يدق الباب ثلاث دقات: بين كل اثنتين مسافة نبضتين من قلب يحب.. تدخل سلوى في يدها قطعة شكولاته اشترتْها فجاءت تقتسمُها مع أخيها المصلي.
وإذ تزوجت لم يعد يدق بابه.. كانت تحب البقاء إلى جانبه.. تَعَلَّمَ الرقصُ
حركاتِهِ من رَقْصَةِ وجهِهَا المَحْشُوِّ بالتََّعبِ اليوميِّ في عينيه! صار يُحِسُّ بسريرها
يحكي نومَتَهَا كقصة تجعله قرب خاتمتها يبكي..
لم تكن تثور إلا حيث هو، وهي لا تثور إلا في حديثها وحسبُ.. تثور على أبيها ولكن بينها وبين زيد المستثنى، وتثور على المُدَرِّسِ الذي اتَّهَمَهَا بسرقَةِ جزء من بحث الترقية والذي كَتَبَتْهُ له مجاملةً.. ولكن بينها وبين زيد..
تُحَدِّثُهُ عن خطيبها.. وقَلَقِها من الزواج ومسئوليَّاتِهِ.. كيف يكتب عليها أن تصحو ذات يوم مبكراً.. فَتَتْعَبَ كصاحباتها المتزوِّجات. فإن تذكَّرت حال صاحبتها التي حصلتْ على الدّبلومِ ولم تتزوّج حتى الآن..
ومُحَمَّلَةً ملامحُهَا بمآذن الشوقِ إليه.. تدخل البيت وأمامه تقعد، فيغلق الكتاب شاكية –تبدأ الحديث- من الناظر.. من زملائها المدرِّسِين.. من جدولها.. كم مرة بكت فيها في ها ذا اليوم أمام الناظر أو أمام غيره..
ومن متاعبها مع الولد "تامر" الذي يُغَلِّبُهَا وهي تشرح، ولم يَعُدْ يُجْدِي معه أيةُ طريقةٍ دَرَسَتْهَا في كلية التربية. وتسأل أخاها زيداً الذي يصغرُها بسنوات كفيلة بأن تصيره ابنها قبل البكر.
- ماذا تفعل؟!!
- لو عزت أضربه ليكي أضربه..
- تضربه!..
تأخذ في تفكير عميق، ويضحك أخوها.......... ، ،
، ها معاد دخولها البيت وإنه ينتظر، ولكن أحداً لا يدخل ولا سلوى! تَزَوَّجَتْ!! وهو في كل يوم في نفس المعاد ينتظر...، في أحد أيام ما قبل امتحاناته إثر حديث مع والده رفع سماعة التليفون بعد أن ضغط أزراراً لا يعرفها.. .. .. وقال:- "سلوى مسافرة.. وأنا تعبان..!!"