|
يا ليلة غراء ... |
ذكر الــحمى فسعى إلى أربابه |
لم يثنه طــول المسير عن السرى |
كلا ولم يــــمنعه خوف تبابه |
يسعـــى يشق فدافدا وسباسبا |
حتى يـــرى المحبوب في أترابه |
يتقـــدم السرب البهي مبجلا |
متـــــنعما يختال في أثوابه |
فــــيبدد البين المشت بوصله |
ويذيب لوعــته برشف رضابه |
ويبثه ســـــرا تباريح الجوى |
فيكف دمع الـعين عن تسكابه |
ويقول : يـــا محبوبُ إما زارني |
طيف أحاك الــطير في تطرابه |
أو لم يـــــزر في ليلة ممدودة |
فالوجد ينهكني بــسوط عذابه |
فأبيـــــت من آلامه متوجعا |
أرجو من الصبح انـتضاء حجابه |
فارحـــم أيا محبوب صبا يبتغي |
بلقائك الميمــــون نيل رغابه |
يا ويلـــتي , ظن العواذل أنني |
مغرى بهند الـــربع أوبربابه |
يغـــــدو فؤادي بينهن غزالة |
قد راعها الأســد الهزبر بنابه |
أومـــا كفى الملتاع آلام الجوى |
حتى مددن عــــذابه بعتابه |
ولقد سـئمت من الملامة في الهوى |
وسئمت من قول اللوائم :مابه ؟ |
قسمــا برب الكون لم أشتق إلى |
غير النبي المصطــفى وصحابه |
أتنسم العطر المــــؤرج كلما |
فاحت صبا نجد بعــرف جنابه |
وأعانق الأمــــلاك في آفاقها |
إن ذاب قلب العشـق في محرابه |
ويطير وجداني إلـى بلد الهدى |
ورجاؤه المحـــمود لثم ترابه |
فمحبة النــــور المطهر بلسم |
يستل جسم الصـب من أوصابه |
ومديحه في مــسمعي ألذ من |
وتر تداعـــــبه يدا زريابه |
يا ليلة غــــراء حل بها الهدى |
وأزال فيها النور ثــوبَ نقابه |
وتزينت أرجـــاء مكة وازدهت |
وتبسمت للسعد فــي جلبابه |
وتهللت في الأفــق أقمار الدجى |
وأطال طير الدوح فـي إطرابه |
وسما الحـــجاز فجبرئيل بساحه |
وملائك الرحمان فوق هـضابه |
ولد الأمـــين فعاد للدهر الصبا |
وأعاد للتاريخ شرخ شـــبابه |
منحت بـــه الأكوان آمنة العلى |
أمنا حوى جمع الورى بحجـابه |
وكرامـــة أرخت عليه سدولها |
وعدالة كانت مـــدى آرابه |
وحضــارة بلغت به ثبج السهى |
وديانة تهدي لحــــسن مآبه |
ومودة ملأت شــغاف فؤاده |
وأخوة جمعت جـــميع شعابه |
ومسرة دخـلت على أيتامه |
وسعادة غلبت عـــلى أتعابه |
ولد الــحبيب المصطفى فتزلزلت |
للكفر في الدنيا ذرى أنــصابه |
خــمدت به النيران وهي عظيمة |
وتغيض الوادي ويا لعــــبابه |
وتــساقطت شرفات صرح خالد |
أعيى الرياح الهوج ذرو تــرابه |
والمرهفون مــــسامعا من جنة |
تركوا رحاب الجو خوف شـهابه |
أيروم أهل الشـــرك عمرا منسأ |
وبشائر التوحيد في إنـــجابه |
ولقد أراد الله إرشـــاد الورى |
فأنار قلب الـــمجتبى بكتابه |
نزل الأمين إلى حــــراء مرددا |
إقرأ بإسم الله آي خـــطابه |
تاهت بمهبطه الدنى واســتبشرت |
فلقد حباها الله من أطـــيابه |
أرسى لها أسس الحياة ســـديدة |
بكتابه نبع الهدى ولــــبابه |
دستور عدل أين من أنـــواره |
ديجور مَاركس ... دجى أذنـابه |
أشكو إليك حبيب قلبي قــصعة |
وغثاء سيل حان وقت ذهــابه |
أشكو إليك حبيب قلـــبي أمة |
تركت سبيلا بعد علم صـوابه |
أشكو إليك حبيب قلـــبي ثلة |
سجنت كتاب الله في مــحرابه |
قصدت ثرى أعدى الأعادي وارتمت |
ترجو تقدمها علـــى أعتابه |
قصدت هزبر الشــر , في أنيابه |
قدس الهدى , وفرات في أخلابه |
ودمشق أرض الـمجد تحت عيونه |
والفرس يوعد أهلـــها بعقابه |
يا ويحها أضحــت كمثل شريدة |
في الغاب ترجو الأمن وسط ذئابه |
أرجو وآمــــل أن تعود لمجدها |
فيفارق الصمصام جـوف قرابه |
أرجو رضـــاك وشربة وشفاعة |
ألهو بها في الخلد وســط رحابه |
صلى عليـــك الله يابدر الدجى |
ما حن هيمان إلــــى أحبابه |