات ) ..
وبلشووووووا ينظفوا في الكنب ...نظفوا ثلاثة كراسي وقالوا بأنهم سوف يأتون لتنظيف الكرسي الرابع والأخير في اليوم التالي ..... وفي اليوم التالي إتصلت في المحل وقلت لهم أنا في البيت أنتظركم ... فقالوا لي بأنهم سيأتون بعد ساعة ..ولكنهم لم يأتوا .وفي اليوم الثالث نفس الشئ والرابع والخامس والأسبوع الاول والثاني والثالث ..... نسيت أن اقول لكم بأنني دفعت الأجرة كاملة للعمال منذ اليوم الأول خوفا من أن يتراجعوا في كلامهم ونسيت أيضا أن أقول بأن صاحب العمل ( أرباب مال أنا ) صار يشك بأني أكذب عليه من كثرة طلبي إذن من العمل لأجل الكنب ......ولحد الأن ..وبعد أكثر من 13 سنة لم يأتوا ...... ولكني الأن بسسسسس فهمت ماذا كان يعني ( المعلم ) عندما قال بأنه ( بيربي الزباين ) فأنا أشهد الله بأني تربيييييييت ... واللي ما قدر عليه أبي قدر عليه المعلم
*****************
رحنا وطي ( قصة ابن حمدان في جـــازان )
قبل عشرين سنة كنت أعمل كيميائي في مستشفى الملك فهد التخصصي في جازان ( وطبعا كان لي شعر وكنت شااااااااااب) واسمحول لي أن أذكر كل المواصفات لأنها تلزم للقصة فقد كانت ( عييوني زرقاء وشعري أشقر وبشرتي بيضاء ) أقوووووووول كانت...
بس مش هذا هو المهم ........
(( على فكره اليوم ما ظل حاجة من كل هالمواصفات - الله يرحم أيام زمان - فعيوني صار لونها بني , وشعر رأسي .. تعيش إنت ,, ولون بشرتي والله ما أدري وايش اقول )
المهم .......
هذا المستشفى كان يدار من قبل بعثة طبية دنمركية وكنت في أحد الأيام جالسا في غرفة من غرف المختبر مع زميل لي فلسطيني وكان شكله عربي ( وعععععععع ) أما أنا ( يا حليلي ) فكنت أشبه الدنمركيين ( أنخع ما حدن داري ) ..... وفجأة دخل علينا رجل شيبة سعودي وعندما رأني أنا وزميلي توجه مباشرة لصديقي لأنه إعتقد بأني دنمركي وقال له ...... تكفا يا دكتور أبغاك تسويلي هالتحاليل ....
فقال له زميلي ...... هذا هو المدير وهو الذي يقرر ( يعنيني أنا ويشير بيده اتجاهي ) ...... فقال له الرجل ..... يا أخي يلعن بوه هذا كافر وما أبيه ...
فضحكتُ وقلت للرجل .. الله يسامحك يا والدي , أنا كافر .....!!
فأندهش الرجل وحضنني وأخذ يستسمح في خاطري وصرنا بعدها أصحاب جدااااااا بأمارة أنه أتى بعد أسبوع ومعه كل الحموله عشان يعمل تحاليل عند صاحبه " اللي سب أبوه ."
لكن اللي باط كبدي هو ) أنه هذا الشيبة ما خلى من البزران اللي معه أحد الا وقال له :: ترى هذا هو يا وليدي اللي لعنت والديه )
*****************
مزين حارتنا
كان في قريتنا مزين واحد فقط , وكان متعودا أن يسأل " الزبون " قبل الحلاقة عن رغبته في " القَصّة " فيقول له الزبون بأن يقصِّر من هنا أو هنا أو يصفف له " الفورمة " التي يريدها ..
ومن ثم يبدأ المزين في العمل ويحلق للزبون بالطريقة التي أرادها هو لا الطريقة التي وصفها له الزبون ...
ومرة من المرات سألتُ المزين .. طالما أنتَ تحلق للزبون على طريقتك ولا تتبع رغبة الزبون مهما كانت .. فلماذا إذا تسأله ؟
فقال لي الحلاق : لا بد لي أن أسأل الزبون عن رأيه لكي يشعر بالراحة .
-
-
تركت ذلك المزين وقلت في نفسي : " لقد خالف هذا المزين الحكمة القائلة " ضع الرجل المناسب في المكان المناسب" فوالله مكانه المناسب هو رئاسة الجمهورية , فعلى الأقل فهو أكثر ديمقراطية من رئيسنا الذي يحلق لنا منذ سنوات عديدة – على مزاجه – وبدون أن يسالنا ولو مرة واحدة عن رأينا !!
وعطــر الله أنفاســكم!!
جمال حمدان