]
منْ خلف صقيع الحلم ، يذوب الوهم المتجمد – بدأت - تتهاوى نجومي من كبد سمائي ، السحب الباكية تنوح ، تصرخ ، كفاكِ انتظاراً ..!
لن تشرق تلك الشمس المرتقبة فتذيب الثلج المتراكم بثنايا حلمك ..!
بدأ قطاري يبطئ خطوه نحو الأمل المنشود ، ثم توقف فجأة ، أجلس خلف شباكه ..
ماذا أترقب ..؟ لا شيء .. أنتظر مجيء من لن يأتي ..! أتشوق إلى من لن يعرف شوقاً ... أحنُ ـ وحنيني قد صُلب أمامي ـ وهو ـ ينظر من الشباك نفسه ـ واجمٌ ـ كصلابتها ـ أقرأه وكأن زجاج جلده يفضحه ..!
أتساءل ..؟ ما ذنبه أن يشرب من الكأس نفسها ..؟ يترقب مثلي ، أواهٍ .... من الفرق بيننا ..
حلمي أنا موؤدٌ ، لا أمل يَنفخ فيه الروح ، أما حلمه فمستيقظ حيٌ بين خلاياه ..
أنظر إليهِ .... ينظر إليَّ ، من منا يشفق على الآخر ، القدم النائم ..؟! أم القدم المبتور ..؟؟!
كلٌ منا يحلم بالعدو ..
نظرات الشفقة تولد من رحم جفنيه .... تقتلني ، بسمة تخدير تنتحب تموت على عتبات شفاهه ..
نصل حاد تلعقني ألسنة بريقه ، أصرخ : ..
- فلتكمل حلمك .... إذهب أحييه ، أوقظه : لا تدفنه بأكفاني ، أحضرها ليكون حقيقة ..
- من قال : إني أريد الحلم ..؟
- إن لم تكن تريده .. أنا أريده ، أنتظر الحلم الآتي منكَ يداعب كل أشرعة أشواقي .
- هل ستبقي بجواري ..؟
- أين سأذهب ..؟ أنتَ كل حروف حواري ..
أدفعه دفعاً برغم النار ، برغم حرائق تنهش جوفي ، خليجي ، شطآني ..!
يذهب ؛ ليخنق طفلة قلبي ، يغتال بقسوة رقة وجداني ، يعزف لحناً قاتماً لونه ، يكتمل العزف ، قبل نهايته أصرخ ....
- سأرحل ، خناجر لحنك تطعن أذني ، قطعت صواوينها ..
- ألم تعديني بأن تبقي ..؟!
- نعم ....
- أنتِ من طلب ..!
- نعم طلبتُ ، لتنفد ، لكني لن ....