|
الـــحلـــــــــــــــــــم الأمريــكـــــــي |
القتلُ شَرْعِي وهَتْكُ العِرْضِ منْ شِيَمِي |
والبطشُ أصبحَ عنوانِي وتَرجمتِي |
وقدْ رفعتُ على أعلامِهِ عَلَمِي |
مالي عدوٌ سوى الإسلامِ يقلقني |
بينَ الفراتِ وشطِّ النيلِ والحَرَمِ |
أقضي حياتي على حقدٍ أُسَعِّرُهُ |
بينَ الحنايَا وعينُ الثأرِ لمْ تَنَمِ |
حتى تصيرَ ديارُ العُرْبِ لي سَكَناً |
والمسلمونَ ومنْ والاهُمُ خَدَمِي |
حتى تدنسَ خيلي وجهَ قبلتَهُمْ |
وتستقرَ على هاماتِهمْ قَدَمِي |
حتى أكونَ لهمْ في أرضهمْ وثناً |
لايرقبونَ سوى إطلالةِ الصَّنَمِ |
لا يكتبونَ سوى قولٍ يدغدغني |
وما أشاءُ وما أَهْوَى منَ النَّغَم |
فإنْ رأيتَ ملوكَ القومِ تَعْبُدُنِي |
والشعبَ يمرحُ في الأهواءِ كالنِّعَمِ |
مابينَ ماضٍ وصوتُ الزجرِ يُرْهِبُهُ |
ومنْ تذللََ بالأسواطِ واللُّجُمِ |
إذا رميتُ لهمْ بالذلِّ أَرْغِفَةً |
فلا تَفَكُّرَ في الأخلاقِ والقِيَمِ |
وأصبحَ الكونُ بالإرهابِ قبضتَنَا |
فقدْ تحققَ في آفاقِهمْ حُلُمِي |
لنْ أستريحَ وظلُّ الدينِ منتشرٌ |
ولمْ تهيمنْ على أفكارِهمْ نُظُمِي |
لنْ أستريحَ وفي أحيائِهمْ رَمَقٌ |
والعِزُّ يَخْفقُ بينَ السيفِ والقَلَمِ |
لنْ أستريحَ وفي الدنيا ذوو هِمَمٍ |
يستنهضونَ غفاةَ الناسِ بالهِمَمِ |
لنْ أستريحَ إذا لمْ يصبحُوا رِمَماً |
تُلاصِقُ الأرضَ بلْ أَدْنَى مِنَ الرِّمَمِ |
اليومَ جِئْنَا إلى بغدادَ نَسْكُنُهَا |
وبعدَ لأْيٍ إلى النيلينِ والهَرَمِ |
حتى تدوسَ خيولِي أرضَ مغربِهمْ |
وأنْ أُخَيِّمَ بينَ الركْنِ والحَرَمِ |
أجالدُ الكونَ بالإرهاب أرعبهُ |
حتى أكونَ ببطشي سيّدَ الأُمَمِ |
أرعى الخلائقَ في الدنيا وأَحْرُسُها |
منْ كلِّ سوءٍ رِعَاءَ الذئبِ للغَنَمِ |
أظلُّ أعبثُ فوقَ الأرضِ أُرْهِقُهَا |
بما أُهِيلُ على الأَحياءِ منْ حِمَمِ |
أَسْتَطْعِمُ الدَّمَ شَهْداً منْ جِرَاحِهمُ |
وما أُحَيْلاهُ منْ شَهْدٍ جَرَى بِدَمِ |
فما أُسَرُّ بأَمْنٍ في مساكِنِهمْ |
ولستُ أرضى لهمْ عيشاً بِلا أَلَمِ |
أهوى الحياةَ فأبنيها بِمَوتِهمُ |
وكمْ بنينَا على الأشلاءِ منْ قِمَمِ |
وكمْ عَهِدْنَا إلى جُرْحٍ لِنَنْكَأَهُ |
كيْ نستلذَّ بِجُرْحٍ غيرِ مُلْتَئِمِ |
حتى أظلَّ مدى الأحقابِ مُبْتَسِماً |
وحْدِي وغَيْرِي كئيبٌ غيرُ مُبْتَسِمِ |
إنَّ ابتسامةَ منْ في الأرضِ تُقْلِقُنِي |
وتجعلُ القلبَ موهوناً مِنَ السَّقَمِ |
سأصنعُ الموتَ كيْ تَفْنَى سُلالَتُهمْ |
وتستحيلَ حياةُ الخَلْْقِ لِلْعَدمِ |
إنِّي ولدتُ وفي كَفَّيَّ قنبلةٌ |
وقدْ جُبِلْتُ على الأحقادِ والنِّقَمِ |
حتى أبدلَ أفراحَ الأنامِ أَسَىً |
وأزرعُ الذعرَ بينَ الناسِ والبهمِ |
حتى أمزقَ أشلاءَ الورى مُزَعًا |
كأَنَّها اللحمُ منشوراً على الوَضَمِ |
لاأبقينَّ على ظهرِ الثرى فئةً |
إلا وأضحت بنا مقطوعةَ الرَّحِمِ |
هذي أمانيَ للأحفادِ أُورثُهَا |
ألاّ حياةَ لهارونٍ ومعتصمِ |
ألاَّ تظلَّ بظهرِ الأرضِ مُسْلِمَةٌ |
تمرغُ الأنفَ بالحصباءِ والرَّغَمِِ |
ألاَّ تُنَادِيَ بالتكبيرِ مِئْذَنَةٌ |
تدعو إلى اللهِ تشريعاً لِمُحْتَكِمِ |
عاهدتُ نَفْسِيَ عهْداً لسْتُ أُخْلِفهُ |
أنْ أستحلَّ ديارَ العُرْبِ والعَجَمِ |
أنْ أجعلَ الظُّلْمَ بينَ الناسِ مَحْكَمَةً |
وأنْ أُبَدِّلَ نورَ اللهِ بالظُّلَمِ |
فلا تظننَّ في قولي مُبَالغةً |
وفي الحوادثِ ما يُغْنِيكَ عنْ قَسَمِي |
أخوكم فارس عودة |
05/08/2003 |