|
لالـن يموت |
جلَّ المُصَابُ فهَلَّ الدمعُ ينسكبُ |
منْ أرضِ غزةَ لمّا جاءنا خبرٌ |
باتتْ لهُ الأرضُ والأحياءُ تنتحبُ |
باتتْ لهُ الصّيدُ في غزه ملوعةً |
كأنَّ أدمعـَهَا منْ حِنْقِـهَا اللهَـبُ |
باتت له الأُسْدُ في القسّامِ زائرةً |
كَلْمَى تَئِنُّ وفي أنَّاتِهَا غَضَبُ |
ناديتُ حِبِّيَ إسماعيلَ هلْ سكنتْ |
منكَ الجوارحُ أمْ حلت بك النوبُ |
فلمْ يجبنِي ولمْ يحفلْ بِمَنْ سألوا |
وكيفَ ينطقُ منْ دارت به القطبُ |
وهلْ يجيبكَ منْ في اللهِ قدْ سُفِكَتْ |
منهُ الدماءُ وسالَ الجرحُ ينثعبُ؟! |
وكيفَ يحفلْ بي منْ نالَهُ شَرَفٌ |
ومنْ تَحَقَّقَ باستشهادهِ الأَرَبُ |
منْ باتَ ينعمُ بالفردوسِ يسكنُهَا |
بينَ الحِسَانِ وقصرٍ زانَهُ القَصَبُ |
إني رأيتكَ قبلَ الأمسِ مبتسماً |
أوقدْ عرفتَ بأنَّ الفوزَ يقتربُ؟! |
كأنَّ قلبِي- وقدْ قالوا أبو شَنَبٍ- |
أطلالُ قبرٍ عفتْ آثارَهُ الكَُربُ |
كأنّ عيني وقدْ فاضتْ بأدمعِهَا |
سيلٌ تَحَدَّرَ تُجْرِي دَفْقَهُ السّحُبُ |
منْ لي بصبرٍ يريحُ القلبَ يؤنسُهُ |
إنَّ الفؤادَ بنارِ البينِ يلتهبُ |
كمْ آلمتنَا سياطُ الغدرِ منْ زُمَرٍ |
مثلِ العقاربِ يحوي سمَّهَا الذنبُ |
قدْ أوجعتنَا بقتلِ الحِبِّ شرذمةٌ |
مِنَ الحثالةِ لاأصلٌ ولا حسبُ |
منْ نسلِ قردٍ بغيضٍ منتنٍ دنسٍ |
يَهْوَى القذارةَ ممسوخاً لهُ ذَنَبُ |
لا للأعاجمِ قدْ مُدَّتْ أواصرهُ |
ولا إلى العُرْبِ قدْ سامَى بهِ النسبُ |
مدّ العدوُّ أكفَ الشرِّ غادرةً |
إنّ اليهودَ إلى الحياتِ تنتسبُ |
هذي ثعالبُ إسرائيلَ قدْ وثبتْ |
في غفلةِ الليثِ كمْ منْ ثعلبٍ يثبُ |
فاليوم َيصلونَ ناراً فيحُهَا لَهَبٌ |
يشوي الوجوهَ ليُجْزَى القومُ مااكتسبوا |
نارٌ تلظتْ يُذِيبُ الصخرَ جاحمُهَا |
وَقُودُهَا الناسُ والأحجارُ والحَطَبُ |
يامنْ غدرتُمْ باسماعيلنا ارتقبوا |
يوماً تُرَجُّ لهُ الأغوارُ والنَقَبُ |
يوماً تظلُّ له الأقيالُ واجفةً |
ولاتقيها لهولِ العاصفِ الحُجُبُ |
يوماً تدكُّ حصونَ البغي دمدمةٌ |
ويُنْزَعُ الهامُ والأطرافُ والعصبُ |
يوماً تبيتُ له الأنذالُ صاغرةً |
تعفرُ الوجهَ يعلو هامَهَا الحَصَبُ |
فليرقبِ القومُ إعصاراً وزلزلةً |
إنّ الفرائصَ في يافا ستضطربُ |
غداً نزعزعُ أرضَ التلِّ نرجفُهَا |
وفوقَ عكا غداً تَسَّاقطُ الشُهُبُ |
لنْ يحلمَ القردُ بعدَ اليومِ في دَعَةٍ |
إلاّ تجلّى على أحلامِهِ الرُّعُبُ |
لنْ يصبحَ القومَ بعدَ اليومِ غيرُ أذَى |
مثلُ الصواعقِ منها يُقْذَفُ اللهبُ |
والممطراتُ لظى القسّامِ منهمراً |
الناسفاتُ وفيها يَكْمُنُ العَطَبُ |
سنجعلُ الأرضَ منْ حيفَا إلى صَفَدٍ |
بِما نُعِدُّ منَ الأشواظِ تنشعبُ |
هاقدْ غدرتمْ بليثٍ كانَ ذا شَنَبٍ |
لهُ مخالبُ في الذؤبانِ تنتشبُ |
فسوفَ يظهرُ منْ أمثالِهِ عددٌ |
ذوو نيوبٍ لها فَتْكٌ لها شَنَبُ |
لالنْ يموتَ وفينَا حبُّهُ شُعَلٌ |
يحي القلوبَ وفي الأرجاء ينسربُ |
لالنْ يموتَ وفينَا ذكرُهُ أبداً |
لا لنْ يموتَ وفينَا يصدحُ الأدبُ |
سيكتبُ الدهرُ والتاريخُ سيرتَهُ |
سِفْراً ترتلُهُ الأعصارُ والحِقَبُ |
سفرٌ أتمتْ يدُ الأقدارِ قصتَهُ |
الدرُّ صفحتُهُ وحبرُهُ الذَّهَبُ |
للهِ دركَ إسماعيلُ منْ بطلٍ |
رُمْتَ المَعَاليَ حتّى طالَكَ السَّبَبُ |
يامنْ بصبرا كتبتَ اليومَ ملحمةً |
بها تفاخرُ كلَّ العالمِ العربُ |
عشْ في الجنانِ فذاكَ الفوزُ ياأبَتِي |
منْ عانقَ الشُّمَّ لمْ يَشْمُتْ بِهِ تَرِبُ |