حمائم مهاجرة
نفسُ المكان ....
والذكرياتُ هنا تطايرَ دفؤها
حولي فأيقظت الحنين
كانت لنا
في قاعة الندواتِ أشعارٌ طوالْ
وعلى بساطِ الحب ذوبها الهوى
فارتدت الأعمار تـُولد في الوصالْ
يا بحرُ هل لازلت تحفظ سرَّنا
والوعدَ يوم تداعت الأحلامُ كالعشب الظميءِ!!
كما الغريق يشدُّ أطياف النهارْ
أترى أتاك الحِبُّ قبلي وحدهُ
وعلى شواطئك الحزينةِ هل تذكر عهده؟
أترى نسي؟ أم ما يزالْ
يا بحرُ إنْ يوماً أتاكَ فقل له:
قلبي يمزقُه الحنين..
والنبضُ.. لا... لا ليس ذاك بنبضهِ
بل إنه جرحُ الليالي..والسنينْ..
.........
نفسُ المكانْ.. كنا هنا
والحلمُ عانق بالأماني صبحَنا
كنا نجود على الحياة بدفئِنا
نلقي بذورَ العشقِ في أرضِ المنى
تبتلُّ، تلبسُ من شذا نظراتنا
تخضرُّ، تطرحُ خبزنا
للناس قوتٌ غير أنّ بقوتنا
قبساً من الملكوت يسكن في جفون الياسمينْ
كبراعمِ الشوق التي تنمو بصدر العاشقينْ
كنا هنا..
غرقى بفيض النور
نرتشف العبيرَ
بلهفةٍ دهشى على ثغرِ الورودِ
وكانسيابِ الفجرِ كنا
كالضيا المهموسِ في حدقِ الوجودْ
وتناوبتْ فينا الليالي حصدها
فاستيقظ الحلم البريء
وحدائق النجوى تطاير همسُها
لما بدا لفحُ الطريقْ
وتبخرت منا الشموسُ مسافرةْ
فإذا بنا كحمائمٍ
لكنها أبداً ...
تظل مهاجرةْ