أخي الحبيب خلدون المختار:
يسعدني أن أكون أول المارين على ضفاف عالمك الجميل ، ويسعدني أن أرحب بك في واحتك التي تسعد بأمثالك من المبدعين .
أما بخصوص نصك فإنني أراه بوحا واقعيا ، تعبر فيه عن مكنونات نفسك تجاه من تحب ، وأظن أن من المناسب أن أضع بعض الملحوظات التي قد تفيدك في نصوصك القادمة .
إن نصك ينتمي إلى جنس أدبي يدعى الخاطرة ، والخاطرة فن جديد تتبلور قيمه الفنية يوما بعد يوم ، وأجد بوحك هذا تشوبه الواقعية المفرطه ، وأقصد بها عدم جنوحك إلى الخيال الذي يجعل العمل الأدبي أكثر سموا ؛ولذا فإنني أنصحك بالمواءمة بين الصدق الواقعي الذي نلمحه في كل حرف من حروفك ، والصدق الفني الذي يسمو بمشاركاتك .
قد تقول إنك استخدمت الخيال في نصك . نعم لقد فعلت ، ولكنك كنت تقليديا في استخدامه ، وأمثلة ذلك كثيرة في نصك.
كانت ساعة اللقاء ليلة عيد وما أحلى حفيف الهمس الذي سكن أذني ذاك الذي كان على شفتيك كانت أنغام00 دعاء00 لمن كان يهواني وأهواه0 كانت قيثارة بها أستقبل خيوط فجر ندي 00 كانت قطوف من نجوم وكوكب كانت همسة جائرة وبسمة على الشفاه ساحرة00
لاحظ في المقطع السابق استعمالك لصيغة الخطاب بالمذكر في قولك ( ذاك الذي ...) ثم تكمل بصيغة المؤنث ( كانت قيثارة ) وهذا ضعف لابد من الانتباه إليه .
هناك بعض الهنات الكيبوردية:
- كانت أنغام : كانت أنغاما
- كانت قطوفا من نجوم وكواكب .
لم أستسغ قولك : ( كانت همسة جائرة ) ولاسيما أنك وصفت البسمة بعدها بالسحر ، لا أدري ربما يكون ثمة تناقضا بين الأمرين ؛ إلا إن كان لديك تفسير لذلك.
على أية حال إن ما قلته في نصك ، لا يعدو كونه رأي متذوق لنصك ، ومهتم به ، لما أجده فيه من بذور موهبة تستحق التقدير والإشادة .
لك حبي وتقديري مع الاعتذار عن التطفل .